1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

افتتاح معرض خاص لتكريم "بطل صامت" كافح ضد براثن النازية

دويتشه فيله (أ.أ)٢٠ مايو ٢٠٠٧

افتتح مؤخراً معرض دائم في برلين داخل ورشة أوتو فايدت، الذي سعى إلى حماية وانقاذ اليهود من النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية. صاحب الورشة البسيط تمكن بمساعدة مجموعة من أصدقائه من إنقاذ 27 يهودياً من معسكرات الاعتقال.

https://p.dw.com/p/APuc
إنجي دويتشكرون الصحفية والكاتبة اليهودية الألمانية التي عملت بورشة أوتو فايدتصورة من: AP

مثلما تاهت ورشة أوتو فايدت للمكفوفين بين المتاحف الكثيرة ودور السينما المنتشرة في وسط العاصمة الألمانية برلين، ضاع تاريخ صاحبها البطولي طويلاً وسط الأحداث التاريخية الكبرى، إلى أن تم الكشف عنه في عام 1993. ومنذ عام 1999 استضافت ورشته الخاصة بصناعة المكانس والفرش معرضاً يروي قصته وتحولت ورشته إلى متحف وإلى نقطة جذب للأفلام التسجيلية التي تروي تاريخ تلك الفترة. وفي عام 2005 بدأت الجمعية الألمانية للتذكير بالمقاومة الألمانية للنازية في التفكير في إقامة معرض دائم داخل الورشة، تكريماً لهذا الشخص الذي بذل قصارى جهده من أجل حماية اليهود من النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية.

Otto Weidt mit Mitarbeitern
صورة تاريخية لورشة عمل أوتو فايدتصورة من: Museum Blindenwerkstatt Otto Weidt

وبمناسبة افتتاح هذا المعرض الدائم مؤخراً، عبر نائب الوزير الألماني المسئول عن الثقافة والإعلام، برند ناومان، عن تقديره لجهود فايدت وأصدقائه قائلاً: "هذه الجهود التي قام بها فايدت تدل على أنه حتى الأشخاص البعيدين عن السلطة والذين يبدون ضعفاء، كان بإمكانهم مقاومة نظام غير آدمي. وهذه الورشة كانت شاهدة على هذا التاريخ، وهو ما يحتاجه الشباب اليوم لمعرفة هذا الجزء المجهول من التاريخ الألماني". وأضاف أندريه شميتز، المكلف بشئون الثقافة في برلين، أن إحياء ذكرى "الأبطال الصامتين" - على حد تعبيره- والبحث الأكاديمي المكثف حول ما قاموا به من جهود تسد "فجوة مؤلمة" في الذاكرة الجماعية للشعب الألماني.

Deutschland Berlin Museum Stille Helden Blindenwerkstatt Otto Weidt
الغرفة التي اختبأت فيها الأسر اليهودية في الماضي أصبحت اليوم مزاراً يذكر بتلك الحقبةصورة من: AP

"شندلر الصغير"

تذكر قصة فايدت بقصة رجل الصناعة الألماني أوسكار شيندلر، الذي استطاع بجهوده أن ينقذ أكثر من ألف يهودي من براثن النازيين. ولذلك لقب فايدت باسم "شيندلر الصغير"، لأنه استطاع بجهوده إنقاذ حوالي سبعة وعشرين يهودياً وحمايتهم من الاعتقال في "معسكرات الموت". ولم يحقق فايدت هذه البطولات وحده، بل كانت معه مجموعة من الأصدقاء الذين ساعدوه من أجل انقاذ وحماية اليهود.

كان فايدت رجلاً مسالماً سعى للابتعاد عن الحرب، وساعده ضعف أذنه في عدم الانضمام إلى الجيش، فافتتح ورشته الصغيرة في عام 1940 في شارع روزنتالر. واختار فايدت أن يشغل الكثير من اليهود في ورشته لإنقاذهم من المعسكرات النازية، ومن بينهم بعض المعاقين والمكفوفين.

حجرة بلا نوافذ لتخبئة الأسر اليهودية

Deutschland Berlin Museum Stille Helden Blindenwerkstatt Otto Weidt
لوحة على طريق روزينتالر المؤدية إلى معرض ورشة عمل المكفوفينصورة من: AP

ولأن ورشة فايدت كانت المصدر الرئيسي لتزويد جيش هتلر بالمكانس والفرش وغيرها من الأدوات الأساسية، فقد كان لها وضع خاص، وهو ما سهل عليه تزوير الوثائق للتمكن من تشغيل اليهود. ولم تتوقف جهود فايدت على توفير العمل لليهود فقط، بل كان أيضاً يهرب الطعام إلى العائلات اليهودية المختبئة تحت الأرض بمساعدة شبكة من أصدقائه، كما ساعد أحد عماله اليهود على الهروب من معتقل نازي. كذلك استطاع تخبئة العائلات اليهودية في ورشته الخاصة لأشهر طويلة وهو ما أنقذهم من براثن النازيين.

ومن ضمن المعروضات المميزة في المعرض الجديد المقام في الورشة، توجد غرفة صغيرة بلا نوافذ كانت مخبأ لأسرة يهودية لأشهر عديدة، إلى أن تم اكتشافهم عام 1943 من قبل أعضاء الجيستابو، الشرطة السرية النازية الألمانية، ونقلوا إلى معتقل أوشفيتز النازي.

جهود إنجي دويتشكرون في التعريف عن فايدت

توفى فايدت عام 1947 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقليل، ونسيت جهوده هو وأصدقائه في حماية اليهود. ولم تكشف عن بطولات هؤلاء الأشخاص إلا في التسعينيات بفضل الحملة التي قامت بها الصحفية والكاتبة الألمانية اليهودية البالغة من العمر أربعة وثمانين عاماً، إنجي دويتشكرون.

كانت دويتشكرون قد عملت كسكرتيرة في مصنع فايدت عام 1940، واطلعت آنذاك على الكثير من الوثائق المزورة التي استخدمها فايدت لتصعيب عملية التعرف على اليهود العاملين لديه. فقامت السكرتيرة، التي عملت عامين في "ورشة حماية اليهود"، بحملة في عام 1993 تطالب فيها بوضع لوحة تذكارية في مصنع فايدت تكريماً له، كما كتبت الكثير من المواضيع والكتب حول حياته. وكللت جهود دويتشكرون بافتتاح المعرض الدائم داخل المتحف، وهو ما أسعدها كثيراً لأنها تعتبره المكان الوحيد في برلين، الذي يعبر عن التضامن مع معاناة اليهود بشكل تام خلال حقبة الهولوكوست البربرية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد