"اقتراح لحجب المساعدات عن المبرقعات انتهاك لحقوق الإنسان"
٢ أكتوبر ٢٠٠٩تواجه النساء اللواتي يرتدين البرقع تحديا جديدا في هولندا. ويأتي هذا التحدي بعد تقدّم جوب كوهين عمدة العاصمة الهولندية أمستردام باقتراح إلى البرلمان الهولندي لحجب أموال الرعاية الاجتماعية المخصصة للعاطلات عن العمل منهن. وجاء في اقتراح كوهين بأن على المرأة التي لا تحصل على فرصة عمل بسبب البرقع ألا تطالب بأموال الرعاية الاجتماعية.
"الإسلام لم يجبر المسلمات على البرقع"
وقد أثار اقتراح كوهين ردود أفعال مختلفة. رئيس جامعة روتردام الإسلامية الدكتور نديم بهجت قابيلي، وهو هولندي من أصل تركي أشار في حديث خص به دويتشه فيله إلى أنه ينظر إلى الموضوع من منظارين، الأول أن البرقع في الإسلام ليس ضرورة بل هو خيار متروك للنساء المعنيات، أما المنظور الثاني فيتعلق بالاقتراح نفسه، هذه الاقتراح برأيه يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، لأن الدولة تمنح هذه المساعدة لمن يتعاطون المخدرات وللمجرمين، فلماذا لا تُحجب عنهم في حين ينبغي حجبها عن المنقبات.
واتفقت زهراء كوشكجة وهي محجبة هولندية من أصل تركي مع رأي الدكتور قابيلي إذ قالت بأن الإسلام لم يجبر المسلمات على البرقع، إلا انه ألزمهن بالحجاب ولهنّ أن يقررن شكله ، لكنها عادت وأكدت أنها تنظر للأمر من ناحية حقوق الإنسان، حيث لا يجوز التعامل بنمطية مع الناس، لأن الذين يعيشون بأموال الرعاية الاجتماعية كمساعدات ليس لديهم عمل، لذا فهم يحتاجون إلى المساعدة. أما إذا قُطعت المساعدة لمجرّد أن البعض يعبّر عن نفسه بلباس معين كما تفعل مرتديات البرقع فإن هذا يخالف حقوق الإنسان. وأشارت زهراء إلى أنه إذا تم تمرير هذا المقترح في البرلمان فإن هذا يمثل انتكاسة لهذه الحقوق في بلد كهولندا التي التي تفخر بدفاعها عنها.
"يجب التقيد بقوانين البلد المضيف"
أما الإعلامية والناشطة السنوية العراقية باسمة بغدادي فلا ترتدي الحجاب، لكنها تعتبره لباسا يخترنه بشكل قد يكون مبررا. وفي حديث مع دويتشه فيله قالت بغدادي إن النقاب بدعة، معتبرة إياه زيا يشير إلى انتماء صاحبته إلى حزب أو توجه ما، فيما لم يفرض الإسلام النقاب والدليل على ذلك طواف النساء في الحج دون برقع.
وذهبت الصحفية العراقية إلى أن من حق أي دولة أن تفرض قوانينها لمنع النقاب أو حتى لمنع الحجاب لأن النقاب بالذات يخلق التباسا أكيدا لسبب عدم معرفة من هو الشخص الذي يرتديه بالفعل، هل المرأة المقصودة أم غيرها؟ وأكدت بغدادي على أن التقيد بقوانين البلد المضيف أمر واجب وعلى من يرفض ذلك أن يغادره ويعود إلى بلده الأصلي. ثم أشارت أن هناك من يفرض على المرأة هذا النقاب وعليها أن ترفضه لتحصل على فرصة عمل.
"تدخل السياسيين في لباس الناس يشكل تعديا على حرية الفرد"
وفيما يتعلق بموضوع السجال الدائر في هولندا حول هذا الموضوع تبقى وجهات نظر مقيمين آخرين فيها في إطار ما تقدم، أو مختلفة بعض الشيء. فالألمانية إيسا ريبه التي تدرس وتعمل منذ سنوات في أمستردام لا يستفزها على سبيل المثال منظر المنقبات لأنها تحترم اختيارهن الحر بارتداء الزى الذي يرغبن به كما قالت في حديثها مع دويتشه فيله، وترى ريبه بأن تدخل السياسيين في مظهر الناس ونوع ملابسهم، يشكل تجاوزا للحريات الفردية ومحاولة لإلغائها.
الكاتب: ملهم الملائكة
مراجعة: ابراهيم محمد