استياء ألماني من طلب واشنطن إرسال قوات إلى جنوب أفغانستان
٢ فبراير ٢٠٠٨أثار طلب الولايات المتحدة من ألمانيا إرسال جنود لمناطق جنوبي أفغانستان، التي يشتد فيها القتال بين القوات الدولية بقيادة أمريكا و مقاتلي حركة طالبان استياء جميع الأحزاب الألمانية. وقال المتحدث عن الشئون الخارجية باسم الاتحاد المسيحي الديمقراطي،الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكارت فون كليدن في حديث مع إذاعة "دويتشلاند راديو برلين" صباح اليوم السبت 2 فبراير/شباط، إن لهجة الخطاب الذي أرسله وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الألماني بخصوص طلب قوات ألمانية في جنوب أفغانستان غير متناسبة و"غير مساعدة".
انتقادات ألمانية واسعة للخطاب الأمريكي
كما تحدث خبير شئون الدفاع بحزب الخضر، فينفريد ناختفاي لإذاعة وسط ألمانيا صباح اليوم عن "انتكاسة" الوضع إلى ما كان عليه إبان فترة وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد. وقال ناختفاي:"على البرلمان الألماني ألا يسمح لنفسه بأن يكره من خلال طلب الإدارة الأمريكية الحالية التي شارف حكمها على الانتهاء".
وقال الخبير الدفاعي بالحزب الاشتراكي الديمقراطي فالتر كولبو لصحيفة "نيتس تسايتونج" الصادرة اليوم السبت في ألمانيا: "أرادت الإدارة الأمريكية قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية أن تنزع الضغط من الموقف المتوتر". كما قال كولبو في حديث مع صحيفة "باساوه نويه بريسه" إن وزير الدفاع الأمريكي يجهل حقيقة أن الجيش الألماني "جيش برلماني". وأشار كولبو إلى كثرة الجنود الألمان المشاركين في شمالي أفغانستان وقال إنه من الخطأ نقل هذه القوات إلى جنوبي أفغانستان.
كذلك جاء رأي فون كليدن في حديثه مع إذاعة "دويتشلاند راديو كولتور" مشابها، حيث ذهب إلى أنه من غير المجدي أن تتبادل القوات الأجنبية في أفغانستان أدوارها لأن أحد شروط تحقيق النجاح هناك هو الإلمام بالظروف الإقليمية السائدة هناك.
وزير الدفاع الألماني يرفض طلب نظيره الأمريكي
وكان وزير الدفاع الألماني يونج قد رفض أمس الجمعة طلبا تقدم به نظيره الأمريكي روبرت جيتس بشأن توسيع نطاق عمل القوات الألمانية في أفغانستان. وقال يونج للصحفيين أمس الجمعة في برلين إن القوات الألمانية ستكمل مهمتها في أفغانستان في إطار التفويض الخاص بهذه المهمة. وأكد: "أرى أننا سنواصل البقاء في مركزنا بالشمال". ورفض يونج توسيع نطاق المشاركة الألمانية في منطقة الجنوب الأفغاني المضطربة وشدد على ضرورة الحفاظ على التقسيم المكاني للقوات العاملة في أفغانستان. من ناحية أخرى قال يونج إن ثمة إشارات تدل على تزايد التهديدات في منطقة الشمال الأفغاني التي تتمركز بها القوات الألمانية. وأضاف الوزير: "لا يمكن الفوز بعملية أفغانستان إذا نظرنا للأمر من الناحية العسكرية فحسب" وذلك في إشارة إلى المساعدات التي تقدمها ألمانيا في إطار عمليات إعادة البناء في أفغانستان.
الناتو يجدد مطالبته لألمانيا بإرسال قواتها
ويبدو أن هذا النقاش الدائر حول إرسال القوات الألمانية إلى جنوبي أفغانستان يزداد حدة، إذ طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ياب دو هوب شيفر، ألمانيا بإرسال قواتها إلى هناك، معتبراً عملها في شمالي أفغانستان "مثلاً يحتذى به"، كما أكد في حديث لجريدة "بيلد أم سونتاج" الأسبوعية، مضيفاً أن القوات الدولية يمكن أن تستفيد من عمل القوات الألمانية بـ"أحسن الصور" في جنوبي البلاد. وأكد أنه على ألمانيا المشاركة في القوات، التي يحتاجها الناتو على حد قوله، للقيام "بالحفاظ على السلام وأيضاً بالمشاركة في القتال".
السياسة الألمانية في أفغانستان على طاولة النقاش في المؤتمر الأمني
ومن المنتظر أن يتعرض المؤتمر الأمني في ميونيخ لمناقشة السياسة الألمانية تجاه أفغانستان وذلك حسبما توقع هورست تيلتشيك المسئول عن تنظيم هذا المؤتمر السنوي. وقال تيلتشيك في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم السبت في ميونيخ إن الأوروبيين أصبحوا يعارضون الولايات المتحدة بعدما تقدم وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بطلب للدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي "الناتو" بزيادة جنودها في أفغانستان. ومن المنتظر أن يشارك وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في المؤتمر الأمني في ميونيخ نهاية الأسبوع الجاري إلى جانب السيناتور جون ماكين الذي يسعى للحصول على تزكية الجمهوريين له للترشح عنهم في الانتخابات الرئاسية. وسيشارك من الجانب الألماني وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير ووزير الدفاع فرانس يوزيف يونج.