اعتزال بودولسكي.. "زماني مع المنتخب ولَى"
١٥ أغسطس ٢٠١٦فجأة أعلن لوكاس بودولسكي مهاجم المنتخب الألماني لكرة القدم اعتزاله اللعب دوليا. وكما فعلها مؤخرا زميله السابق باستيان شفاينشتايغر، أعلن بودولسكي (31 عاما) عبر موقع للتواصل الاجتماعي اعتزاله والفارق هو أن "شفايني" اعتزل عبر "تويتر" أما "بولدي" فأعلن اعتزاله عبر صفحته على موقع فيسبوك.
وكتب بودولسكي: "قلت للمدرب الاتحادي إنني من هذه اللحظة لن ألعب أبدا للمنتخب الوطني." مضيفا أنه يعلن اعتزاله وسيخصص وقته لأشياء أخرى وسيكون أغلبه بالطبع لأسرته. وتابع بودولسكي على صفحته في فيسبوك الاثنين (15 آب/ أغسطس 2016) "القرار كان صعبا بالنسبة لي فقد كان المنتخب الوطني دائما بالنسبة لي مسألة تخص الوجدان وسيبقى هكذا دائما."
ويقول موقع "شبيغل" إن قرار الاعتزال جاء بعد "39 يوما" من التفكير في الأمر. وذكر بودولسكي نفسه: "لاحظت بعد إجازة بطولة أمم أوروبا (يورو 2017) أن بؤرة تركيزي تغيرت، وكل شيء له زمانه، وزماني مع المنتخب الألماني ولى ومضى."
"لست تميمة للمنتخب الألماني"
كان بودولسكي قد تعرض لانتقادات شديدة عندما اختاره لوف ضمن التشكيلة النهائية المشاركة في "يورو 2016" بفرنسا. وقالت حينها وسائل إعلام عديدة إنه اختير مجاملة وبدون وجه حق. لكن المدرب يوآخيم لوف أكد أن بودولسكي ما زال يمثل قيمة رياضية للفريق حتى ولو كان كثيرون يرون غير ذلك وتابع لوف: "لقد أدى موسما جيدا. كما أنه أيضا شخصية يمكنها أن تمنح المنتخب الكثير. وأنا أعرف أنه ما زال بإمكانه دائما أن يقدم الأداء الذي ننتظره منه."
وكان من أشد معارضي اختيار بودولسكي في البطولة الأخيرة النجم السابق ماريو بازلر. كما وصل الأمر بصحيفة "دي تسايت" أن وصفت اختيار لوف له بأنه "تميمة الفريق".
وجاء رد بودولسكي حادا حيث قال في مؤتمر صحفي قبيل انطلاق البطولة ذاتها إن وصفه بتميمة الفريق أمر "غير محترم ووقح". وتابع المهاجم المولود من أبوين بولنديين "لقد خضت أكثر من مائة مباراة دولية ولدي خبرة كبيرة ولم آت إلى هنا (يقصد فرنسا) كتميمة للفريق".
ورغم تمسك لوف به إلا أنه لم يشركه سوى نحو 20 دقيقة في مباراة سلوفاكيا، التي فازت فيها ألمانيا بثلاثة أهداف نظيفة. لكن اختياره لبودولسكي كان مدعوما بأداء جيد قدمه المهاجم الألماني في الموسم الماضي في صفوف فريقه التركي "غلاطة سراي". فقد سجل 13 هدفا وصنع تسعة أهداف خلال مشاركته في ثلاثين مباراة مع الفريق. كما توج موسمه الرائع مع الفريق بإحراز هدف الفوز بكأس تركيا. ويقول النجم الألماني عن تركيا "هواء تركيا والطعام التركي منحاني الإلهام." ولذلك فليس غريبا قراره بالبقاء في صفوف فريقه التركي وعدم مغادرة تركيا بعد الانقلاب الفاشل، على عكس نجوم آخرين مثل ماريو غوميز، لاعب بشكتاش السابق.
لوف: بودولسكي قدوة
انضم بودولسكي للمنتخب الألماني في 6 حزيران/ يونيو عام 2004 وهو في سن التاسعة عشرة وخاض مع المانشافت أربع بطولات بكأس أمم أوروبا وثلاث بطولات بكأس العالم. وهو في الواقع مثله مثل توماس مولر، مثلا من اللاعبين، الذين يضفون الحماس والمرح داخل صفوف المنتخب الألماني، لكن منذ كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 بدأت الشكوك تتزايد في جدوى وجوده ضمن المنتخب الألماني، ليتضح بعد مونديال البرازيل 2014 أن غياب بودولسكي عن المنتخب لن يخلق فراغا كبيرا حيث جاء جيل جديد من اللاعبين يمكن الاعتماد عليهم.
والآن أدرك بودولسكي أن الزمن ليس زمنه وأن الوقت حان لآخرين من أمثال سانيه وفايغل، فأعلن اعتزاله بعد 12 عاما داخل صفوف الفريق خاض معه فيها 129 مباراة دولية، وبهذا يكون ثالث أكبر لاعب خاض عددا من المباريات لمنتخب ألمانيا خلف لوتار ماتيوس وميروسلاف كلوزه. وسجل بودولسكي 48 هدفا ولا يتفوق عليه من هدافي المنتخب الألماني في تاريخه سوى غيرد مولر وميروسلاف كلوزه، حسب ما قال أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب. وكان أرفع انجاز له هو التتويج بكأس العالم بالبرازيل 2014.
وعن قرار بودولسكي اعتزال اللعب دوليا قال مدرب المنتخب الألماني يوآخيم لوف :"كان ومازال محل ثقة، ورغم كل ما لديه من بحبوحة ولهو تميز بهما؛ يعد قدوة في شخصيته ومواقفه وكان يقدم النجاح (للفريق) على كل شيء حتى على نفسه."
أما أوليفر بيرهوف فقال إن بودولسكي استحق عن جدارة وجوده في كتب التاريخ وأضاف "إنه ليس فقط إنسانا مرحا بطبيعته وإنما منفتح وإيجابي دائما. لقد عايش الاندماج بشكل لا يكاد يضاهيه فيه أحد. إنه نموذج للعب النظيف ومتعاون ومشارك في مبادرات اجتماعية عديدة."