الاتحاد الأوروبي يفضل التريث قبل اتخاذ موقف بشأن الحكومة الفلسطينية الجديدة
١٥ مارس ٢٠٠٧على ضوء تسليم رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنيه اليوم الخميس 15 آذار/ مارس 2007 اللائحة النهائية لحكومة الوحدة الوطنية للرئيس الفلسطيني محمود عباس قال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن الاتحاد سيستمر في تبني سياسة "الانتظار والترقب" بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وجاء تصريح المسؤول الأوروبي على هامش قمة للاتحاد الأوروبي ودول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في مدينة نورنبيرج الألمانية اليوم الخميس. وردا على سؤال حول تقييمه لأنباء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة، أجاب المسؤول الأوروبي بالقول: "أعتقد أن هذا أمر جيد لكن علينا أن نرى قائمة الوزراء". وقال سولانا إنه أجرى الليلة الماضية سلسلة من المحادثات الهاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومع المسؤولين المصريين "ومع معظم اللاعبين في المنطقة" بهذا الخصوص. الجدير بالذكر ان الاتحاد الأوروبي وأطراف اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة) يشترطون على أي حكومة فلسطينية ان تعترف بإسرائيل وتتخلى عن العنف وتحترم الاتفاقات الموقعة سابقا مع الدولة العبرية، كشرط لرفع العقوبات المالية المفروضة على السلطة الفلسطينية منذ وصول حركة حماس إلى الحكم.
ترقب فرنسي حذر
من جانبها أعلنت باريس على لسان وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية قد "يفتح صفحة جديدة" في العلاقات بين السلطة الفلسطينية والأسرة الدولية. وأعتبر المسؤول الفرنسي ان هذه الخطوة "ستجعل الأسرة الدولية أكثر حزماً في طلباتها من السلطة الفلسطينية في مجالي مكافحة أنشطة المجموعات الإرهابية ووقف شتى أشكال العنف ضد إسرائيل". وربط الوزير الفرنسي بين الترقب الفرنسي وبين قضية الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شاليت، حيث رأى " أن الإفراج عن الجندي المختطف يبقى ضرورياً لتأكيد تصميم الحكومة الفلسطينية وقدرتها على فرض النظام والقانون في الأراضي الفلسطينية".
تحفظ أمريكي
أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد تحفظت عن تقويم الإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في انتظار ان تطرح الأخيرة برنامجها السياسي، مذكرة إياها بوجوب الاستجابة لشروط اللجنة الرباعية، وخصوصاً الاعتراف بإسرائيل. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك "سننظر تشكيل الحكومة فعلياً والإطلاع على برنامجها وإجراء تقويم نهائي". فضلاً عن ذلك دعا البيت الأبيض الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إيجاد الوسائل الكفيلة بالاستجابة لمطالب اللجنة الرباعية، بهدف إفساح المجال أمام مفاوضات مع إسرائيل.
إسرائيل ترفض التعامل مع الحكومة الجديدة
وفي أول رد فعل رسمي إسرائيلي على إعلان تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية رفضها التعامل مع هذه الحكومة. وصرحت ميري ايسن الناطقة باسم رئاسة الحكومة لوكالة فرانس برس ان الموقف الإسرائيلي لم يتغير، قائلة: "لن نعترف أبدا بهذه الحكومة ولن نتعامل معها". وأضافت ايسن "لقد قدم الفلسطينيون حكومة وحدة وطنية جديدة. ولكن من المؤسف ان لا يتضمن برنامج هذه الحكومة، ضمنا أو صراحة، المبادئ الدولية الثلاثة المتعلقة بالاعتراف بإسرائيل والقبول بالاتفاقيات السابقة والتخلي عن الإرهاب". وأعربت المتحدثة عن أملها في ان يفرض المجتمع الدولي على الحكومة الجديدة الالتزام بهذه المبادئ الثلاثة.