استمرار الاشتباكات بين روسيا وجورجيا رغم محاولات وسطاء الغرب لإنهاء الصراع
١١ أغسطس ٢٠٠٨استمرت الاشتباكات ليلة الأحد/الاثنين في تبليسي، رغم المحاولات التي قام بها وسطاء الغرب لإنهاء الصراع بين روسيا وجورجيا، ودعواتهم إلى وقف جميع الأطراف لإطلاق النار. وأفادت وزارة الداخلية في جورجيا بأنه قد سمع ليلة أمس دوي انفجارين بالعاصمة تبليسي. كما قصفت الطائرات الروسية قاعدتين عسكريتين، رغم عدم توفر أي تفاصيل. وأوضحت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" بأن القوات الروسية سيطرت على تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية، فيما ذكرت تقارير أن هناك هدوءا نسبيا اليوم الاثنين بعد ثلاثة أيام من القصف المستمر.
الحكومة الألمانية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار
ومن جانبها، جددت الحكومة الألمانية اليوم الاثنين مطالبتها لروسيا وجورجيا بوقف فوري لإطلاق النار. وقال جيرنوت إرلر، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية في تصريحات للقناة الثانية بالتليفزيون الألماني "زد.دي.إف" اليوم: "حان الوقت لوقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية وإقامة حوار بين الطرفين" مؤكدا أن المزيد من الهجمات العسكرية لن يكون له أدنى شرعية. في الوقت نفسه دافع إرلر عن اللقاء المنتظر بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الجمعة المقبل في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود. وأكد المسئول الألماني أن إلغاء هذا اللقاء "خطأ " مشيرا إلى أهمية "الحديث مع المسئولين في الوقت الحالي". من ناحية أخرى قال إرلر إن نحو 200 من إجمالي 500 ألماني كانوا يقيمون في جورجيا قبل اندلاع الصراع غادروا البلاد في تلك الأثناء.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد طالبت أمس الأحد بالوقف الفوري وغير المشروط للقتال الدائر في جورجيا. ودعت ميركل جميع القوى العسكرية للانسحاب إلى مواقعها قبل اندلاع أعمال القتال. كما أعلنت الخارجية الألمانية في برلين أن وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير قد طالب خلال محادثات هاتفية مع كل من وزيري خارجية روسيا وجورجيا بالوقف الفوري للمعارك. وأضافت الخارجية الألمانية أن شتاينماير دعا إلى التواصل المباشر بين الحكومة الروسية وحكومة جورجيا للانتقال للحل السياسي للأزمة. وجاء في بيان الخارجية أن شتاينماير أرسل مفوض الخارجية الألمانية لشئون القوقاز إلى منطقة الصراع. كما أجرى شتاينماير محادثات هاتفية بشأن الأزمة مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبولندا و فنلندا والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
الرئيس بوش يؤكد أنه اتخذ "موقفاً حازماً" مع القادة الروس
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم إنه اتخذ موقفا "حازما جدا" مع القادة الروس حيال العنف "غير المقبول" في جورجيا. وأوضح بوش في حديث لمحطة "إن.بي.سي" التليفزيونية الأمريكية في معرض رده على سؤال حول تلك الأزمة : "هذا العنف غير مقبول؛ لم أقل ذلك فقط إلى (رئيس الوزراء الروسي) فلاديمير بوتين، ولكنني قلته أيضا لرئيس البلاد ديمتري ميدفيديف". وأضاف بوش أن حكومته تحاول التوسط لوقف إطلاق النار والعودة إلى الوضع العسكري الذي كان عليه في السادس من الشهر الجاري.
اجتماع أوروبي طارئ
في الوقت نفسه، أكدت فرنسا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن وزراء خارجية دول الاتحاد سيعقدون اجتماعاً طارئاً الأربعاء في بروكسل يخصص لبحث النزاع بين روسيا وجورجيا. وكان وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير ونظيره الفنلندي ألكسندر شتوب، رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قد اجتمعا اليوم مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلى. وقال كوشنير إن الخطوة التالية ستكون السماح لجميع الجرحى بتلقي العلاج خلال وقف إطلاق النار. وأضاف وزير الخارجية الفرنسي في نفس السياق: "الخطوة الثالثة لوقف التصعيد ستكون انسحاب جميع القوات على الجانبين، ولكنه انسحاب مصحوب بمراقبين". هذا وأشار كوشنير، الذي سيصل العاصمة الروسية موسكو في وقت لاحق من اليوم الاثنين لإجراء محادثات مع كبار المسئولين الروس، إلى أن تلك الخطوات سيتبعها العودة إلى المفاوضات السياسية.