الإعصار ايرين يضرب نيويورك ... ويحولها إلى مدينة أشباح
٢٨ أغسطس ٢٠١١اجتاح الإعصار ايرين نيويورك محملاً برياح عاتية ومسبباً سقوط أمطار غزيرة في وقت مبكر من اليوم الأحد (28 آب/ أغسطس 2011) مما أدى إلى إغلاق العاصمة المالية للولايات المتحدة وأكبر المدن سكاناً وسبب انقطاعاً في الكهرباء، بينما يتجه ببطء شمالاً على امتداد الساحل الشرقي. وكانت شوارع مدينة نيويورك التي تشبه خلية النحل في العادة شبه ساكنة بعد أن أمرت السلطات بإجلاء عشرات الآلاف من السكان من المناطق المنخفضة وإغلاق شبكة مترو الأنفاق والمطارات وخدمات الحافلات.
ويبلغ شعاع ايرين 840 كلم ما يوازي نحو ثلث طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بحسب تقديرات لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) استناداً إلى الأقمار الاصطناعية. وعادة ما يكون الساحل الشرقي الأميركي في منأى من الأعاصير. وكان غلوريا آخر إعصار يطال نيويورك عام 1985.
انقطاع الكهرباء وفوضى عارمة
ومن ولايتي نورث كارولاينا وساوث كارولاينا إلى مين هناك عشرات الملايين من الأشخاص الذين يسكنون في مناطق تقع على مسار الإعصار ايرين الذي وصل إلى البر في نورث كارولاينا مع بزوغ فجر أمس السبت مسبباً تساقط أمطار غزيرة وسقوط الأشجار وقطع الكهرباء. وتسبب ايرين في قطع الكهرباء عن 1.8 مليون منزل ومصلحة وأثر على العمل في مصافي النفط وأجبر المحطات النووية على خفض الكهرباء أثناء تحركه نحو نيويورك.
وأغلق خفر السواحل الأمريكي ميناء فيلادلفيا، وهو مرفأ نفطي، وقيد حركة السفن في ميناء نيويورك الأكبر والذي ظل مفتوحاً. وأوقفت شركة اكسيلون لتوليد الكهرباء العمل في محطة أويستر كريك للطاقة النووية في نيوجيرسي كإجراء احترازي، وتمد المحطة 600 ألف منزل بالكهرباء. وقال متحدث باسم الشركة إن من المتوقع أن يكون إغلاق المحطة لفترة قصيرة وربما تتاح موارد أخرى في المنطقة.
تحذير غير مسبوق
وتوجه مايكل بلومبرغ رئيس بلدية نيويورك لأكثر من ثمانية ملايين شخص يعيشون في نيويورك بتحذير شديد، مفاده أن رياحاً بقوة العاصفة الاستوائية يمكن أن تضرب المدينة: "لقد وصل طرف الإعصار إلينا أخيراً". وحذر بلومبرغ سكان نيويورك من أن ايرين عاصفة تهدد الأرواح وحثهم على البقاء في منازلهم لتجنب الشظايا المتطايرة أو الفيضانات أو خطر الصعق بالكهرباء نتيجة خطوط الكهرباء المقطوعة بفعل العاصفة. ومضى يقول "الوضع خطير في الخارج".
لكنه قال لاحقاً "نيويورك هي أعظم مدينة في العالم وسوف نجتاز هذه العاصفة". وصدرت أوامر لنحو 370 ألف شخص من السكان في المناطق المنخفضة بمغادرة منازلهم. لكن كثيرين كانوا غير مستعدين للخروج. وأدى إغلاق المطارات الثلاثة في نيويورك وبينها مطار جون اف كينيدي إلى فوضى عارمة مع إلغاء آلاف الرحلات. وتراجعت أيضاً حركة السكة الحديد فيما تدفق سكان نيويورك والسياح السبت إلى مراكز استقبال أقامتها البلدية.
الأمواج العاتية
وتوقع المركز الوطني للأعاصير ومقره ميامي ارتفاع الأمواج لما يصل إلى 2.5 متر في لونغ ايلاند والمناطق الرئيسية في نيويورك. ومع بلوغ الرياح 130 كيلومتراً في الساعة فإن ايرين مصنف باعتباره إعصاراً من الدرجة الأولى، طبقاً لمقياس سفير سيمبسون المؤلف من خمس درجات. وقال المركز الوطني للأعاصير إن ايرين محمل برياح من الممكن أن يكون لها أثر أقوى على الطوابق العليا من ناطحات السحاب.
وكان العام الحالي الأكثر تطرفاً في الأحوال الجوية في تاريخ الولايات المتحدة وبلغت الخسائر 35 مليار دولار حتى الآن من الفيضانات والأعاصير وموجات الحر. ويرقب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قطع عطلته للعودة إلى البيت الأبيض الاستعدادات للإعصار عن كثب. وأعلن عن سقوط سبعة قتلى على الأقل في نورث كارولاينا وفرجينيا وفلوريدا. وصدرت أوامر بإجلاء عدة ملايين من السكان على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وتشاور الرئيس أوباما الذي يتابع التطورات ساعة بساعة، مع فريقه المكلف بالحالات الطارئة والذي يضم خصوصاً نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.
(ي ب/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم