الأدوية المغشوشة - متاجرة بآلام الفقراء
٢٠ يونيو ٢٠١٠ذكرت منظمة التجارة العالمية أن عقاقير الملاريا المزيفة والمهربة تقتل مائة ألف أفريقي سنويا، وحسب إحصائيات المنظمة فإن سوق الأدوية المهرّبة تحرم القارة السمراء من حوالي 2.5 في المائة من إيراداتها السنوية. وتقدر المنظمة حجم السوق العالمية لهذه الأدوية بحوالي 200 مليار دولار. وعلى الرغم من معاناة الدول الصناعية أيضا من هذه الظاهرة، فإن معاناتها ليست بنفس الحدة التي تعاني منها الدول الفقيرة، إذ تشكل بعض الأدوية المزيفة في بعض الحالات 50 إلى 70 بالمائة من حجم الأدوية الرائجة منها في أسواق الأخيرة. وتعد المنطقة العربية مرتعا لتصنيع وترويج هذه الأدوية، ويقدر إنتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منها حوالي 7 في المائة من الإنتاج العالمي، فيما تحتل الصين والهند صدارة الدول المنتجة.
انتشار واسع للأدوية المغشوشة في مصر واليمن
تعتمد الدول العربية باستثناء تونس بشكل رئيسي على استيراد الأدوية ومستحضراتها، وخلال عملية الاستيراد والتصدير تدخل على الخط مافيات تصنيع وتهريب الأدوية المغشوشة. وتعاني بلدان مثل مصر من الحجم الكبير لهذه الأدوية التي تقدر قيمتها السنوية بحوالي مليار جنيه في السوق المصرية حسب كمال صبرة مساعد وزير الصحة المصري لشئون الصيدلة، وأضاف بأن هذه الأدوية تسبب مشاكل صحية للمواطنين وتضر بالاقتصاد القومي للبلاد، وأوضح صبرة أن مصر بدأت جهودا من أجل التصدي للظاهرة عن طريق إنشاء هيئة التفتيش الصيدلي، وستتم ملاحقة المتاجرين بالأدوية مجهولة المصدر أو المهربة من خارج البلاد وكذلك الأدوية التي تباع من خلال "الانترنت" بالتعاون مع إدارة مباحث التموين بوزارة الداخلية.
وبدورها تعاني بلدان عربية أخرى كاليمن من الأدوية المغشوشة والمقلدة، ويرى رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب اليمني إن أسباب ذلك تعود إلى عدم وجود رقابة مشدده وجادة لضبط المخالفين، إضافة إلى عدم وجود تشريعات وقوانين صارمة تجرم المزورين والمهربين، ويساعد على ذلك الوضع المالي السيئ لبعض الصيدليات. ويعد اليمن سوقا رائجة للمنتجات الهندية من الأدوية المقلدة المشكوك في فاعليتها وكفاءتها، حيث يضطر المرضى الفقراء إلى الإقبال عليها نظرا لانخفاض أسعارها، إذ تباع بعض الأدوية المقلدة بحوالي 10 في المائة من أسعارها الأصلية.
أدوية مغشوشة بأنواع عديدة
تصنف منظمة الصحة العالمية الأدوية المغشوشة إلى عدة أنواع أبرزها الأدوية التي تحتوي على نفس المواد الدوائية، ولكن بكميات مختلفة عن المستحضر الحقيقي، وقد تكون هذه المواد منتهية الصلاحية. والنتيجة عدم استفادة المريض من الدواء أو تعرّضه لآثار جانبية خطيرة. وهناك الأدوية المقلدة التي يتم استبدال مستحضراتها بأخرى أرخص أو أقل مفعولا. وهي من أكثر الأدوية المغشوشة خطرا. نظرا لغياب الضمانات على عدم احتواء النسخة المقلدة على مستحضرات قاتلة. ومن الأدوية المغشوشة أيضا تلك المستنسخة، وهي الأكثر انتشارا بين الأدوية المغشوشة، حيث يحتوي الدواء على نفس الوصفة الموجودة في الأصل وبنفس المقادير، ولكن الجودة غير مضمونة.
وتشير العديد من المصادر إلى أن أكثر ما يتعرض للغش بين الأدوية هي المضادات الحيوية "الانتيبيوتيك"، بنسبة تصل إلى حوالي 38 في المائة، ومستحضرات علاج الالتهابات 6 في المائة. ويبدو أن الأنسولين الضروري لمرضى داء السكري لم يسلم من الغش.
الكاتب: يونس أيت ياسين
مراجعة: ابراهيم محمد