الأسد يرفض الحوار مع "الإرهابيين" والتنحي عن السلطة
١٩ مايو ٢٠١٣جدد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشرت في صحيفة أرجنتينية يوم أمس السبت (18 مايو/ أيار 2013) رفضه الاستقالة وانتقد تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي طلب فيها بالرحيل. وقال خلال مقابلة مطولة مع وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية (تلما) وصحيفة كلاران واسعة الانتشار "لست أدري ما إذا كان كيري أو غيره حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه لمعرفة من يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى. هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2014" في إشارة إلى إمكانية ترشحه لولاية رئاسية جديدة في 2014. هذا واعتبر الأسد أن المعلومات الصادرة من مصادر غربية عن هجمات بالأسلحة الكيميائية شنتها القوات الحكومية هدفها تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سوريا.
من ناحية نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الأسد ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا و"إن كان يشك في نتائجه". ونقلت قوله بهذا الصدد "نحن رحبنا بالتقارب الروسي الأميركي ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة". لكنه أعلن في نفس الوقت رفضه للحوار مع المعارضة المسلحة. وقال الأسد في إن المحادثات المقترحة لإحلال السلام في سوريا لن تحد من "الإرهاب" في البلاد وان الاعتقاد بأنها ستنجح أمر غير واقعي، معربا عن تشككه في أن هذه الوساطة التي اقترحتها الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن تسوي صراعا داميا تشهده سوريا منذ عامين. وقال الأسد في إشارة إلى الجماعات المعارضة التي تسعى لإسقاطه "هناك خلط في العالم بين الحل السياسي والإرهاب. إنهم يعتقدون أن عقد مؤتمر سياسي سيوقف الإرهابيين في البلد. هذا غير واقعي." وقال إن محادثات السلام لن تكون مجدية لأن المعارضة مقسمة أكثر ما يسمح لها بالتفاوض على اتفاق. وأردف قائلا "لا حوار مع الإرهابيين".
وكانت موسكو وواشنطن اتفقتا في بداية أيار/مايو الحالي على تشجيع النظام السوري والمعارضة على إيجاد تسوية سياسية للنزاع والعمل على تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا "في أسرع وقت".
وشكك الأسد في ما تعلنه المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان من سقوط عشرات الآلاف ضحية النزاع السوري وتساءل عن مدى "مصداقية هذه المصادر". واستنادا إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقر له فإن 94 ألف شخص قتلوا خلال عامي النزاع.
ميدانيا شنت القوات السورية اليوم الأحد )19 مايو/ أيار 2013) غارات جوية على مدينة القصير، أحد معاقل المقاتلين المعارضين في وسط البلاد ما أسفر عن مقتل 13 شخصا، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي عبر عن خشيته من قيامها بهجوم واسع النطاق من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عام.
وتمكنت القوات النظامية مؤخرا من السيطرة على عدد من القرى الواقعة في ريف المدينة الإستراتيجية التي تقع على المحور الرابط بين العاصمة والساحل السوري في ريف حمص وسط البلاد. كما استهدف القصف العنيف قرية الضبعة في ريف القصير التي شهدت على الأرض اشتباكات بين المقاتلين المعارضين .
ط. أ/ع.ج.م (د ب أ، ا ف ب)