الاتحاد الأوروبي يدخل ختما جديدا لضمان جودة المواد الغذائية
١٣ يونيو ٢٠٠٧ازدهرت في ألمانيا الزراعة الطبيعية الخالية من المواد الكيمائية والتغييرات الجينية (الوراثية)، خاصة في السنوات الأخيرة على إثر تكاثر أمراض الحيوانات الخطيرة مثل جنون البقر وأنفلونزا الطيور وكذلك اكتشاف فضيحة اللحوم الفاسدة التي وعلى الرغم من مرور سنوات على انتهاء تاريخ صلاحيتها قد بيعت في المحلات التجارية في عدد لا بأس من المدن الألمانية. كل هذه التطورات دفعت بالمستهلك الألماني إلى الإقبال على المنتجات الغذائية الطبيعية والمصنعة الخالية من المواد الكيمائية والتي لم تطرأ على تركيبتها الجينية (الوراثية) تغييرات. وبالرغم من أن هذه المنتجات مرتفعة السعر نسبيا مقارنة بالمنتجات الأخرى إلا أنها تحظى بثقة الألمان لأنها تخضع لشروط صارمة.
أختام متعددة لضمان الجودة
عادة ما يحرص المستهلكون في أوروبا وفي ألمانيا بالخصوص على التثبت من تركيبة المواد الغذائية وكيفية صنعها وهويتها وتاريخ الصلاحية قبل شرائها، هذه المعلومات توجد على الغلاف الخارجي للمعلبات أو القوارير أو الأكياس. وتعتبر هذه المعلومات، التي تمثل البيانات الغذائية الخاصة بكل منتج، مهمة جدا لمعرفة مكوناته قبل أن يقرر المستهلك شراءه أم لا. وتهدف كل هذه البيانات التوضيحية إلى إضفاء شفافية على مكونات المواد الغذائية وإعطاء المستهلك فرصة لمعرفة أكثر ما يمكن من المعلومات عن المنتوجات التي يستهلكها مما يمكنه من فرصة الاختيار بين عدة أصناف لنفس المنتج وانتقاء ما يتماشى مع رغباته الغذائية ومع حالته الصحية.
ولجذب المستهلك لشراء منتجاتها تفننت الشركات الألمانية المتنافسة في إضفاء علامات وأختام وملصقات توضيحية على المواد الغذائية تؤكد فيها على جودة المواد المستعملة في التصنيع، مثل إضافة علامة حمراء أو خضراء أو علامة مربعة أو مستديرة وغيرها من الأشكال والألوان، بيد أن المقصود به في نهاية المطاف هو الترويج والدعاية وكسب ثقة المستهلك.
مقاييس ختم "بيو "Bio تخضع لتعديلات
تزايد في السنوات الأخيرة إقبال المستهلكين الألمان على المواد الغذائية التي تحمل ختم "بيوBio "، وهو ختم ذو لونين أبيض وأخضر وسداسي الشكل. هذا الختم له مقاييس ثابتة يتعين التقيد بها قبل منحه لأي منتج غذائي، إذ أنه يضمن أن المنتج خالي من المواد الكيمائية: أي أن الخضر والغلال لم تتم معالجتها بالمواد الكيمائية كما لم يتم رش الحقول التي زُرعت فيها بأي مبيدات كيمائية، كما أن ختم "بيوBio" لا يُمنح للمواد الغذائية التي تم إدخال تغيرات على تركيبتها الجينية (الجينية) حتى ولو كانت خالية من المواد الكيمائية. غير أنه بداية من سنة 2009 سيصبح من الممكن منح ختم "بيو Bio" للمنتجات الغذائية الخالية من المواد الكيمائية بنسبة 95% والتي تحتوي كذلك على عناصر تعرضت لتغييرات جينية، هذا ما قرره وزراء الزراعة الأوروبيون هذا الأسبوع في لوكسينبورغ.
في هذا الإطار وصف وزير الزراعة الإتحادي في ألمانيا هورست زيهوفير الإتفاق الجديد الذي توصل إليه وزراء زراعة الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي في لوكسينبورغ، والذي يتم بموجبه عام 2009 إدخال ختم "بيو Bio" أوروبي لكل المواد الغذائية الخالية من المواد الكيمائية، بأنه يعتبر قفزة نوعية بالنسبة للزراعة "بيوBio ". وتعتبر المقاييس الجديدة المُتفق عليها أقل صرامة من المقاييس المفروضة في ألمانيا، إذ أن أي منتج زراعي خال من المواد الكيمائية ويحتوي كذلك على آثار نباتات تعرضت للتغيير الجيني بنسبة لا تناهز 0.9%، بإمكانه الحصول على الختم الأوروبي "بيو Bio".
قلق بسبب المقاييس الجديدة
على الرغم من أن الشروط الاوروبية المفروضة على بضائع "بيوBio " لا تزال شروطا صارمة، إذ لا يجوز أن تتعرض المواد الغذائية لأية معالجات كيميائية أو تغييرات جينية وأن يكون مصدرها طبيعيا أو حيوانيا طبيعيا، إلا أن السماح بوجود آثار نباتات مغيرة جينيا حتى وإن كانت نسبتها لا تتعدى نسبة 0.9% قد أثار قلق الرابطة الألمانية لزراعة وصناعة المواد الغذائية الطبيعية "بيوBio " التي تخشى من تراجع إقبال المستهلك الألماني على منتجاتها بسبب التعديلات الجديدة.
من جانبه، انتقد البرلمان الأوروبي التعديلات التي اتفق عليها وزراء الزراعة الأوروبيون، ووصفها بأنها لا تستجيب للشروط الصارمة المفترض أن تتقيد بها المواد الغذائية الطبيعية أو المصنعة التي تحظى بختم "بيو Bio". جدير بالذكر أن البرلمان الأوروبي فشل في المصادقة على قانون يمنع منح المواد الغذائية غير المعالجة كيمائيا ختم "بيوBio" إذا تعدت نسبة آثار النباتات المغيرة جينيا 0.1% من المنتج بسبب موقف الحكومات الأوروبية الرافض لهذا التحديد وذلك خشية من ارتفاع تكاليف الزراعة الخالية من المواد الكيمائية والتغييرات الجينية،