استمرار المعارك في سوريا وأنباء عن "تقدم ملحوظ" في اجتماعات الدوحة
٨ نوفمبر ٢٠١٢شهدت المفاوضات الجارية في الدوحة اليوم (الخميس الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) لتوحيد أطياف المعارضة السورية تقدما ملحوظا بعد أن تمت صياغة مشروع جديد لمبادرة تتضمن الاتفاق على قيادة سياسية جامعة للمعارضة تنتج عنها لاحقا حكومة انتقالية. وقال القيادي في تنظيم الإخوان النسلمين صدر الدين البيانوني لدى خروجه من الجلسة الثانية للاجتماع "كل منا أعطى ملاحظاته ثم صاغت أمانة سر الاجتماع مشروعا يلخص كل الآراء وزعوه علينا وسنعود لاحقا لإبداء الرأي فيه". وأضاف البيانوني أن "المشروع يتضمن شرحا مفصلا لمبادرة رياض سيف".
من جهته قال المعارض البارز رياض سيف للصحافيين وهو في طريق الخروج من الاجتماع "لقد تمت مناقشة المبادرة (التي يقودها) بالتفصيل ويبدو أن لها الآن حظوظ نجاح كبيرة". وأضاف انه "يجب الآن الاتفاق حول قيادة سياسية أو هيئة عامة وطنية تتولى بعد ذلك درس كل الخيارات". وخلال المناقشات الساخنة التي خاصة التي جرت في العاصمة القطرية ليل الثلاثاء هاجم كثيرون في المجلس الوطني السوري رياض سيف العضو البارز في المجلس الذي صاغ المبادرة واتهمه البعض بتبني أجندة أمريكية لتهميش المجلس الذي يهيمن عليه الإسلاميون.
في انتظار التوافق
وطالبت دول منها تركيا وقطر والسعودية -التي ساعدت في تسليح المعارضة- وأيضا دول غربية والولايات المتحدة من المجلس الوطني السوري المتشرذم افساح مكان لمن وصفتهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بمن "يقاتلون ويموتون على الجبهة." ويسعى رياض سيف لان تضم خطته التي تعرف باسم المباردة الوطنية السورية رسميا زعماء سياسيين في المنفى وممثلي جماعات معارضة محلية وقوات المعارضة التي تعمل داخل سوريا على أمل نيل اعتراف رسمي وعسكري. كما تقضي المبادرة أيضا بتشكيل مجلس عسكري أعلى ولجنة قضائية وحكومة مؤقتة تضم خبراء حتى تنجح المعارضة السورية كما نجح المجلس الوطني الليبي في كسب التأييد الدولي في معركته الناجحة للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. ويعاني المجلس الوطني السوري من انقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين وبين زعماء سياسيين عاشوا طويلا في المنفى وآخرين عاشوا لسنوات تحت نظام الأسد وبين ممثلي المناطق السورية المختلفة.
استمرار العنف
ميدانيا قتل 26 عنصرا على الأقل من القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين الخميس في اشتباكات دارت بين الطرفين قرب مركز حدودي مع تركيا في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل أن "وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على عشرات الارهابيين في منطقة رأس العين في الحسكة، فيما لاذ الآخرون بالفرار خارج الحدود التي قدموا منها".
وفي تطور آخر، قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة مورتر أطلقت من سوريا سقطت في مرتفعات الجولان اليوم الخميس في الوقت الذي يتزايد فيه امتداد آثار الصراع السوري. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو مادية. وقال متحدث باسم الجيش إن عددا قليلا من قذائف المورتر أطلقت كلها بطريقة عشوائية ولم توجه إلى أهداف إسرائيلية. ووقعت أحداث مشابهة خلال الأسبوع المنصرم مع تصاعد العنف في قرى سورية قريبة بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.
ي ب/ ح.ز (ا ف ب، رويترز، د ب أ)