الأسد لا يتوقع تدخلا أجنبيا وأنقرة تطالب الناتو بمنظومة صواريخ
٨ نوفمبر ٢٠١٢استبعد الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات نشرت اليوم (الخميس الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) فكرة مغادرته سوريا بعد عشرين شهرا من النزاع في بلده، مؤكدا انه يريد أن "يعيش ويموت" في سوريا، وحذر من أن أي غزو أجنبي لبلاده سيكون له تداعيات على العالم بأسره. وقال الأسد في مقاطع مكتوبة وشريط مصور نشرتها قناة روسيا اليوم على موقعها الالكتروني الخميس "لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا, وسأعيش وسأموت في سوريا". ويدعو الغرب وتركيا وعدد كبير من الدول العربية منذ أشهر إلى رحيل الأسد لوقف الحرب التي أودت بحياة أكثر من 37 ألف شخص حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ودفعت مئات الآلاف إلى الفرار منذ 15 آذار/مارس 2011.
وتأتي تصريحات الأسد بعدما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه موافق على تأمين خروج آمن للرئيس السوري من اجل تسهيل المرحلة الانتقالية في سوريا. من جهتها، ترفض المعارضة إجراء أي حوار سياسي قبل رحيل الرئيس السوري. وفي الوقت نفسه، ترفض حليفتا الأسد روسيا والصين أي تدخل في سوريا وتدعمان حلا يتوصل إليه السوريون بأنفسهم.
محادثات تركيا مع الناتو
وفي تطور أخر، أكد الرئيس التركي عبد الله غول اليوم الخميس أن أنقرة تجري محادثات مع حلف شمال الأطلسي حول نشر نظام دفاعي على الأراضي التركية لمواجهة تهديد صاروخي محتمل من جانب سوريا. وعززت تركيا العضو بالحلف وجودها العسكري بالفعل على طول الحدود الممتدة لمسافة 910 كيلومترات وردت بالمثل على إطلاق نار وقذائف مورتر سقطت على أراضيها جراء القتال بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية لرويترز أمس الأربعاء إن انقرة ستتقدم بشكل عاجل بطلب رسمي إلى حلف شمال الأطلسي لنصب صواريخ باتريوت على طول الحدود المشتركة مع سوريا تحسبا لاحتمال امتداد العنف إلى تركيا بشكل أكبر. ويقول الحلف إنه لم يتلق طلبا من تركيا لكنه سينظر في أي طلب في مجلس حلف شمال الأطلسي.
استمرار العنف
ميدانيا، يشهد عدد من أحياء دمشق الخميس معارك وعمليات قصف، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تحدث عن معارك في حي المزة. وأوضح أن عشرين شخصا قتلوا في سوريا اليوم. وقال نشطاء في المعارضة السورية إن مسلحي المعارضة هاجموا حواجز للجيش في حي ميدان في قلب دمشق اليوم الخميس لتخفيف الضغط على معاقل المعارضة في ريف دمشق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي.
وكان 133 شخصا قتلوا في أعمال عنف في جميع أنحاء سوريا أمس الأربعاء، بينهم ستون في دمشق وريفها، كما قال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له. لكن هذه الأرقام يصعب التأكد منها من مصادر مستقلة نظرا للتضييق الذي تفرضه حكومة سوريا على المؤسسات الإعلامية المستقلة.
وفي جنيف، أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر الخميس أن المنظمة عاجزة عن مواجهة تفاقم الوضع الإنساني في سوريا. وقال إن "المعارك تتطور ما يؤدي إلى مزيد من الجرحى ومزيد من الأوضاع المتأزمة".
ي ب/ ط أ (د ب أ، رويترز، ا ف ب)