ميسي "الأسطوري" ينضم لنادي العظماء الثلاثة
١٩ ديسمبر ٢٠٢٢"الآن صار خالداً"، هكذا هتفت الجماهير الأرجنتينية عن ليونيل ميسي، عقب المباراة النهائية لكأس العالم في قطر وتتويج منتخب بلادها باللقب الثالث في تاريخه.
وصرح ميسي عقب حصد اللقب مباشرة: "من الجنون أن ذلك حدث، لكنه مذهل. إنه لأمر مدهش أن تنتهي بهذه الطريقة. لقد قلت سابقا إن الله سوف يمنحني هذا (اللقب)، لا أعرف لماذا. ولكني شعرت أنها ستكون هذه المرة".
أن تقود منتخب بلادك لإحراز لقب كأس العالم في سن الخامسة والثلاثين، فهو بالتأكيد أمر غير عادي. ليونيل ميسي يحصل على أفضل هدية وداع للنهائيات العالمية التي خاضها للمرة الخامسة والأخيرة. وتوّج هذه المشاركة التاريخية بنيله أيضا لقب أفضل لاعب للمرة الثانية بعد أن نال هذا اللقب في نهائيات 2014 في البرازيل، عندما حلت الأرجنتين وصيفة لألمانيا. كما سجل "البرغوث" سبعة أهداف في مونديال قطر، محتلا المركز الثاني خلف مبابي في صدارة هدافي البطولة.
وكتب ميسي على إنستغرام: "حلمت بالتتويج باللقب في مرات عديدة. أردته بشدة لدرجة أنني لا أصدق أنني توجت به". وأضاف: "شكرا جزيلا لعائلتي، لكل من دعمني ولكل من آمن بنا. أثبتنا مرة أخرى أن الأرجنتينيين عندما يقاتلون سويا ويتحدون تصبح لديهم القدرة على تحقيق أهدافهم".
وأبرز ميسي دور زملائه في المنتخب والروح الجماعية التي تحلوا بها خلال البطولة: "ميزة هذه المجموعة، التي تفوق الأفراد، هي قوة الجميع الذين قاتلوا لتحقيق نفس الحلم الذي كان أيضا حلم كل الأرجنتينيين.. فعلناها !!"
قالوا عن ميسي
وعقب إطلاق صافرة النهاية، انهالت عبارات الثناء على النجم الأرجنتيني من كل حدب وصوب. شخصيات شهيرة ونجوم كرة سابقون كالوا له المديح، وصحف عالمية تغنت بإنجازه.
كتب الأسطورة البرازيلية بيليه، وهو اللاعب الوحيد المتوج بكأس العالم ثلاث مرات، عبر حسابه على إنستغرام في منشور مرفق بصورة ميسي يحمل الكأس محاطا بزملائه: "اليوم، تواصل كرة القدم في إخبار قصتها، كما دائما بطريقة آسرة. فاز ميسي بلقبه الاول في كأس العالم، لأن مسيرته تستحق ذلك (...) هنيئا للأرجنتين. دييغو (مارادونا) يبتسم الآن".
من جهته، نشر نيمار "الجريح" عقب خروج البرازيل، وهو زميل ميسي في باريس سان جرمان الفرنسي، صورة لميسي عبر حسابه على إنستغرام وهو يلمس الكأس بعد استلامه جائزة أفضل لاعب في البطولة وكتب "هنيئا لك يا أخي".
وكتب رونالدو البرازيلي: "هذا اللاعب يلعب كرة قدم يتخطى بها أي تنافس، حتى تاريخ البرازيل والأرجنتين. رأيت العديد من البرازيليين - وأشخاص في كل أنحاء العالم - يشجعون ميسي في هذا النهائي الناري". وتابع "إنه وداع في القمة لهذا العبقري الذي هو أكثر من فائز بكأس العالم، بل طبع حقبة بأكملها. أتخيل صديقي دييغو (مارادونا) يحتفل في الجنة. هنا، نحن الملايين من كل الجنسيات، نقف لك تصفيقا. هنيئا ميسي".
نجم الكرة الألمانية باستيان شفاينشتايغر علق بدوره: "سيُذكر ميسي بعد هذا التتويج في نفس السياق مع بيليه ومارادونا".
