الآلاف يحتجون على زيارة البابا إلى أسبانيا في يوم الشباب الكاثوليكي

تظاهر نحو خمسة آلاف شخص من الأسبان الأربعاء (17 أغسطس/ آب 2011) ضد زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر لبلادهم، منتقدين استخدام الأموال العامة لتمويل الزيارة، ومطالبين بفصل تام بين الكنيسة والدولة. ويزور البابا بينديكت السادس عشر مدريد اعتباراً من الخميس وحتى الأحد المقبل، ضمن احتفالات اليوم العالمي للشباب الكاثوليكي التي بدأت الثلاثاء وتشهد حضور مئات الآلاف إلى العاصمة الأسبانية.

وفرضت السلطات الإسبانية إجراءات أمنية مشددة حول التظاهرة التي نظمت في وسط مدريد، ومنعت محتجين يعرضون واقيات ذكرية من الاشتباك مع كاثوليك يرتدون صلباناً ويرددون "يعيش البابا". وكان من بين المتظاهرين علمانيون ومدافعون عن حقوق المرأة ومثليون وجماعات يسارية، فضلاً عن أعضاء في حركة "الساخطون" التي تأسست قبل ثلاثة أشهر وتدعو لإجراء إصلاحات في النظام السياسي والاقتصادي لأسبانيا. ومن بين الشعارات التي رفعها المحتجون على زيارة البابا "فرص عمل أكثر وصلبان أقل".

واستنكر المتظاهرون إنفاق ما يقدر بنحو 70 مليون يورو على الزيارة، في الوقت الذي تخفض فيه الحكومة الإنفاق على الخدمات الاجتماعية لمواجهة أزمة الديون السيادية التي تعاني منها. وبشكل رسمي تتم تغطية معظم تكاليف الزيارة البابوية من الرسوم التي يدفعها الزائرون والشركات الراعية، لكن النقاد أشاروا إلى نشر حوالي 10 آلاف عنصر من الشرطة وتكلفة النظافة وخفض رسوم نقل الزائرين واستخدام المباني العامة، مثل المدارس والقاعات الرياضية، لإقامتهم خلال الاحتفالات.

ورفض المتحدث باسم الحكومة، خوسيه بلانكو، هذه الانتقادات، قائلاً إن الزيارة ستعود على أسبانيا بأكثر من تكاليفها بكثير. وأوضح أن وصول ما يربو على 1.5 مليون شخص بمناسبة زيارة البابا سيضخ أكثر من 100 مليون يورو في الاقتصاد المحلي.

في غضون ذلك أعلنت الشرطة الأسبانية اعتقال طالب مكسيكي يبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، يشتبه بأنه كان يعد هجوماً على المظاهرة المناوئة لزيارة البابا. وذكرت الشرطة في بيان صحفي الثلاثاء أن الشاب "خطط لهجوم على متظاهرين معارضين لزيارة البابا" من خلال استعمال "غازات سامة ومواد كيميائية أخرى". ووصفت صحيفة أسبانية المشتبه به بأنه "كاثوليكي متطرف" يدرس الكيمياء في مركز حكومي للأبحاث.

(ي.أ/ د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي