اختتام مؤتمر شرم الشيخ الدولي دون تحقيق اختراق سياسي
٥ مايو ٢٠٠٧نجح مؤتمر العراق الدولي، الذي اختتمت أعماله أمس في منتجع شرم الشيخ المصري في تحقيق نجاح ملموس على الصعيد الاقتصادي، حيث قررت الدول الدائنة شطب 30 مليار دولار من ديون العراق، إضافة إلى اعتماد خطة خمسية ترمي إلى إحلال الاستقرار في هذا البلد. أما على الصعيد السياسي فلم يحدث اختراق بارز، بل اختتم المؤتمر بتصعيد إيراني ضد الولايات المتحدة على عكس التكهنات التي توقعت أن تكون قاعة مؤتمراته مسرحا للقاء يجمع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الايراني منوشهر متكي ويذيب الجليد بين البلدين.
فقد اتهم متكي الولايات المتحدة بممارسة "الارهاب" في العراق وطالبها بتحديد جدول زمني للانسحاب من هذا البلد. كما حذر من أن هناك دائرة مفرغة في العراق حيث يدعى الإرهابيون أنهم يقاتلون قوات الاحتلال، بينما يبرر المحتلون وجودهم بأن يهدف لمحاربة الإرهاب وبالتالي فإن محور الارهاب - الاحتلال هو في الحقيقة يشكل جذور كل مشاكل العراق. وأهاب متكي بالولايات المتحدة أن تتحمل مسئولياتها كقوة احتلال في العراق ولا تلقى باللوم على الآخرين.
قضية التسلل عبر الحدود
اما وزيرة الخارجية الاميركية رايس فدعت إيران إلى أن تعمل على وقف تدفق السلاح إلى المسلحين في العراق الذين يستعملونها لمهاجمة القوات الأمريكية، على حد تعبيرها. وأتت هذه الدعوة متناغمة مع مطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي طالب دول الجوار بمنع مرور المتسللين عبر الحدود للقيام بعمليات إرهابية، ومنعهم من الحصول على أي دعم مادي.
يذكر أن رايس قد اجتمعت أمس في نفس السياق مع نظيرها السوري وليد المعلم، وناقشا مشكلة تدفق المقاتلين الأجانب. اللقاء الذي استمر نصف ساعة جاء كإشارة إيجابية على إمكانية تقارب أمريكي سوري، لاسيما أن وزير الخارجية السوري وصفه بأنه كان صريحا وبناءً، مما دفع بعض المراقبين المتفائلين بالقول إن الاجتماع قد يكون خطوة أولى على طريق إعادة الحوار بين الدولتين.
العراق يرفض جدولة الانسحاب
على صعيد آخر رفضت الحكومة العراقية تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية على الدباغ ردا على سؤال حول دعوة متكي لجدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية إن "سيادة العراق امر يقرره العراقيون ولا يقرره الاخرون ونحن نعرف ما نريد"، مضيفا ان "الكتل السياسية العراقية تتناقش ومجلس النواي يتناقش ويقرر ما يريده العراقيون"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وبدا التباين في موقفي طهران والحكومة العراقية مفاجئا خاصة في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق بطهران. وكان الوفد العراقي قد تصدى بقوة في اللقاء التحضيري للمؤتمر لاقتراح مصري بالإشارة في البيان الختامي الى جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من العراق وتم إسقاط الاقتراح بناء على طلبه.
البيان الختامي شدد بدلا من ذلك على أهمية معالجة المسألة الطائفية في العراق، ودعا إلى نزع السلاح وحل كل المجموعات المسلحة غير القانونية بدون استثناء. وأشار البيان إلى أن المشاركين في المؤتمر قد أعربوا عن تأييدهم لجهود حكومة العراق المنتخبة والبرلمان لتحقيق أهداف الشعب في عراق حر ومستقل وفيدرالي ومتحد وحق كل العراقيين في المشاركة سلميا في العملية السياسية الجارية.
نجاح اقتصادي
إسقاط جانب كبير من الديون العراقية هو النجاح الأبرز للمؤتمر. حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أمس الخميس ان دولا مانحة بينها بريطانيا والسعودية والصين تعهدت بالغاء 30 مليار دولار من الديون المستحقة على حكومة العراق. وأضاف بان أن المؤتمر تبنى "وثيقة عهد دولي للعراق" وهي خطة خمسية ترمي إلى إحلال الاستقرار في هذا البلد على الصعيدين السياسي والاقتصادي. جدير بالذكر أن أعضاء نادي باريس المؤلف من 19 دولة دائنة وافقوا على إلغاء 32 مليار دولار (80 بالمئة) من ديون العراق للنادي والبالغة 40 مليار دولار.