استثمار سعودي هام في ثاني أكبر شركات الطيران الألمانية
١٦ يناير ٢٠٠٨أعلنت شركة الطيران الألمانية إير برلين Air Berlin المتخصصة برحلات الطيران الرخيصة إن مستثمرا من المملكة العربية السعودية قد اشترى 3.1 بالمائة من أسهم الشركة. وتعتبر عملية الاستثمار هذه هي الأولى من نوعها على صعيد قطاع الطيران الألماني. ومن المتوقع أن تؤدي إلى فتح الباب أمام مزيد من الاستثمار السعودي في الشركات الألمانية خاصة وأن الحكومة السعودية أظهرت رغبتها في ذلك خلال السنوات الأخيرة.
وتعد إير برلين ثاني أكبر شركة طيران ألمانية، أما المستثمر السعودي فهو عبد الله باحمدان وقد اشترى حزمة الأسهم عن طريق شركة تابعة له تحمل اسم مواب إنفيستمت Moab Investmet. وجاء رد فعل المتعاملين في سوق الأسهم الألمانية إيجابيا حيث ارتفع سعر سهم إير برلين بشكل ملحوظ بعد الإعلان عن عملية الشراء. وبحسب تصريحات متحدث باسم الشركة فإنه ليست لديها معلومات حول نوايا المستثمر وما إذا كان سيشتري مزيدا من أسهمها.
علاقات استثمارية تفتح آفاقاً لتعاون سياسي وثيق
ويأتي هذا الاستثمار السعودي في ألمانيا في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بشكل ملحوظ بين ألمانيا والسعودية خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا الإطار قام الأسبوع الماضي الأمير السعودي الأمير فيصل بن عبد المجيد آل سعود لكورت بيك رئيس وزراء ولاية راين لاند بفالس الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يرجّح أن يكون المنافس الرئيسي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الانتخابات الألمانية القادمة 2009. وقدم الأمير إلى بيك دعوة رسمية لزيارة السعودية، وبين ن أن بلاده مهتمة جداً بأن تقوم الشركات الألمانية بنشاطات اقتصادية طويلة المدى في السعودية. من جهته أكد كورت بيك أن "العلاقات الاقتصادية بين الجانبين تشكل أساسا يُمكّنهما من الاضطلاع بمهام مشتركة على المستوى العالمي". يذكر أن الأمير فيصل بن عبد المجيد هو الرئيس الفخري للجمعية العربية الألمانية DAG التي تعد أهم وأقدم مؤسسة تمثل مصالح الدول العربية في ألمانيا.
و في أكتوبر من عام 2006 اجتمع عبد الله الدباغ رئيس الهيئة السعودية العامة للاستثمار SAGIA (الذراع الاستثمارية للسعودية) برؤساء شركات ألمانية كبيرة وفي مقدمتها دايملر وشركة القطارات الألمانية/ دويتشه بان بهدف بحث فرص الاستثمار السعودي في هذه الشركات. كذلك زار وزير الاقتصاد الألماني ميشايل غلوز (الحزب المسيحي الديمقراطي) السعودية في أكتوبر 2006 برفقة وفد اقتصادي هو الأكبر من نوعه إذ ضم ممثلين عن 100 شركة ألمانية. وتبعت هذه الزيارة بزيارة أخرى للمستشارة الألمانية في شهر فبراير/شباط 2007 في إطار جولة شرق أوسطية لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
تبادل تجاري مضطرد والسعودية تصدر آلات إلى ألمانيا
خلال النصف الأول من 2007 بلغت قيمة الصادرات الألمانية إلى السعودية حوالي 2.5 مليار يورو وهي زيادة عن الفترة نفسها من 2006 بنسبة 23.9 بالمائة. وأصبحت ألمانيا في السنوات الماضية أهم شريك تجاري أوروبي للسعودية وثالث أهم شريك لها على مستوى العالم بعد كل من الولايات المتحدة واليابان. بالمقابل ارتفعت قيمة المستوردات الألمانية من السعودية في الفترة نفسها بنسبة 13.9 بالمائة لتصل إلى 0.6 مليار يورو.
وتعد الآلات والمركبات والأجهزة الإلكترونية أهم الصادرات الألمانية إلى السعودية. إلا أن الأخيرة استطاعت في السنوات الماضية أن تطور قطاعها الصناعي أيضا، لذا لم تعد الصادرات السعودية إلى ألمانيا تقتصر على النفط والمواد الخام، فهي تشمل أيضاً الآلات والمواد البلاستيكية. وتعد السعودية ثاني أهم شريك اقتصادي عربي لألمانيا بعد الإمارات العربية المتحدة.