الإنتربول يسعى إلى تحسين مستوى تبادل البيانات بهدف مكافحة الإرهاب
١٩ سبتمبر ٢٠٠٦نجحت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية / إنتربول خلال الأعوام الأخيرة في جعل اسمها من أكثر الأسماء التي يخشاها المجرمون، فإذا ما أحيلت قضية ما إلى هذه المنظمة، فإنها تصبح من القضايا الهامة التي يتم التحقيق فيها بتنسيق عالمي على نحو يتجاوز الحدود بين الدول. فالأمر لا يختلف سواء تعلقت القضية في بحث الشرطة الألمانية مثلا عن أشخاص يقومون بأعمال إرهابية، أو بسعي الشرطة العراقية إلى إيقاف التجارة غير المشروعة بقطع أثرية سلبت أثناء الحرب على العراق. وفي مثل هذه الحالات لا يحتاج الأمر سوى إلى إعلام المنظمة قبل أن تبادر إلى تنسيق تبادل المعلومات بين أجهزة الشرطة المختلفة من أجل القيام بملاحقة الجناة.
ملاحقة جنائية بلا حدود
تعقد جلسة الجمعية العامة للإنتربول في دورتها الخامسة والسبعين اليوم الثلاثاء 19 أيلول / سبتمبر في ريو دي جانيرو. ويحضر الجلسة أكثر من 500 شرطي من قرابة 200 دولة من أجل مناقشة تبادل البيانات والمعلومات المتعلقة بالأعمال الجنائية بين أجهزة الشرطة في هذه الدول بشكل أفضل. وتعد هذه المهمة، إلى جانب مهمة مكافحة الإجرام، من أهم وظائف المنظمة الدولية التي تتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرا لها. وتباشر الإنتربول عملها على هذا الصعيد حين تخرج قضية جنائية ما عن حدود صلاحية أجهزة الشرطة الوطنية، في حالة هروب مجرم ما مثلا إلى بلد آخر.
وفي معرض تعليقه على تطور هذه المنظمة الدولية يشير ماكس بيتر راتسل المدير العام للمنظمة الأوروبية للشرطة الجنائية / يوروبول، التي تقوم بتنسيق مكافحة الإرهاب داخل أوروبا، إلى أن "المكافحة العالمية للإجرام قد تحسنت بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة كما ونوعا، لاسيما فيما يتعلق بسرعة نقل المعلومات".
مكافحة الإرهاب في صلب اهتمام المؤتمر ...
تعتبر مكافحة الإرهاب موضوعا مركزيا تناقشه الجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية. "إن مكافحة الإرهاب ذي الطابع الإسلامي يشكل بالنسبة لنا منذ الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 الموضوع رقم 1 على جدول مهامنا، فنحن ولا سيما زملاؤنا في شتى أنحاء العالم نعي خطورة هذا النوع من الإرهاب ونعامله بمنتهى الجدية"، كما يقول راتسل. ولهذا السبب بالذات فإن المنظمة تسعى في مؤتمرها الحالي إلى تحسين آليات التعاون مع منظمة الأمم المتحدة، التي أصدرت في العام الماضي لائحة تحقيق جديدة تحمل اسم "UN Special Notice" يتسنى لدول المنظمة الدولية للشرطة الجنائية/ إنتربول أن تتيقن من وجود شخص قيد التحقيق لديها على لائحة المشبوهين التابعة لمجلس الأمن الدولي.
... إضافة إلى مكافحة الفساد
ومن النقاط الأخرى التي يعالجها المؤتمرفي ريو دي جانيرو مكافحة تجارة البشر وخاصة الأطفال وتجارة المخدرات والإجرام الاقتصادي. كما وتعتزم المنظمة في مؤتمرها إصدار قرار بتأسيس أكاديمية خاصة بشؤون الفساد في فيينا مهمتها تدريب مختصين من أجل معالجة الشؤون المتعلقة بالرشاوى. ومن المتوقع أن تباشر الأكاديمية أعمالها عام 2007. وفضلا عن ذلك ستقرر المنظمة ضم عضوين جديدين فيها وهما الجبل الأسود وسان مارينو وبهذا يرتفع عدد أعضائها إلى 186 عضوا.
ليس لدى إنتربول ويوروبول عملاء يلاحقون المجرمين في بلدان أخرى أو يقبضون عليهم بشكل مستقل، بل أن مهمتهما تقتصر على تنسيق التعاون مع المحققين المحليين حفاظا على مبدأ السيادة الوطنية التي لا يجوز المساس به على حد تعبير راتسل. وبهذا يكون نجاحهما مرتبط بتعاون الدول الأعضاء فيها. وفي هذا السياق يعبر راتسل عن أسفه لنقص الوعي لدى بعض الدول بأهمية عمل هذه المنظمة الدولية قائلا: "بعض الدول لا تعي للأسف أن التبادل المبكر للمعلومات شرط لمكافحة الإرهاب بشكل فعال." لكنه أضاف بأن طبيعة العمل مع الدول المختلفة يتحسن شيئا فشيئا، إضافة إلى أن تبادل المعلومات يتم بشكل أسرع مما كان عليه الأمر سابقا.