الاقتصاد الألماني يخسر المليارات جراء قرصنة المنتجات
١٣ أبريل ٢٠٠٧تشكل المنتجات المقلدة خطراً كبيراً على الاقتصاد الألماني حسب معطيات اتحاد الصناعة الألماني، حيث تقدر الخسائر المادية لقرصنة المنتجات والأفكار في أنحاء العالم بنحو 120 مليار يورو، نصيب الشركات الألمانية منها نحو 25 مليار يورو. وتزيد كميات المنتجات المزورة في الأسواق الألمانية سنوياً بشكل ملحوظ، فخلال العام الماضي تمت مصادرة منتجات مزورة في ألمانيا تبلغ قيمتها أكثر من مليار يورو، أي ما يعادل خمسة أضعاف الكمية التي صودرت عام 2005.
وفي ضوء ذلك تريد الحكومة الألمانية مكافحة تقليد وتزوير المنتجات من قبل الشركات الأجنبية بشكل أكثر صرامة وذلك لتقليل التأثير السلبي لبيع هذه المنتجات على الاقتصاد الألماني، ومن ناحية أخرى لحماية المستهلكين، خاصة من المنتجات التي يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الصحة العامة إذا ما تعلق الأمر مثلاً بالأدوية المقلدة. وقد أصبحت محاربة التقليد وتزوير المنتجات على نفس الدرجة من الأهمية كمكافحة المخدرات على سبيل المثال. كما أصبح وجود الحملات التفتيشية في المعارض أمراً معلناً، بل وصل الأمر الآن أيضاً إلى مناقشة احتمالية فرض عقوبات على الأشخاص الذين يملكون منتجات مقلدة.
قرصنة المنتجات ظاهرة عالمية
وتعتبر مناقشة هذا الموضوع في منظمة التجارة العالمية قضية شائكة، خاصة في وجود الصين، التي تعد الدولة المقلدة الأولى والتي تفخر بمنتجاتها المقلدة. وفي عصر العولمة، يرى بعض الخبراء أن هناك صراعا لا مهرب منه بين الدول التي تدافع عن حقوق الملكية الفكرية والإبداعية والأخرى التي تفخر بالمنتجات المقلدة، وهو ما قد يتسبب في نزاعات بين القوى الاقتصادية القديمة والجديدة.
لكن هؤلاء الخبراء يؤكدون مع ذلك على أنه لا يجب التهوين من قضية تقليد المنتجات، بل يجب أن يعاقب هؤلاء الذين يسرقون التصميمات والأفكار. فهذا شرط أساسي لحماية الشركات من المنافسة غير المشروعة والتي تسبب لها الخسائر بكل تأكيد، لأن الشركات المقلدة تبيع السلع نفسها بجودة أقل وبأسعار زهيدة. ولذلك تريد الدول الصناعية الثمانية الكبرى مناقشة إمكانية وضع اتفاقية لمكافحة هذه الظاهرة خلال قمتهم التي تقام في فصل الصيف القادم.
متحف للمنتجات المقلدة
ولتوعية الرأي العام بهذه المشكلة، قرر ريدو بوسه أن يؤسس متحفاً في مدينة سولينجن يعرض فيه أكثر من 250 سلعة حقيقية ومقلدة. ويريد بوسه أن يضع المنتجات إلى جانب بعضها بعضا حتى يتمكن المشاهد من القيام بنفسه بالمقارنة بين المنتجات. ويعد متحف "بلاجياريوس"، الذي يضم هذه المعروضات المقلدة، المتحف الوحيد من نوعه في العالم. فقد ولدت فكرة إنشائه لدى المصمم بوسه منذ ثلاثين عاماً عندما واجه هذه المشكلة على مستوى شخصي، حيث لفت نظره تقليدا لأحد تصميماته في قاعة هونج كونج خلال معرض في فرانكفورت، وبالطبع كانت هذه المنتجات أقل سعراً لكنها كانت أيضاً أقل جودة. ومنذ ذلك الحين قرر المصمم محاربة النقل والتقليد، حتى أتيحت له الفرصة لتنفيذ فكرة هذا المتحف، وافتتح المتحف الأسبوع الماضي.
دويتشه فيله + وكالات (س.ك)