الأدب الألماني: روايات عن سقوط جدار برلين
١٨ أكتوبر ٢٠١٤ببطىء، يتحرك القطار وسط مدينة دريسدن الواقعة في ألمانيا الشرقية سابقا، وهو يواصل طريقه عبر حي لوشفيتس الراقي. لكن في جمهورية ألمانيا الديمقراطية كان مرفوضا الحديث عن أحياء راقية فالجميع سواسية بالنسبة للنظام الشيوعي الذي كان سائدا ويعتمد على نظرية أن الإنسان موجود لصالح الدولة وليس العكس. وحول ذلك، ألف أوفيه تلكامب رواية تحمل عنوان "البرج" الذي يتحدث عن صراع أهل هذا الحي في دريسدن مع "الدولة"، وكيف أن عليهم يكونوا جزءا منها ويخضعوا لأوامرها. وكلما تمسك سكان "البرج" بولائهم للدولة، انغمسوا بين صفوف مواطنيها من دون إثارة الشبهة لدى أجهزة النظام القمعية. ومن ثمّ سيتمتعون بهامش بسيط من الحرية يتحركون داخله بأريحية نسبية، كما تقول رواية تلكامب.
هروب إلى المستقبل
وفي ظل حكم استبدادي كالذي شهدته ألمانيا الشرقية، كان الملاذ الأخير الهروب إلى الغرب. وحول ذلك عرضت كاترين أسكان التي التجأت هي نفسها إلى برلين الغربية، في روايتها "الخلاص"، ما عاشته في ألمانيا الديمقراطية، بينما فشلت بطلة روايتها نهاية المطاف في التكيف مع القمع الممارس على الموطنين، لتصف الدولة الشرقية بـ"القبر". "أعرف أنني لا أستطيع أن أكون الشخصية التي أريد أن أكونها، إلا في مكان آخر وتحت ظروف أخرى"، تقول البطلة الشابة في أحد فصول الرواية. وهذا ما يعطي القارئ فكرة حول الأسباب التي دفعت بين عامي 1976 و1988 نحو 60 ألف شخص إلى الهروب من ألمانيا الديمقراطية، لم ينجح منهم سوى 40 ألفا، فيما قتل أو اعتقل الباقون.
وبالنسبة لتوماس بروسيغ في روايته "الأبطال"، فإن النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية، صمد بسبب أجهزته الإستخباراتية. وهؤلاء "الأبطال" ما هم سوى موظفين في أجهزة المخابرات الذين يقومون بالتجسس على ملايين من المواطنين ويزرعون الخوف في قلوب الناس. وتتسم إحدى الشخصيات الرئيسية في الرواية بجنون العظمة، ويتعلق الأمر بجاسوس أرهقه الشعور بالملل من عمله في أجهزة المخابرات، ويرى أن ما حدث في خريف 1989 فرصة له لبلوغ مرتبة بارزة.، فيدعي وبكل جدية أنه المسؤول عن سقوط جدار برلين.
وحول أحداث 1989 كتب إينغو شولتسه رواية تحكي قصة هروب زوجين إلى المجر باتجاه ألمانيا الغربية بعد أن فتحت الأخيرة أبوابها أمام موطني ألمانيا الشرقية. وهناك يكتشف الاثنان أن الحرية تتسم بالتعقيد تماما كالمعرفة. وفي نهاية المطاف يصل الزوجان إلى ألمانيا الغربية المكان المنشود منذ أن شاهدا جدار برلين لأول مرة.