الإفراج المبكر عن إرهابي سابق يثير الجدل في ألمانيا
٢٥ نوفمبر ٢٠٠٨انقسمت الآراء حول قرار إطلاق سراح الإرهابي السابق كريستيان كلار، بين متفهم لقرار المحكمة على أنه مقبول من الناحية القانونية، وبين رافض ومحتج. في هذا الإطار رفضت وزيرة العدل الألمانية بريجيتا تسيبرس في تصريحات نشرتها صحيفة "باساوه نويه بريسه" في عددها الصادر اليوم الانتقادات الرافضة لإطلاق سراح كلار. وقالت إن الإفراج عنه إجراء طبيعي من الناحية القانونية، مشيرة إلى أن السلطات القضائية في عاملته مثل أي متهم آخر، حين قضت بتحويل باقي فترة سجنه إلى عقوبة مع وقف التنفيذ، بعد أن قضى 26 عاما خلف القضبان.
وكانت المحكمة العليا في شتوتجارت يوم أمس الاثنين بإطلاق سراح كلار بصفة مُبكرة اعتبارا من يوم الثالث من يناير/كانون الثاني عام 2009، على أن يقضي مدة خمس سنوات تحت المراقبة. وعللت المحكمة قرارها بأنه لم يُعد يشكل تهديدا للأمن في البلاد.
غضب واستياء أقرباء الضحايا
وأثار قرار المحكمة الغضب والاستياء لدى عائلات ضحايا منظمة الجيش الأحمر، التي كان كلار ينتمي إليها، والذين َذكًروا بأن كلار لم يعرب حتى اليوم عن ندمه على أعمال القتل التي ارتكبها في حق ذويهم. في هذا السياق قالت صحيفة "بيلد" الألمانية إن أحد ضحايا العمليات الإرهابية، وهو يوغيرن فييتور، الذي كان مساعد طيار في طائرة لاندسهوت التي اختطفت عام 1977 من قبل عناصر منظمة الجيش الأحمر، احتج على قرار الإفراج عن كلار، معربا في رسالة وجهها للرئيس الألماني عن خيبة أمله وعن شعوره بالمرارة تجاه هذا القرار، الذي وصفه بأنه يُعد إهانة لكافة ضحايا منظمة الجيش الأحمر.
من جانبه قال ميشائيل بوباك، نجل المُدعي العام ، زيغفريد بوباك، الذي قتل على يد منظمة الجيش الأحمر، إن كلار لم يفصح حتى الآن عن تفاصيل مهمة حول كيفية اختطاف والده وقتله، مشيرا إلى أنه لازال في انتظار هذه المعلومات، خاصة وأن الغموض مازال يحوم حول الشخص الذي أطلق النار على والده وأرداه قتيلا.
" لم يعد يشكل خطرا على الأمن العام"
كما قوبل قرار المحكمة بانتقادات من قبل أعضاء في أحزاب التحالف المسيحي الذين أعلنوا عدم تفهمهم لقرار المحكمة، كما طالبوا كلار بالاعتذار على ما ارتكبه من جرائم. في هذا السياق قال وزير داخلية ولاية بافاريا يواخيم هيرمان إن المواطن العادي ليس بإمكانه أن يفهم قرار المحكمة بإطلاق سراح كلار، الذي كانت صدرت فيه خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة، ولم يقض منها سوى 26 عاما.
أما رئيس نقابة الشرطة الألمانية كونراد فرابيرغ فقد أعتبر قرار المحكمة معقولا من الناحية القانونية، بيد أنه أعرب في الوقت نفسه عن مرارته الشديدة تجاه الإفراج عن كلار، خاصة وأنه كان يعمل شرطيا خلال السبعينات وعايش الأعمال الإرهابية التي ارتكبها أعضاء منظمة الجيش الأحمر.
و على الرغم من أن كلار، الذي يبلغ الآن 56 عاما، لم يظهر حتى اليوم ندمه على أعماله، إلا أن المحكمة أكدت على أن ليست هناك أدلة على خطورته على الأمن العام في بلاده. وأشارت إلى أن كلار قد ساهم في حل جميع خلايا منظمة الجيش الأحمر عام 1998 وأعلن العدول عن الكفاح المسلح.