استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مسألة أيام
٢ مايو ٢٠١٠قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم الأحد (2 أيار/ مايو 2010) إن الجامعة العربية ترى أن لمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين "بدأت بالفعل" مع قيام جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للسلام بإجراء اتصالات مع لرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرا إلى أن الأول من أيار/ مايو الجاري كان موعد انطلاق المفاوضات غير المباشرة. وردا على سؤال لمراسل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) حول تجاهل لجنة المتابعة العربية مسألة إلغاء قرار إسرائيل ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس قبيل البدء في لمفاوضات غير المباشرة، قال موسى "في مفهومنا أن هذه المشاريع تم إيقافها". وأضاف أن الأيام القادمة ستكشف مدى حدوث تقدم من عدمه في المفاوضات غير المباشرة "لنحدد ما إذا كنا سنذهب إلى مجلس الأمن وهو قرارنا"، موضحا أن الكثير من المسئولين العرب يعتقدون أنه لن يحدث أي تقدم في المفاوضات خلال الفترة المقبلة.
إسرائيل ترحب بموقف الجامعة العربية
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون اليوم الأحد إن المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، برعاية أمريكية، يفترض أن تبدأ خلال أيام. وفي إشارة إلى الضوء الأخضر الذي أعطته لجنة المتبعة العربية للجانب الفلسطيني كي يستأنف المفاوضات قال أيالون إنه "حدث ايجابي. العرب أيضا يريدون الخروج من المأزق". وردا على سؤال للإذاعة الإسرائيلية حول التزام محتمل من قبل إسرائيل بتجميد الاستيطان، قال أيالون "على الأرض، لن نمنع الحياة من الاستمرار. إنها مسألة مبدأ وحتى أخلاق".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد رحب، قبيل ذلك، بموقف الجامعة العربية واصفا إياه "بالتقدم الذي تحقق في تحريك عملية السلام". وقال نتانياهو في بيان إن "إسرائيل مستعدة للتفاوض مع الفلسطينيين في أي وقت وأي مكان". هذا ومن المقرر أن يقوم نتانياهو بزيارة إلى مصر غدا للقاء الرئيس حسني مبارك.
عباس يلتقي ميتشل ويستعد لزيارة واشنطن
بدوره أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقابلة مع صحيفة الأيام الفلسطينية، أن المفاوضات غير المباشرة ستبدأ فور موافقة منظمة التحرير الفلسطينية على ذلك اثر مصادقة لجنة المتابعة العربية عليها. وأوضح الرئيس الفلسطيني أن هذه المفاوضات "ستستمر أربعة أشهر".
وأكد عباس، الذي سيقوم، في وقت لاحق، بزيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما، أن "الهدف من الزيارة هو دفع عملية السلام". وقال "هم (الأميركيون) وجهوا الدعوة لنا لزيارة واشنطن في هذا الشهر وذلك بالتأكيد من اجل دفع عملية السلام والمفاوضات".
وأضاف الرئيس الفلسطيني أن "الأميركيين يفهمون تماما أن موقفنا واضح وثابت ومقنع لذلك دعونا لمحاولة دفع عملية السلام إلى الإمام وسيجدون من جانبنا كل تعاون". واستبعد عباس عقد قمة ثلاثية مع اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن، مشددا على أن "الحديث هو عن قمة ثنائية وليس ثلاثية". هذا ومن المقرر أن يلتقي عباس مبعوث السلام الأمريكي جورج ميتشل في رام الله يوم الجمعة المقبل.
سوريا تتحفظ وحماس تستهجن
وكانت لجنة المتابعة العربية قد أعلنت، في ختام اجتماع عقدته في القاهرة مساء السبت، عن دعمها إعادة إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد "التعهدات الأميركية الجديدة"، حسب البيان الصادر عنها. واشترطت اللجنة العربية في بيانها "ألا تنتقل المباحثات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا". وقد جددت سوريا تحفظها عن القرار، معتبرة أن المفاوضات "قرار فلسطيني بامتياز".
من جانبها استهجنت حركة حماس تأييد لجنة المتابعة العربية العودة إلى المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. واعتبرت الحركة، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نسخة منه، أن "العودة للمفاوضات والرهان على ضمانات وهمية من الإدارة الأمريكية، أمر لا جدوى منه، بعد أن ثبت فشل النهج التفاوضي، وانحياز واشنطن المطلق للاحتلال على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
(أ ح/ أ ف ب/ رويترز/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي