البابا يدعو إلى السلام ويتجنب فضيحة الاعتداء الجنسي
٤ أبريل ٢٠١٠رغم الطقس الماطر احتشد عشرات الألوف من الحجاج والسياح اليوم الأحد (4 نيسان/ أبريل 2010) في ساحة القديس بطرس للمشاركة في الاحتفالات بعيد الفصح في عاصمة الكثلكة في العالم. وقد ترأس البابا بنديكتوس السادس عشر الاحتفالات التي تميزت هذا العام بحدث فريد تجلى بإعلان عميد الكرادلة أنجليو سودانو عن تضامنه الصادق مع البابا في مواجهة الانتقادات التي وجهت إلى الكنيسة الكاثوليكية فيما يتعلق بفضيحة التحرش الجنسي بالأطفال.
وكان البابا قد تلقى، في وقت سابق، تهنئة عامة بعيد الفصح من سودانو وصفتها الصحف الإيطالية بالأمر غير المسبوق. وقال سودانو، الذي كان أمين سر دولة الفاتيكان السابق، في تهنئته " اليوم، أرغب أنا والكنيسة بأكملها أن نقول لك في صوت واحد، بأننا نقف إلى جوارك وبأننا لن نتأثر بالنميمة التافهة في الوقت الحالي وبالمحن التي تحل أحيانا بمجتمع المؤمنين". وذلك في إشارة إلى الانتقاد الذي وجه إلى البابا حول كيفية تعامله مع قضية الاعتداءات الجنسية لقساوسة على قاصرين.
تجنب ذكر فضائح التحرش الجنسي
واستعرض البابا في الكلمة، التي ألقاها من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، النزاعات والكوارث في العالم بدون أن يأتي على ذكر فضائح التحرش الجنسي بالأطفال التي تطاول الكنيسة منذ أسابيع. وأنهى كلمته ببركته "إلى المدينة والعالم" بخمس وستين لغة. وصلى البابا من أجل التوصل إلى حل للصراع في الشرق الأوسط، خصوصا في الأراضي المقدسة التي "طهرت بوفاة وقيامة" المسيح. وأعرب رأس الكنيسة الكاثوليكية عن تضامنه مع مسيحيي العراق والمنطقة الذين "يعانون من محن وآلام". وأبدى قلقه على مصير "المسيحيين الذين يتعرضون للاضطهاد وحتى للموت بسبب إيمانهم، كما في باكستان".
وتوجه البابا إلى البلدان، التي تعاني من الإرهاب والتمييز الاجتماعي أو الديني، داعيا الله "أن يمنحها القوة لفتح طرق الحوار والتعايش الهادئ". وأشار إلى الأمراض الاجتماعية في أمريكا اللاتينية بما في ذلك الاتجار بالمخدرات و"هؤلاء الذين يعانون من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل التي ضربت هاييتي وشيلي".
وخص البابا القارة الإفريقية بحيز كبير من رسالته مطالبا بوقف النزاعات التي لا تزال "تثير الدمار والمعاناة". كما دعا إلى "التوصل إلى تحقيق السلام والمصالحة اللذين يعتبران ضمانة للتنمية". وتحدث البابا بنديكتوس السادس عشر بشكل خاص عن الأوضاع في ثلاث دول هي جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا ونيجيريا.
الواعظ الشخصي للبابا يعتذر لليهود
وكان البابا قد ترأس مساء أول أمس الجمعة، في إطار احتفالات روما التقليدية بيوم الجمعة العظيمة، موكب درب الصليب مذكرا المؤمنين بمعاناة المسيح وبأن الموت يؤدي في نهاية المطاف إلى السعادة في الحياة الأبدية. وخلال المسيرة، سار آلاف الأشخاص، يحمل العديد منهم الشموع، حول مدرج الكولوسيوم في روما لإحياء المراحل الأربع عشرة، التي تمثل الساعات الأخيرة، التي سبقت صلب المسيح وفقا للعقيدة المسيحية .
وبدوره اعتذر القس رانييرو كانتالاميسا، الواعظ الشخصي للبابا، اليوم لليهود بعد أن شبه مهاجمة الكنيسة الكاثوليكية بالعنف "الجماعي" الذي تعرض له اليهود طوال التاريخ. وقال القس كانتالاميسا، في مقابلة صحيفة "إذا كنت قد آذيت مشاعر اليهود وضحايا الممارسات الجنسية مع الأطفال، ولم تكن هذه نيتي قط ، فإني آسف حقا وأطلب أن تسامحوني". وأضاف بأن البابا لم يكن يعلم بتصريحاته وأنه سمعها لأول مرة مع الجميع، في كاتدرائية القديس بطرس، يوم الجمعة العظيمة.
(أ ح/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي