إسرائيل "ستواصل" العمل لتجنّب تعريض قوة يونيفيل بلبنان للخطر
١٣ أكتوبر ٢٠٢٤قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الوزير يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن بأن إسرائيل "ستواصل" اتّخاذ تدابير لتجنب تعريض قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) للخطر.
وجاء في بيان للوزارة عقب المحادثة التي جرت ليل السبت الأحد (13 أكتوبر تشرين أول 2024) أن غالانت "أكّد... أن الجيش الإسرائيلي سيواصل اتخاذ إجراءات لتجنب إلحاق الضرر بقوات اليونيفيل ومواقع حفظ السلام" في جنوب لبنان، وذلك بعدما جُرح خمسة على الأقل من عناصر اليونيفيل في الأيام الاخيرة خلال معارك تدور بين القوات الإسرائيلية وحزب الله في جنوب لبنان.
واتّهمت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي بأنه "تعمدّ" إطلاق النار على مواقعها. وقالت القوة الاممية إن عناصرها تعرضوا في الأيام الأخيرة لإطلاق نار في بلدة الناقورة اللبنانية حيث مقر قيادتها، وفي مواقع أخرى.
والسبت دانت 40 دولة مشاركة في القوة، بينها إندونيسيا وإيطاليا والهند، في بيان مشترك "بشدة الهجمات الأخيرة ضد حفظة السلام"، وشددت على "وجوب أن تتوقف أفعال كهذه فورا وأن يتم التحقيق فيها بشكل مناسب".
وتنتشر قوة اليونيفيل في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل ويحدد القرار الدولي رقم 1701 تفويضها. وهذه القوة التي تضم أكثر من 9500 جندي، عالقة في مرمى النيران بين إسرائيل وحزب الله منذ فتح الحزب جبهة ضد الدولة العبرية في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ومن ضمن المهام الموكلة للقوة مراقبة وقف إطلاق النار الذي وضع حدا لحرب استمرت 33 يوما في صيف العام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
قصف واشتباك بين حزب الله والجيش الإسرائيلي
أعلن حزب الله عن اشتباكات بين مقاتليه وقوات إسرائيلية "حاولت التسلل فجر الأحد في نقطتين بمحيط بلدة رامية بجنوب لبنان"، بحسب بيان تلقته وكالة فرانس برس. وجاء في البيان أن مقاتلي حزب الله "قاموا بتفجير عبوة ناسفة بقوة من جنود العدو الإسرائيلي واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل" كما أفاد الحزب أنه استهدف تجمعات للقوات الإسرائيلية في جنوب لبنان وفي الجانب الإسرائيلي من الحدود. وأضاف بأن مقاتليه استهدفوا الأحد تجمعا لجنود اسرائيليين داخل بلدة حدودية في جنوب لبنان، بعدما أعلن فجرا صد محاولتي تسلل وقصف مواقع في شمال إسرائيل.
وأورد الحزب في بيان أن مقاتليه استهدفوا "تجمعا لقوات العدو الإسرائيلي في بلدة مارون الراس بقذائف المدفعية" في وقت تواصل إسرائيل شن غارات على مناطق عدة بموازاة عمليات توغل بري.
من جانبه ذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته وجهت ضربات جوية ضد منصات إطلاق الصواريخ ومواقع مضادة للدبابات ومخابئ أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان، الليلة الماضية.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أيضا أنه قتل عشرات من مقاتلي حزب الله، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل اليوم الأحد.
وبشكل عام، قصف سلاح الجو الإسرائيلي حوالي 200 هدف لحزب الله، في جنوب لبنان وفي عمق البلاد، في الساعات الـ24 الماضية، حسب الجيش الإسرائيلي. وتشمل تلك الأهداف خلايا لحزب الله ومنصات لإطلاق صواريخ ومواقع قيادة ومواقع قتالية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض الأحد "حوالى خمسة صواريخ" أُطلقت من لبنان على عدّة مناطق في شمال الدولة العبرية. وجاء في بيان للجيش "انطلقت صفارات الإنذار بين الساعة 8,59 والساعة 9,01 في مناطق الجليل الأعلى والجليل الأوسط والجليل الغربي وخليج حيفا والكرمل. وتمّ تحديد حوالى خمسة صواريخ أطلقت من لبنان وتم اعتراضها بنجاح".
"تدمير مسجد تاريخي"
وفي جنوب لبنان أدّت غارة جوية إسرائيلية فجر الأحد إلى تدمير مسجد، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، في إطار حملة القصف الإسرائيلي المكثف على لبنان في الأسابيع الأخيرة. وقالت الوكالة الوطنية "نفذ الطيران المعادي قرابة الثالثة إلا ربعا من بعد منتصف الليل، غارة جوية مستهدفا المسجد القديم وسط بلدة كفرتبنيت، ودمره بالكامل".
وقال رئيس بلدية كفرتبنيت فؤاد اسماعيل ياسين لوكالة فرانس برس إنّ القرية الواقعة على بعد حوالى ثمانية كيلومترات من الحدود خسرت معلما "له رمزية كبيرة لأهالي الضيعة".
وأضاف "في المناسبات، العائلات تجتمع في الساحة التي بقربه"، مشيرا إلى أنّ بناءه يعود إلى أكثر من مئة سنة.
"إصابة مسعفين في غارة"
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن إصابة مسعفين تابعين له في غارة إسرائيلية الأحد، وذلك لدى وصولهم إلى موقع كان قد تعرّض لهجوم سابق في جنوب لبنان. وقال الصليب الأحمر في بيان "إثر الغارة التي استهدفت أحد المنازل في بلدة صربين... وصلت سيارتا إسعاف مع الفرق إلى المكان" بعد إجراء الاتصالات اللازمة مع اليونيفيل . وأضاف أنّه لدى وصول طاقمه "تم استهداف المنزل للمرة الثانية فأصيب مسعفون برضوض وأحدهم إصابته طفيفة ولحقت أضرار بالسيارتين"، موضحا أنّه "تم نقل المسعفين إلى مستشفى تبنين وتم إجراء الفحوص الطبية اللازمة وحالتهم لا تدعو للقلق".
ولم يتسن الحصول على تعقيب من الجانب الإسرائيلي على الأنباء المتعلقة بإصابة مسعفين من الصليب الأحمر اللبناني وتدمير مسجد إثر غارة جوية في جنوب لبنان. بينما دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي سكان جنوب لبنان إلى تجنب السفر، نحو الجنوب، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي، إكس(تويتر سابقا).
وأضاف بيان المتحدث "إلى سكان جنوب لبنان، نحثكم على الامتناع عن السفر جنوبا والعودة إلى منازلكم أو بساتين الزيتون. هذه مناطق قتال خطيرة"، حسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم الأحد. وأكد "نذكركم بأن الحرب والغارات الكثيفة ضد حزب الله مازالت مستمرة".
وبعد عام على، إعلان إسرائيل الحرب على حركة حماس في غزة، وإعلان حزب الله مساندتها، تكثَّف القصف الإسرائيلي على لبنان، وخصوصا على المناطق الجنوبية والشرقية وضاحية بيروت الجنوبية. ومنذ بدء التصعيد في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 2100 شخص في لبنان، بينهم أكثر من 1260 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في ايلول/سبتمبر الفائت، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
ع.خ /م.س (د ب أ، أ ف ب)