الاقتصاد الألماني في طريقه إلى التعافي
اخذ الاقتصاد الالماني يتحرر شيئا فشيئا من قيود ارتفاع تكاليف الانتاج. فقد كان معروف عنه بأنه أسير تكاليف الانتاج العالية التي تفقده القدرة على المرونة والمنافسة في السوق العالمية. في هذا الصدد توصلت مجلة "اكونوميست" الاقتصادية المعروفة إلى ان القدرة التنافسية للاقتصاد الألماني ترتفع باضطراد، بحيث أصبح يمتلك مميزات تنافسية تفوق تلك التي تتسم بها اقتصاديات الدول الأوروبية الأخرى مثل فرنسا ايطاليا، هولندا وحتى بريطانيا. ويتفق الكثير من الخبراء والمستثمرين الأجانب إلى حد كبير مع هذا التحليل. لذلك يقوم مستثمروا القطاع الخاص بشراء العقارات والشركات الألمانية بالجملة لأنهم يعتبرونها مناسبة الثمن.
ألمانيا منطقة جذب للشركات الأجنبية
بالنسبة للشركات الأجنبية فان ألمانيا عادت إلى الصدارة باعتبارها المكان المفضل لنشاط هذه الشركات. وفي هذا الصدق احتلت ألمانيا المركز الخامس على مستوى العالم حسب نتائج استفتاء قام به معهد ارنست اند يونج المتخصص في هذا المجال. أما على مستوى أوروبا فقد صنفت بولندا على أنها الأكثر جاذبية للشركات العالمية. ويعطي المستثمرون أفضلية لألمانيا بسبب البنية التحتية الملائمة ووجود الكفاءات المدربة وتوفر الحماية القانونية. "الكثير من هذه الميزات تعتبر في ألمانيا من البديهيات"، حسب تعبير بيتر انجليش من معهد ارنست اند يونج.
ثمار الإصلاح الاقتصادي
ويعتبر المحللون ان الإصلاحات التي شهدتها ألمانيا خلال السنوات الأخيرة بدأت تأتي بثمارها على كل من الاقتصاد والسوق. فلقد كانت ألمانيا لفترة طويلة المكان الأغلى في أوروبا بالنسبة لتكاليف الإنتاج ولكنها مقارنة بالدول لأوروبية الأخرى استطاعت تخفيض هذه التكاليف وبالتالي اكتساب قدرة تنافسية مناسبة، حسب تعبير يورجن ميشيلز، من سيتي جروب الأمريكية.
كما ان السياسات المتعلقة بالأجور خلال السنوات الأخيرة أسهمت، في رأي الخبراء الاقتصاديين الليبراليين، في تحسين الوضع الاقتصادي بشكل كبير. فمثلا برنامج "هارتس4" الإصلاحي المثير للجدل شكل ضغطا متزايدا على القوى العاملة مما عزز من موقف ارباب العمل في المفاوضات بشأن الأجور واضعف موقف النقابات العمالية، وفقا لما كتبته مجلة "اكونوميست".
تفاؤل حذر
على الجانب الأخر يحذر بعض الخبراء من التفاؤل المبالغ فيه حول انتعاش الاقتصاد الألماني."صحيح ان ألمانيا المريضة بدأت تتماثل للشفاء لكنها لا تزال مريضة"، حسب تعبير الخبير الاقتصادي لدى بنك أوف أمريكا، هولجر شميديج الذي يعتقد بأنه "يجب علي ألمانيا ان تستمر في تتناول الدواء لفترة أطول لكي تتعافى كليا".
تقرير: عبده جميل المخلافي