إقبال كثيف على التصويت لاختيار أول رئيس بعد مبارك
٢٣ مايو ٢٠١٢شهدت لجان انتخابات الرئاسة المصرية إقبالاً كبيراً من جانب الناخبين لاختيار أول رئيس بعد ثورة 25 كانون ثان/ يناير التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك. وامتدت صفوف الناخبين لمئات الأمتار وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الأمن والجيش وانتشار واضح للمراقبين والمتابعين في الكثير من اللجان. ووصف المستشار حاتم بجاتو أمين عام لجنة الانتخابات في تصريح لبوابة الأهرام إقبال الناخبين بأنه "هائل وأكثر من المتوقع". ووعد بجاتو بأن تكون هذه الانتخابات عرسًا ديمقراطياً يشهد له العالم. وذكر مراسلو وكالة الأنباء الألمانية إن العملية الانتخابية تجري بسلاسة وانتظام حتى الآن.
على صعيد متصل، صرح مصدر بلجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أن اللجنة قررت استبعاد خمسة قضاة، بعدما تلقت اللجنة بلاغات تفيد بأنهم يقومون بتوجيه الناخبين لمرشحين معينين. وأكد المصدر أوردت وكالة الأنباء الألمانية أن اللجنة تتابع بدقة كافة القضاء وسيتم على الفور استبعاد أي قاض يقوم بالإخلال بمتطلبات عمله كمراقب، مشدداً على أن اللجنة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين. وتجرىالانتخاباتتحتإشرافقضائيكاملعلىجميعمجرياتالعمليةالانتخابيةضماناً لسلامتهاونزاهتها.
مناوشات وأنباء عن مقتل شرطي
ولم تسجل أعمال عنف تذكر عدا مناوشات محدودة بين مؤيدي مختلف المرشحين في طوابير الانتظار، لكن يبدو أن إحداها أسفرت عن مقتل شرطي بالرصاص أثناء مشاجرة بين أنصار مرشحين أمام أحد مكاتب الاقتراع في شمال شرق القاهرة، بينما أصيب شخص آخر في ساقه، حسب مصدر أمني لفرانس برس. غير أن وزارة الداخلية قالت إنه "حادث جنائي" لا علاقة له بالانتخابات، مؤكدة أن الحادث المذكور وقع الليلة الماضية في مشاجرة بين أنصار مرشحين وأصيب فيها عريف الشرطة بطلق ناري بطريق الخطأ، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
ومن مفارقات هذه الانتخابات أن اللجنة الانتخابية للرئيس المصري السابق حسني مبارك خلت من وجود مركز اقتراع، بعدما اعتاد مبارك التصويت فيها وسط اهتمام وسائل الإعلام المحلية، حيث كانت صورته وهو يدلي بصوته في الانتخابات تتصدر الصفحات الأولى للصحف المحلية، كما تظهر اللقطة على شاشات قنوات التلفزيون الرسمي، وذلك طوال ثلاثة عقود قبض فيها على السلطة دون منازع.
لأول مرة يصعب التنبؤ بالنتيجة سلفاً
ويحق لأكثر من 50 مليون ناخب الاقتراع لاختيار خليفة الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي. ويتنافس في هذه الانتخابات 13 مرشحاً، لكن المنافسة تنحصر وفق استطلاعات الرأي بين خمسة مرشحين هم وزير الخارجية الأسبق في عهد حسني مبارك طوال تسعينات القرن الماضي الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، وأخر رئيس وزراء في العهد السابق والقائد الأسبق للقوات الجوية احمد شفيق، ومرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي والإسلامي المستقل عبد المنعم أبو الفتوح، ثم الناصري حمدين صباحي.
وبسبب وجود نسبة كبيرة من الناخبين المترددين الذين لم يحسموا أمرهم بعد لصالح من سوف يصوتون في ظل حرية غير مسبوقة أمام الناخبين في اختيار من يرونه مناسباً، فإنه من الصعب التنبؤ بنتيجة هذه الانتخابات، بل ولأول مرة في تاريخ مصر لا تكون النتيجة متوقعة ومحسومة سلفاً. وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في هذه الجولة وهو الأمر المرجح، تجرى جولة ثانية في 16 و17 حزيران/ يونيو المقبل.
(ع.ج.م/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: عماد غانم