Tiflis verkündet Waffenruhe
١٠ أغسطس ٢٠٠٨أكدت روسيا تلقيها مذكرة دبلوماسية من جورجيا أعلنت فيها الأخيرة وقفا فوريا لإطلاق النار من جانب واحد فى الصراع الدموي الدائر حول إقليم أوسيتيا الجنوبية. وذكرت تقارير صحافية أن المذكرة الدبلوماسية الجورجية التى أرسلت الى وزارة الخارجية الروسية أفادت بأن قوات جورجيا ستوقف إطلاق النار اعتبار من يوم 10 آب/أغسطس وذلك بناء على أمر من الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي. وأفادت مصادر جورجية بأن جورجيا ستسحب جميع "الوحدات العسكرية" من "منطقةالصراع". وذكرت وزارة الخارجية في تبليسي أن "جورجيا أوجدت ممرا للإغراض الإنسانية ومكنت السكان وكذلك المصابين من مغادرة منطقة الصراع".
وفي غضون ذلك يزداد الحراك الدبلوماسي من أجل نزع فتيل الصراع بين روسيا وجورجيا وسط تحذيرات أوروبية وأمريكية من مخاطر التصعيد العسكري. وفي هذا الإطار أعلن مصدر أوروبي اليوم الأحد أن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المخصص لبحث النزاع الروسي الجورجي تقرر عقده " يوم الأربعاء في بروكسل".
كما سترسل فرنسا اليوم وزير خارجيتها برنار كوشنير لاقتراح "مخرج للازمة". وعرضت باريس خطة من ثلاث نقاط تشمل احترام وحدة أراضي جورجيا. ولم تستبعد رئاسة الاتحاد الأوروبي طلب بولندا الدعوة إلى قمة أوروبية استثنائية تخصص للازمة يشارك فيها رؤساء الدول والحكومات.
تصعيد الغارات الجوية الروسية
وعلى الصعيد الميداني قال مسئول جورجي بارز إن ثلاث طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي من طراز سوخوي 25 قامت بقصف مطار ملحق بمصنع طائرات عسكرية خارج العاصمة الجورجية تبليسي بعد الفجر بفترة قصيرة مما أحدث به أضرارا دون وقوع خسائر في الأرواح.
وأفادت شبكة تليفزيون روستافيلي 2 الجورجية بان القاذفات الروسية قصفت أيضا قاعدة للجيش الجورجي قرب بلدة بولنيسي وفي وادي كودوري النائي قرب حدود أبخازيا.
واتسع نطاق الحرب أمس السبت مع أبخازيا، وهي إقليم جورجي انفصالي مثل أوسيتيا الجنوبية تدعمه موسكو بمهاجمة القوات الجورجية. وقال الكسندر لومايا، رئيس مجلس الامن القومي الجورجي في بيان، إن سفنا حربية من أسطول البحر الاسود الروسي فرضت صباح اليوم الأحد حصارا بحريا على الخط الساحلي لجورجيا وأعادت عدة سفن مدنية".
وزعم لومايا أن من بين سفن الشحن التي أوقفت بطلقات تحذيرية سفينة تحمل علم مولدوفا وتحمل قمحا إلى ميناء بوتي مما يهدد الإمدادات الغذائية لجورجيا. وذكرت المخابرات الجورجية ان عناصر الأسطول الروسي تضم ثلاث سفن هجومية برمائية وسفينتين مضادتين للغواصات وسفينة استطلاع وكاسحتى ألغام وزورقين صاروخييين وطراد صاروخي.
حصار بحري ضد جورجيا
وقال المراقبون العسكريون إن الأسطول الروسي أكبر بشكل ملحوظ من البحرية الجورجية الصغيرة والمحاصرة حاليا في ميناء بوتي. وشهدت مدينة تسخينفالى العاصمة غير الرسمية لاوسيتيا الجنوبية التي كانت مسرحا لعنف معركة برية في الأيام الثلاثة الماضية معارك برية طوال الليل حيث أشتبكت القوات الروسية مع القوات الجورجية التي تسيطر على المرتفعات المطلة على المدينة. وقال بيان لجيش أوسيتيا الجنوبية إن إطلاق المدفعية الثقيلة في المدينة والذي أتسم به القتال منذ نشوب الحرب قد توقف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
وقال شهود عيان إن بعض المدنيين لا يزالوا محاصرين في المدينة والتي تضررت مبانيهم بشدة أو تعرضت للدمار. وقالت وكالة أنباء إنترفاكس إن الجثث في بعض الحالات لا تزال ملقاة في شوارع تسخينفالى حيث جعل القصف المدفعي من كلا الجانبين من دفن الجثث أمرا مستحيلا.
وكان نحو ألفي جندي من قوات المظلات وقوات المشاة الخاصة الروسية المدعومة بالمدفعية والدبابات قد طردت القوات الجورجية إلى خارج المدينة أمس السبت في قتال من منزل لمنزل. وقال مسئولون جورجيون إن القوات البرية الروسية في أوسيتيا يبلغ قوامها ما يزيد عن 6 آلاف فرد ويتوقع أن تزيد هذه القوة حيث دفع الكرملين بالمزيد من التعزيزات للمنطقة.
وقال رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين خلال زيارة أمس السبت لمقر قيادة الجيش الثامن والخمسين في فلاديكافكاز إن الكرملين ينوي دحر أو تدمير كل القوات الجورجية في أوسيتيا الجنوبية. وبرر الهجوم الروسي بأنه في إطار عملية لحفظ السلام.
غير أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلى اتهم في نفس اليوم روسيا بشن حرب شاملة على جورجيا مشيرا إلى الغارات الجوية والحصار البحري خارج منطقة أوسيتيا الجنوبية.