هكذا استخدم هالاند ومبابي نفوذهما كما لم يفعل ميسي ورونالدو
١٤ أكتوبر ٢٠٢٢أصبح كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند من الأسماء الأكثر سطوعاً في عالم كرة القدم اليوم، كما تنبأ البعض قبل ثلاث سنوات. ولكن ما يميزهما بالفعل عن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو هو إدراكهما الشديد لنبوغهما والموهبة التي يتمتعان بها بشكل مختلف تماماً عن الآخرين.
ففي الأسبوع الماضي تصاعدت التكهنات حول عقود اللاعبين المستقبلية، على الرغم من إبرامهما لعقود جديدة في الأشهر الستة الماضية.
ذكرت وسائل الإعلام في إسبانيا أنه عندما انتقل إرلينغ هالاند إلى مانشستر سيتي في الصيف الماضي، حرص وكلاؤه على تضمين بند إبراء للذمة (release clause) أو من شأنه أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2024.
وفي أعراف كرة القدم فإن هذا البند يقصد به رسوم محددة يمكن للنادي المشترى دفعها للنادي البائع من أجل إلزامه تعاقديًا بتسريح لاعب أو مدرب.
وذكرت صحيفة أتلتيك في وقت لاحق أن البند - والذي لا يمكن تفعيله إلا عند الرغبة في الخروج من الدوري الإنجليزي الممتاز - يبلغ 200 مليون يورو (175 مليون جنيه إسترليني)، فيما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن قيمة البند تنخفض تدريجياً في كل موسم حتى نهاية عقده في عام 2027.
أكثر ذكاء من ميسي ورنالدو؟
قبل ساعات من تعادل باريس سان جيرمان مع بنفيكا، علمت الصحافة أن مبابي كان يسعى للخروج من باريس سان جيرمان ، حيث ترى عائلته أنه ارتكب خطأ عندما مدد عقده في مايو/آيار، بدلاً من المغادرة كلاعب حر، بحسب ما نقل موقع إي اس بي ان سبورت.
بهذه الطريقة في التعامل مع الأندية، يتضح التناقض الصارخ للاعبين مع سابقيهم من النجوم.
ميسي على سبيل المثال استمر في اللعب لصالح برشلونة لمدة 18 عاماً، ولم تظهر احتمالية رحيله إلا عندما كان في الثلاثين من عمره. وعندما انتقل وكان يبلغ من العمر 34 عاماً في عام 2021 ، كان ذلك وسط جائحة كورونا، وفي فترة انهيار مالي، ما أثر بالطبع على قيمة التعاقد بحسب ما يرى البعض.
في غضون ذلك، ترك رونالدو سبورتنغ لشبونة عندما كان يبلغ من العمر 18 عاماً لينضم إلى مانشستر يونايتد. وعندما حاول العودة إلى ناديه في عام 2008، أخبره السير أليكس فيرجسون بعبارات لا لبس فيها أنه لن يذهب إلى أي مكان، على الأقل لمدة 12 شهراً أخرى. انتقل رونالدو إلى ريال مدريد في صفقة قياسية عام 2009 وانتهى به الأمر بالبقاء فيه تسعة مواسم.
بعبارة أخرى، قبل سن 23 - وهو عمر مبابي الآن وهو العمر الذي سيكون عليه هالاند في الصيف المقبل - انتقل ميسي ورونالدو بين الأندية مرة واحدة كمحترفين.
لكن اليوم، فإن هالاند استقر في فريقه الرابع ، فيما استقر مبابي في فريقه الثاني. بل إن الأكثر من ذلك هو أنه على عكس ميسي ورونالدو ، كانت هناك تكهنات في كل مرحلة حول مستقبلهما.
ربما كان ذلك بسبب أن ميسي ورونالدو كانا في أندية ضخمة منذ أن كانا مراهقين. لا يرغب اللاعبون عمومًا في ترك أندية مثل برشلونة أو ريال مدريد - أو مانشستر يونايتد خاصة خلال عصر السير أليكس.
الحرية لا تقدر بثمن
لكن الجانب الأكثر إثارة للاهتمام هو كيف تفاوض كل من هالاند ومبابي من أجل خلق "نافذة هروب"، الأمر الذي يمنحهما نفوذاً هائلاً على أنديتهما الحالية بشكل لم يفعله رونالدو وميسي.
رفض مبابي تمديد عقده مع باريس سان جيرمان إلى أن كان على بعد ستة أيام من أن يصبح لاعباً حراً. عندها قام بتمديد عقده لمدة ثلاث سنوات فقط حتى عام 2025، لكن وفقًا لصحيفة ليكيب اليومية الفرنسية، كانت الصفقة الفعلية هي اللعب لمدة عامين مع خيار الاستمرار لموسم ثالث.
لم ينكر باريس سان جيرمان هذا الأمر مطلقًا، وعلى افتراض أنه صحيح، فهذا يعني أن مبابي سيكون لاعباً حراً مرة أخرى في عام 2024، ومع بقاء عام واحد فقط يحق له أن يكمله أو يرفض استمراره مع الفريق، سيكون له نفوذ كبير خلال المفاوضات إذا سعى إلى الانتقال إلى نادٍ في وقت مبكر من الصيف المقبل.
على جانب آخر، تأكد مستشارو هالاند - وهم والده (آلفي) والوكالة التي تدير أعمال اللاعب - من وجود شرط جزائي في عقد كل ناد انضم إليه منذ مولده: 20 مليون يورو لمغادرة سالزبورغ، و 60 مليون يورو لمغادرة دورتموند، وإذا كانت التقارير صحيحة فهناك 200 مليون يورو (تنخفض تدريجيا كما سبق ذكره) لمغادرة مانشستر سيتي.
وتعليقاً على هذا البند في عقد اللاعب، قال بيب جوارديولا مدرب السيتي الأسبوع الماضي: "ليس لديه شرط جزائي للانتقال لريال مدريد أو أي فريق آخر. هذا ليس صحيحاً ، هذا كل ما يمكنني قوله."
من المحتمل أن جوارديولا كان يختار كلماته بعناية، ولأن البند المثير للجدل لن يبدأ العمل به حتى عام 2024، فهو فعلياً غير موجود من الناحية الفنية في الوقت الحالي. بل من الممكن أن يكون أحد شروط هذا البند ألا تصرح بوجوده جميع الأطراف، بل أن تنكر وجوده من الأصل!
أخيراً.. يبدو أن الاختيارات التي قام بها هالاند ومبابي (ومستشاروهم أو عائلاتهم) تتجاوز الأموال التي ضمنوا الحصول عليها إلى شيء ربما يكون أكثر قيمة: الرافعة المالية ومعها السعادة والحرية، لسبب بسيط هو أن الانتقال إلى وجهة جديدة أصبحت أمراً سهلاً للغاية مع العقود التي رتبها اللاعبان والتي شببها البعض بزر الطوارئ في الطائرات المقاتلة والذي يتيح للطيار الخروج في أي وقت من طائرته والهبوط في مكان آخر بشكل آمن وسريع.
عماد حسن