إسدال الستار على مسيرة رياضية حافلة بالانتصارات
٢٢ أكتوبر ٢٠٠٦أنهى شوماخر الذي أعلن اعتزاله وفي حوزته سبعة ألقاب سباقه بالأمس في المركز الرابع بعد أن كافح من المركز الأخير فيما فاز زميله في الفريق فيليبي ماسا بالسباق. وكان أحد إطارات سيارة شوماخر ثقب بعد تخطيه فيسكيلا الذي احتفظ فريقه رينو بلقب بطولة العالم خلال الدورة التاسعة من السباق، ولم يتضح ما إذا كان قد حدث اصطدام بين السيارتين أم لا، إلا أن روس براون المدير الفني لفريق فيراري للسيارات ألقى باللائمة على الإيطالي جيانكارلو فيسكيلا سائق رينو قائلاً: إنه تسبب في ثقب بأحد إطارات سيارة الألماني مايكل شوماخر سائق فيراري خلال سباق الجائزة الكبرى البرازيلي في ساو باولو.
مسيرة احترافية فريدة من نوعها
شارك ميشائيل شوماخر المولود عام 1969 في مدينة "هورت هيرمولهايم" الصغيرة الواقعة بالقرب من مدينة كولونيا، شارك في أغسطس/آب عام 1991 للمرة الأولى في سباق "فورمولا واحد" مع فريق Jordan-Ford. لكن وبعد سباق واحد فقط ترك السائق الموهوب فريقه الأول لينتقل إلى فريق بنيتون الذي حقق معه عام 1992 أول فوز له في عالم الفورمولا واحد حين فاز بجائزة بلجيكا الكبرى. وفي عام 1994 حقق ميشائيل شوماخر الحلم الذي كان يراوده منذ احترافه رياضة الفورمولا واحد وهو الفوز بلقب بطولة العالم. وفي الموسم التالي، أي عام 1995 استطاع شوماخر تكرار الفوز ببطولة العالم ليحتفظ بلقبه مع فريق بينيتون.
ومنذ ذلك الحين بدأ نجم شوماخر يسطع في سماء الفورمولا واحد. وفي الموسم التالي عام 1996 انتقل ملك الفورمولا واحد إلى فريق فيراري، لكنه فشل في هذا العام في الدفاع عن لقبه ليحل في نهاية الموسم ثالثا. هذا مع أنه كان يعتقد أن الحظ لن يحالفه بسبب المشاكل التقنية التي كانت تعاني منها سيارة فيراري آنذاك. وفي الموسم التالي 1997 فقد شوماخر جميع النقاط التي كان جمعها خلال المنافسات بسبب ارتكابه مخالفات اعتبرها المسئولون مخالفة لقوانين السباق. وفي عام 1999 وتحديدا في سباق جائزة بريطانيا الكبرى في سلفرستون أدى حادث ارتطامه بحائط حلبة السباق إلى كسور في أجزاء مختلفة من جسمه، الأمر الذي أجبره على التوقف وعدم المشاركة لفترة طويلة في أي سباق.
عودة قوية لشوماخر عام 2000
واستمر غيابه عن منصات التتويج بلقب بطولة العالم حتى عام 2000 حيث عاد شوماخر إلى الأضواء مجدداً ليُحقق ما كان يطمح إليه وما يطمح إليه كل سائق وهو إحراز لقب بطولة العالم. جاء ذلك بعد أن نجح شوماخر في الفوز بالسباقات الثلاث في أستراليا والبرازيل وسان مارينو على التوالي، إضافة إلى فوزه في إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان. وبذلك استطاع شوماخر اعتلاء منصات التتويج مجدداً ليُتوج بطلاً للعالم للمرة الثالثة في حياته. وبعد ذلك سيطر السائق الأسطوري على سباقات الفورمولا واحد بشكل غير مسبوق، إذ نجح في الاحتفاظ بلقبه 4 مرات متتالية حتى عام 2004. وهذا ما لم يُحققه أحد من قبل. أما عام 2005 فكان عام السائق الإسباني الشاب فيرناندو ألونسو (سائق رينو) الذي أحرز لقب بطولة العالم في الفورمولا واحد. وكان ألونسو أول سائق إسباني يفوز بهذا اللقب وأصغر أبطال العالم سناً.
شوماخر يأسر القلوب
هناك وجه شبه بين أوليفر كان وميشائيل شوماخر منذ خسارته لجائزة اليابان الكبرى: كل منهما نجح في كسب احترام وتعاطف وحب الناس بعد أن مُني بأفدح خسارة له في مسيرته الاحترافية. فعندما استُبعد حارس بايرن ميونيخ العملاق أوليفر كان من التشكيلة الأساسية للمنتخب الألماني لكرة القدم عشية انطلاق بطولة العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا ليُصبح حارس الفريق الألماني الاحتياطي بعد يينس ليمان، لم يعتزل اللعب احتجاجا بل بقي بجوار زملاءه يحفزهم ويدفعهم إلى الأمام وعلى رأسهم خصمه اللدود يينس ليمان، الأمر الذي زاد من شعبيته وسط عشاق كرة القدم الألمانية. والشي ذاته حصل لشوماخر بعد خروجه من سباق جائزة اليابان الكبرى بسبب عطل تقني في محرك سيارته، وبالتالي تضاؤل فرصه كثيراً في الفوز بلقب بطولة العالم للمرة الثامنة. فبدلاً من أن يرمي شوماخر خوذته على الأرض تعبيراً عن شعوره بالإحباط، أخذ السائق الألماني المحبوب يُعانق زملائه في الفريق من ميكانيكيين وفنيين ويواسيهم على المصيبة التي حلت بهم بسبب العطل الفني. وهذا ما زاد من شعبيته أيضاً وجعله يأسر قلوب الكثيرين، حتى قلوب الجمهور الإنجليزي الفظ تجاه شوماخر. وكتبت عنه الصحافة الإنجليزية: "بعد أن تبدد حلمه في إحراز لقب بطولة العالم أثبت شوماخر أنه بطل حقيقي". هذا ما كتبته صحيفة ديلي ميرور Daily Mirror على سبيل المثال. قال رئيس فريق فيراري جين تودت بعد السباق مستغرباً: "كنت أود أن أواسي شوماخر، لكنه هو الذي أقدم على مواساتنا جميعاً. إنه حقاً رجلٌ عظيم". وبالتأكيد أنه سيبقى خالداً في أذهان عشاقه في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم بغض النظر عن نتيجة السباق الأخير الذي أقيم أمس الأحد ( 22 أكتوبر) السباق في ساو باولو البرازيلية.
علاء الدين موسى