تقرير للأمم المتحدة: "على العالم أن يتكيف مع تغير المناخ"
٥ أبريل ٢٠٠٧ما إن يبدأ الحديث عن ارتفاع درجة حرارة الأرض حتى تخيم أجواء التشاؤم والكآبة والانزعاج حيال الانبعاثات الغازية الضارة. لكن التركيز ربما يتحول إلى حقيقة أو واقع جديد هو: تعلم كيف نتعايش مع عالم صار أكثر سخونة. وقد دفعت تقارير الأمم المتحدة علي مدى عقدين من الزمان عن تهديدات مثل ارتفاع مستوى مياه البحار واختفاء عدد من السواحل من على الخريطة واشتداد قوة العواصف الاستوائية الدول الصناعية إلى التحرك ضد الانبعاثات الغازية الناتجة عن عمليات حرق الوقود الحفري التي يعتقد العلماء أنها السبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض.
التغيرات المناخية ـ من المقاومة إلى التكيف
وفيما كان السياسيون والمشاهير وأنصار البيئة يحتشدون ضد الانبعاثات فان قدرا أقل من الانتباه وجه للكيفية التي تستطيع بها الدول التكيف مع ارتفاع الحرارة. لكن هذا يتغير الآن مع إجماع العلماء على أن تغير المناخ سيؤثر علينا لعدة قرون مهما كانت الإجراءات التي سنتخذها لمكافحة التلوث. وفي هذا السياق صرح جريج مارلاند خبير المناخ بمختبر "اوك ريدج ناشيونال لابروتيري "الحكومي الأمريكي قائلا:" لقد بدأت مناقشة القضية العام الماضي فقط. وأعتقد أن الإقرار بحدوث تغير في المناخ أمر ايجابي ". وتمت مناقشة الأمر خلال محادثات في بروكسل قبل نشر تقرير الأمم المتحدة غدا الجمعة عن تأثير تغير المناخ على البشر وهو جزء من ثلاثية تصدر العام الحالي تتوج في أيار/مايو القادم بتوصيات لصانعي السياسات.
وصرح العالم الأمريكي توماس ويلبانكس، أحد كاتبي التقرير أن مسألة إحداث توازن بين تحقيق السلام مع تغير المناخ واتخاذ خطوات أخرى للتصدي للانبعاثات الغازية كان من الموضوعات الرئيسية في محادثات بروكسل. ومما يزيد الأمر إثارة أن أربعة من العلماء الأمريكيين والبريطانيين أعلنوا مؤخرا أنه في حين تم توجيه "موارد وجهد هائل ثقافي وسياسي ودبلوماسي ومالي " لخفض الانبعاثات طوال الأعوام الـ 51 الماضية فان الحديث عن التكيف مع تغير المناخ كان من الممنوعات بوصفه علامة على الهزيمة."
الأضرار المناخية ـ والتنمية غير المستديمة
وعلاوة على ذلك ذكر العلماء أن ثمة عاملين دفعا المناقشات الخاصة بـ "التكيف" إلي تصدر جدول الأعمال هما حالة الاهتمام الكبير بين العلماء ومن بينهم علماء الهيئة الحكومية الدولية الخاصة بتغير المناخ، فضلا عن القلق السائد بين الدول النامية المتوقع أن تكون الأشد تضررا. وقال العلماء في تعليق نشر في عدد شباط / فبراير الماضي من دورية "نيتشر" العلمية أن الانبعاثات جعلت من تغير المناخ أمرا لا مفر منه وأنه حتى أكثر التنبؤات تفاؤلا تظهر أن تركيز الأبخرة الغازية الضارة على المستوى العالمي سيزداد في المستقبل القريب".
كما أضاف العلماء أن المهم هنا حماية الناس من آثار تغير المناخ كجزء من استراتيجية أوسع للتنمية المتوائمة مع البيئة. ولم يكن الأمريكيون بحاجة لان ينظروا أبعد من إعصار عام 2005 في مدينة نيو اورليانز الذي أخرج معظم سكانها من ديارهم. وفي هذا السياق قال الخبراء: "إعصار كاترينا أوضح بشكل مدمر أن الأضرار المناخية إنما هي نتاج أنماط من التنمية غير المستدامة المواكبة لغياب المساواة الاجتماعية والاقتصادية. كما أن تصنيع سيارات وإقامة محطات للطاقة ومنازل "خضراء" كلها صديقة للبيئة، يساعد في خفض الانبعاثات. وفي المقابل فان التكيف يمكن أن يشتمل على أشياء عديدة تبدأ من تحسين التحصينات التي تقيمها الدولة للتصدي للفيضان إلى قطع الأشجار التي يمكن أن تسقط على منزلك عند هبوب عاصفة.