وصول أول دفعة مساعدات إنسانية إلى الرستن المحاصرة
٢١ أبريل ٢٠١٦دخلت اليوم الخميس(21 نيسان/ابريل 2016) قافلة مساعدات إنسانية ضخمة إلى مدينة الرستن المحاصرة في وسط سوريا، وهي الأضخم منذ بدء النزاع الذي تتعثر مفاوضات هادفة إلى حله برعاية الأمم المتحدة في جنيف. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك إن قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية دخلت إلى منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي، حيث يعتقد انه يعيش حوالي 120 ألف شخص.
وتعتبر الرستن احد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص، وتحاصرها قوات النظام منذ حوالي ثلاث سنوات، وإن أصبح الحصار تاما منذ بداية هذا العام. وأضاف كشيشيك "نعتقد أن هناك 17 مخيما للنازحين في منطقة الرستن تعاني من وضع إنساني صعب". وأوضح أنها "اكبر قافلة مساعدات مشتركة نقوم بها في سوريا حتى الآن".
من جانبه، تحدث الموفد الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الخميس ن إحراز "تقدم متواضع" لكن "حقيقي" على صعيد إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا، معتبراً أن من شأن تحسين الوضع الإنساني أن ينعكس إيجاباً على سير المفاوضات.
وقال دي ميستورا لصحافيين بعد اجتماع عقدته مجموعة العمل حول الشؤون الإنسانية في جنيف "كان هناك تقدم متواضع لكنه حقيقي في ما يتعلق بالوضع الإنساني في سوريا"، معترفاً في الوقت ذاته بأنه "ليس كافياً على الإطلاق".
وأوضح الموفد الأممي أن المعطيات الأخيرة تفيد بوصول المساعدات إلى أكثر من 560 ألف شخص يعيشون في المناطق المحاصرة أو تلك التي يصعب الوصول إليها منذ مطلع العام، بزيادة قدرها أكثر من مئة ألف شخص خلال أسبوعين.
ى أن 220 ألفا من الذين تم الوصول إليهم يعيشون في مناطق محاصرة من قوات النظام أو الفصائل المقاتلة أو من تنظيم "داعش". وأشار كذلك إلى تنفيذ ثماني عمليات "غير مسبوقة" لإلقاء المساعدات من الجو إلى مدينة دير الزور (شرق)، أفاد منها 65 ألف شخص، لافتاً إلى أن برنامج الأغذية العالمي "يخطط حالياً لمضاعفة مستوى مساعداته جواً".
وبحسب دي ميستورا، فقد تم إيصال 54 قافلة مساعدات إلى 12 منطقة، من إجمالي 18 منطقة سبق للأمم المتحدة أن صنفتها بالمحاصرة في سوريا. وتستثني هذه الحصيلة قافلة المساعدات المؤلفة من 65 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية التي بدأت الخميس الدخول إلى منطقة الرستن المحاصرة من قوات النظام في ريف حمص الشمالي في وسط سوريا.
ويأتي هذا التقدم الطفيف في إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة بعد إعلان وفد الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركته في المحادثات غير المباشرة مع ممثلين للحكومة، احتجاجاً على تدهور الوضعين الإنساني والميداني.
وأقر دي ميستورا الخميس بأن من شأن تكثيف المساعدات الإنسانية و"عودة وقف الأعمال القتالية إلى الاستقرار" أن "يساعد كثيراً في المناقشات السياسية". من جهة أخرى، أقر دي ميستورا بعدم إحراز نجاح كبير في ملف المستلزمات الطبية، مع رفض الحكومة السورية إدخال أدوية ومعدات طبية إلى المناطق المحاصرة.
وقال إنه تم السماح بإدخال بعض المستلزمات وبينها أجهزة غسيل الكلى، "لكننا اكتشفنا مجدداً أن وزارة الصحة السورية لم تسمح (بإدخال) الفيتامينات والمضادات الحيوية والمسكنات ومعدات الجراحة"، مشدداً على أن ذلك "ليس مقلقاً فحسب بل وغير مقبول وفق القانون الدولي". وأضاف "باتت المستلزمات الطبية أولوية ملحة" وستصر المجموعة الدولية على طلبها "وخصوصا من الحكومة السورية".
وفي ما يتعلق بمدينة داريا في ريف دمشق التي يشكل إدخال المساعدات إليها أحد أبرز مطالب المعارضة، أوضح دي ميستورا أن فريق تقصي حقائق برئاسة مديرة مكتبه في دمشق خولة مطر تمكن من الدخول إلى داريا للمرة الأولى منذ 2012. وأضاف أن "تقريرها بمثابة جرس إنذار، فهناك أطفال وهناك مدنيون وهناك حاجة إلى الطعام والأدوية"، مشدداً على أهمية متابعة العمل في هذا الصدد.
ع.غ/ ح.ع.ح (آ ف ب، رويترز)