بودولسكي يحلم بالمشاركة مع كولونيا في المنافسات الأوروبية
١٥ يناير ٢٠١٦في الأيام الأخيرة تصدرت "كولونيا" عناوين وسائل الإعلام المحلية والعالمية بسبب تعرض مئات النساء للتحرش والاعتداءات الجنسية والسرقة عند الكاتدرائية الشهيرة في ليلة رأس السنة. واتهم بارتكابها شباب ولاجؤون، لا سيما من شمال أفريقيا.
وكولونيا هي واحدة من أشهر المدن الألمانية على الإطلاق وإضافة إلى "ماء كولونيا"، والكاتدرائية الضخمة وأعياد الكرنفال تشتهر المدينة أيضا بأنها معقل فريق كولونيا، الفائز بالدوري الألماني (بوندسليغا) ثلاث مرات والكأس الألمانية أربع مرات، ودوري الدرجة الثانية ثلاث مرات.
كولونيا وبودولسكي وعشق رغم الفراق
لكن كولونيا تتمتع أيضا بسمعة كبيرة كمدينة للتسامح واستقبال المهاجرين واللاجئين من كافة أنحاء العالم، ومنحهم الفرصة في النجومية في مجالات مختلفة منها الرياضة. ومن بين هؤلاء لوكاس بودولسكي، المولود لأبوين بولنديين، قدما إلى بيرغهايم القريبة من كولونيا عندما كان عمره عامين. والتحق لوكاس وهو في سن العاشرة بفريق الناشئين بكولونيا ليصبح من بعد بالنسبة لجماهير النادي جزء من المدينة العريقة مثله مثل الكاتدرائية تماما.
طموح بودولسكي دفعه إلى الرحيل إلى بايرن ميونيخ، لكنه عاد لكولونيا مرة أخرى فاستقبله الجمهور أروع استقبال قبل أن يرحل إلى أرسنال ومنه إلى انترميلان، ويلعب حاليا مع غلاطه سراي اسطنبول. لكن تنقل بودولسكي (30 عاما) بين ألمانيا وانجلترا وإيطاليا وتركيا لم يؤثر في حبه لكولونيا، وشارك الجمعة 15 يناير/ كانون الثاني 2016 في افتتاح الفعاليات الرياضية لكولونيا 2016 وأمسى سفيرا للرياضة بالنسبة لكولونيا.
وبحسب موقع صحيفة "كولنر إكسبريس" فإن بودولسكي قال خلالاستعراض فعاليات الرياضة لكولونيا 2016إنه يحلم في يوم ما أن يخوض مع كولونيا مباراة في أحد الكؤوس الأوروبية "هذا طبعا حلم، ومن حق الإنسان أن يحلم"، حسب قول بودولسكي، الفائز مع منتخب ألمانيا بكأس العالم بالبرازيل 2014.
ورغم أن مدرب كولونيا الحالي بيتر شتوغر كان قد صرح قبل نحو عام ونصف أن بودولسكي لم يعد يناسب كولونيا إلا أن الجماهير العاشقة "للأمير بولدي"، حسب ما يسمونه، واثقة من أنه سوف يعود يوما ما إلى أحضان فريقه ليختم فيه مسيرته. وعلى كل حال فإن شتوغر، الذي ينتظر تمديد عقده مع كولونيا، كان قد ترك الباب مفتوحا أيضا قليلا، حيث ذكر لصحيفة بيلد "ربما نتحدث في خمس سنوات عن هذه المسألة بشكل مختلف".
طموح بودولسكي بأن يشارك كولونيا في بطولة أوروبية في المستقبل القريب مسألة ليست بعيدة عن لاعبي النادي، الغائب عن الساحة الأوروبية منذ زمن بعيد. "الفرصة قائمة تماما وهم يسيرون على طريق جيد. أتمنى لهم التوفيق وربما ألعب أنا نفسي مع كولونيا مرة أخرى في المحافل الدولية"، قال بودولسكي.
لابد من تحقيق النقطة الأربعين
لكن بودولسكي الموجود حاليا في كولونيا لتلقي العلاج، يعرف أن أداء كولونيا في دور الذهاب لا يؤهله للوصول إلى المنافسات الأوروبية، حيث أن الفريق يحتل المرتبة التاسعة في الدوري الألماني. وأوضح لوكاس بودولسكي أن الهدف الأول هو تحقيق الفريق للنقطة الأربعين بالبطولة الألمانية حتى لا يكون معرضا للهبوط من البوندلسيغا. "عندما يحققون ذلك فإن بإمكانهم أن يلعبوا بحرية بعدها".
وأضاف بودولسكي، حسب ما نقل موقع إكسبرس: "عند قاعدة حصول الفائز على ثلاث نقاط تسير الأمور بسرعة. فعندما يخسر فريق بعض المباريات يعلق في أسفل (القائمة)، أما إذا كسب البعض فإن بإمكانه أن يحلم باللعب في المنافسات الأوروبية".
ورغم عشقه لفريقه السابق لا يخفي بودولسكي حقيقة أن كل ذلك أحلام للمستقبل وليس للحاضر، حيث قال: "اللعب في المنافسات الأوروبية هو بالتأكيد هدف في السنوات القادمة. وعلينا ألا ننسى أن فريق كولونيا كان قبل عامين يلعب في دوري الدرجة الثانية".