إلى ماذا ستفضي المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين؟
٣ مايو ٢٠١٠بعد أن أعطت لجنة المبادرة العربية للسلام الضوء الأخضر للسلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات السلام غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، بدأت التحركات الدبلوماسية في كل الاتجاهات لتهيئة الأجواء المناسبة لبدء أولى جولات هذه المفاوضات. وفي هذا الصدد التقى الاثنين الرئيس المصري حسني مبارك رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، وبحث معه الاستئناف المرتقب للمفاوضات المعلقة منذ بداية حرب غزة في نهاية 2008.
كما ينتظر وصول المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل الذي سيلتقي عددا من المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحديد أسس إحياء هذه المفاوضات التي تأمل الإدارة الأمريكية أن تفضي إلى اتفاق مبني على أساس حل الدولتين. وستجري المفاوضات غير المباشرة من خلال جولات مكوكية يقوم بها ميتشل بين الطرفين بانتظار حصول تقدم يتيح الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمريكية أن ميتشل لن يقوم بدور "ساعي البريد" بين الطرفين، إنما سيطرح أفكارا لها علاقة بتصور الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتعلقة بحل الصراع في الشرق الأوسط.
تفاؤل حذر بشأن نجاح واستمرار المفاوضات
وكانت لجنة المتابعة العربية قد أقرت السبت الماضي إعادة إطلاق المفاوضات غير المباشرة بعد أن أكدت تلقيها "تعهدات أميركية جديدة" لم يكشف عنها. إلا أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات شدد في تصريح له أن " الفلسطينيين لن يذهبوا إلى هذه المفاوضات "في حال تم بناء وحدة استيطانية واحدة" وهو ما قوبل بتصريحات إسرائيلية تؤكد إمكانية استمرار البناء في المستوطنات.
وتأتي هذه التصريحات لتلقي مزيدا من الشكوك حول مدى إمكانية استمرار هذه المفاوضات والنتائج التي يمكن أن تتمخض عنها، خاصة في ظل عدم تفاؤل بعض الإطراف. إذ توقع وزير السياحة الإسرائيلي ستاس مسيجنيكوف أن المفاوضات لن تقود إلى أي شيء، و أضاف "ستكون محاولة عبثية، لكن جيد أن نقوم بها ". وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي الإسرائيلي والأستاذ في جامعة تل أبيب موردخاي كيدور في حوار مع دويتشه فيله "إن الأمل بنجاح هذه المفاوضات ضئيل"، معللا ذلك بأن تحريك عملية السلام لا يمكن أن يكون إلا في إطار المفاوضات المباشرة دون الوساطة وعن طريق طرح كل القضايا الخلافية.
في مقابل ذلك أكد المحلل السياسي حسن منيمنة، في حوار مع دويتشه فيله، أن "هذه المفاوضات تهدف بالرجة الأولى إلى بناء الثقة المفقودة بين الطرفين وإن كانت لا تعد بتحقيق انجازات هائلة"، مضيفا أنها " خطوة لمنع التدهور بين الجانبين".
ضرورة تقديم تنازلات "مؤلمة" من الجانبين
وبالنسبة للضمانات التي يقال إن الإدارة الأمريكية قدمتها للفلسطينيين من اجل الدخول في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، يرى مراقبون إنها قد لا تنطوي على أي معنى دون التطرق إلى مواضيع الحل النهائي في المفاوضات والتي ستتضمن في نهاية المطاف تنازلات من كل الأطراف. وبهذا الشأن كتب الصحفي الألماني بيتر مونش في تعليق له في صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، أنه " على الإدارة الأمريكية أن توضح لأطراف الصراع أن الأهداف المسطرة ستظل حاضرة على جدول الأعمال حتى في حال فشل المفاوضات غير المباشرة، كما يجب على واشنطن أن توضح لإسرائيل أن تاريخ إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن إرجاؤه إلى اجل غير مسمى". في المقابل، أضاف الكاتب الألماني، أنه "يجب على الفلسطينيين قبول حلول وسط مؤلمة فيما يتعلق ببعض الملفات مثل موضوع عودة اللاجئين".
من جانبه أكد المحلل السياسي حسين منيمنة أن "الفلسطينيين يتوقعون أن تسفر هذه المفاوضات عن نتائج من شأنها أن تساعد على بناء مقومات الدولة الفلسطينية المستقبلية بغض النظر عن أشكال الحل النهائي"
الكاتب: يوسف بوفيجلين
مراجعة: عبده جميل المخلافي