وجاء في حساب دييغو أرماندو مارادونا الرسمي على إنستغرام، الذي تديره عائلته: "الأرجنتين بطل للعالم، أتخيل فخرك يا صديقي، شكراً لأجل هذه السعادة".
وعنونت صحيفة “غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية: "ميسي مثل مارادونا"، وكتبت: أثبت البرغوث بشكل عملي، أنه يستحق الدخول في مقارنة مع أسطورة القرن الماضي مارادونا، وذلك طبعا، لتأثيره الكبير في حصول راقصي التانغو على اللقب الثالث في تاريخهم، على غرار ما فعله الراحل العظيم، بتقمص دور البطولة المطلقة في نسخة المكسيك 1986".
وحتى قبل هذه النهائيات العالمية حصل ميسي على الإشادة والاعتراف حتى من ألد منافسيه خلال مسيرته الكروية. أي كريستيانو رونالدو. فقد صرح الدون خلال لقاء مع بيرس مورغان في الـ17 من نوفمبر/تشرين الثاني 2022: " "إنه لاعب مذهل، ساحر… تقاسمنا المشهد طيلة 16 عاماً. تخيّلوا، 16 عاما! بالتالي وبطبيعة الحال، تربطني به علاقة ممتازة". وتابع أنه "رجل أحترمه حقا، بالطريقة التي يتحدث بها عني دائما، زوجته وزوجتي صديقتان، يحترمان بعضهما بعضا كثيرا، فهما من الأرجنتين، ماذا بإمكاني أن أقول عن ميسي؟ رجل مذهل يقوم بأشياء رائعة في كرة القدم".
وخلال بطولة كأس العالم قال مدرب بولندا تشيسلاف ميشنيفيتش: "ميسي على أرض الملعب مثل ألبرتو تومبا على المنحدر، إنه قادر على تجنب كل شخص مثلما كان تومبا قادرا على الالتفاف على كل شيء"، مشبها ليونيل ميسي بأسطورة التزلج الإيطالي السابق.
الصحف الأرجنتينينة تتغنى ببطلها
واحتفلت الصحف الأرجنتينية بـ"الانتصار الأبدي للأرجنتين وميسي"، بعد الفوز بلقب مونديال قطر 2022. وكأنها صرخة من القلب، خرجت صحيفة "أوليه" الرياضية بعنوان "نحن أبطال العالم" على صفحتها الأولى، وسط إجماع وطني على عبقرية ليونيل ميسي الذي قاد المنتخب للقبه الأول منذ 1986 والثالث في تاريخه. وانتشرت في كافة وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي صور ميسي مع الكأس وأخرى للفريق الأرجنتيني بأكمله وهم يصرخون فرحاً خلال احتفالات ما بعد المباراة التي وصفت بـ"نهائي ملحمي".
وتصدر عنوان "المجد الأبدي لميسي" عموداً لـ"أوليه" يعكس الشعور العام السائد في الأرجنتين التي تنتظر منذ قرابة عشرين عاماً أن ينجح نجمها في رفع الكأس الوحيدة الغائبة عن خزائنه، والانضمام الى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا الذي منح البلاد لقبها الثاني عام 1986.
وكتب موقع شبكة "تي واي سي سبورت" الرياضية "الكأس غابت عن سجله: دموع مزدوجة للبطل".
وتغنت صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية اليومية بأن المنتخب "يلامس السماء". ومن "النهائي الذي لا يُنسى" إلى "الهذيان" و"النشوة" و"أفضل نهائي على مر العصور"، احتفلت الصحافة الأرجنتينية بما حققه رجال المدرب ليونيل سكالوني في قطر. و"سعادة بلد" التي ركزت عليها صحيفة "كلارين" تلخص شعور 47 مليون أرجنتيني.
والجميع يتساءل الآن: هل سيستمر ميسي مع المنتخب أم سيعتزل؟
يبدو أن النجم الأرجنتيني ينوي الاستمرار، فقد كشف الأحد انه يرغب في "الاستمرار في خوض بعض المباريات بصفتي بطلاً للعالم"، قبل اعتزاله دوليا. ولكن هل يمكن أن يشارك في مونديال 2026 ويدافع عن اللقب مع منتخب بلاده؟ من يدري.
ف.ي/ع.ج.م (أ.ف.ب، رويترز)