البارو ن الأحمر ميشائيل شوماخر يودع مضمار السباق

في المضمار الذي ارتبط به اسمه وحقق عليه شهرته ونال شعبيته أعلن البطل "الأسطوري" و"المثير للجدل" في الوقت نفسه ميشائيل شوماخر انه سيعتزل هذه الرياضة في نهاية الموسم الحالي. وقال شوماخر أمس الأحد (10.09.2006): "سيكون هذا سباقي الأخير في مونزا". وقلص شوماخر السائق الأكثر نجاحا في تاريخ فورمولا واحد الذي احتفل اليوم بالانتصار رقم 90 في تاريخه الفارق بينه وبين بطل العالم الأسباني فرناندو الونسو، المتصدر الحالي لبطولة العالم، إلى نقطتين فقط بعد ان كان الفارق 12 نقطة قبل بداية سباق ايطاليا مع تبقي ثلاث جولات على نهاية الموسم الحالي. ورغم فرحة الفوز فإن قرار الاعتزال ألقى بظلاله على نشوة الفوز هذه على حلبة مونزا الإيطالية. الجدير بالذكر ان البطل الألماني لا يعيش اليوم في وطنه الأم بل في سويسرا المجاورة التي يحظر فيها سباق السيارات.

من سائق بديل إلى بطل للعالم

شارك شوماخر للمرة الأولى في سباقات الجائزة الكبرى للسيارات مع فريق جوردان في بلجيكا عام 1991 كسائق بديل للبلجيكي برتران جاشوت الذي كان يقضي عقوبة السجن آنذاك. ورغم أنه أكمل 500 متر فقط من السباق إلا أنه سرعان ما ترك انطباعا جيدا بين أوساط المهتمين بهذه الرياضة. وإزاء هذا الانطباع الذي تركه شوماخر في نفوس عشاق الفورملا واحد فقد سارع فريق بنيتون بضم شوماخر في خطوة أدت إلى نزاع قانوني مرير، لكن السائق الألماني نجح رغم ذلك في حصد النقاط في ثاني مشاركة له فقط في السباقات واحتل المركز الخامس في سباق ايطاليا. واستمرت نجاحات شوماخر ليتوجها بوقوفه للمرة الأولى على منصة التتويج في المكسيك عام 1992 قبل ان يفوز بأول سباق في بلجيكا في وقت لاحق من نفس العام. وفاز شوماخر باللقب العالمي للمرة الأولى عام 1994 خلال سباق الجائزة الكبرى في استراليا الذي كان حاسماً في تحديد بطل العالم ولكنه واجه اتهامات عدة بالغش بسبب تصادمه مع منافسه البريطاني ديمون هيل.

نجاحات كثيرة....

خلال مسيرته الرياضية على مضامير سباق الفورملا واحد حقق الألماني شوماخر الكثير من النجاحات وحصد الكثير من الألقاب، بالإضافة إلى تحطيم الكثير من الأرقام القياسية في تاريخ هذه لرياضة. فقد حقق شوماخر إنجازا غير مسبوق بفوزه بلقب العالم لسبع مرات خلال مشواره في الأعوام 1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003 و2004. كما ان مشواره الرياضي حافل كذلك بتسجيل العديد من الأرقام القياسية في عدد مرات الفوز بالسباقات والانطلاق من المركز الأول والوقوف على منصات التتويج وعدد مرات الفوز في الموسم الواحد. ولا يختلف اثنان على ان شوماخر طبع رياضة سباق سيارات الفورملا واحد بطابعه الخاص في السنوات العشر الأخيرة وحقق إنجازات من الصعب على أي سائق آخر تحطيمها. وعلى الرغم من الحب الكبير الذي يكنه مشجعي فيراري وهو يشاهدون شوماخر يتخطى السائقين الآخرين على مضامير السباق، فأن شوماخر لا يتمتع بهذا الحب والاحترام من قبل زملائه على الحلبة، بل ولا حتى في وطنه. فقد أشارت استطلاعات الرأي الألمانية ان نجم التنس بوريس بيكر ما يزال يحتل الرقم واحد بين أفضل الرياضيين المحبوبين لدى الرأي العام الألماني.

...وانتقادات أكثر

وتعرض شوماخر من جهة أخرى للعديد من الاتهامات بالغش والخداع بعد فوزه ببطولة العالم لأول مرة عام 1994 عندما اصطدم بالبريطاني ديمون هيل ليفوز باللقب بفارق نقطة واحدة وهو ما تكرر مرة أخرى في عام 1997 عندما حاول السائق الألماني إزاحة الكندي جاك فيلينيف عن مضمار السباق. وشهد سباق جائزة موناكو الكبرى العام الحالي أخر حوادث شوماخر المثيرة للجدل عندما عوقب بسبب إعاقته المتعمدة لمنافسيه لضمان الحصول على مركز الانطلاق الأول في السباق الرئيسي. وعلق مارتن براندل زميل شوماخر السابق في صحيفة "صنداي تايمز" عن شوماخر بان مضمار السباق هو المكان الوحيد الذي لا يمكن لشوماخر ان يسير عليه بالشكل الصحيح. وأضاف براندل "لديه خيار معروف يستخدمه وهو في سيارته. سيلقي بك خارج الطريق إذا تجاوزته. لقد فعل ذلك معي من قبل رغم أنني كنت زميله في الفريق." كما يرى الكثير من رفاق شوماخر على مضامير الفورملا واحد ان شوماخر حاز على اللقب العالمي "عن طرق الخطأ" خصوصاً بعد رحيل ايرتون سينا. ويبدو ان شوماخر يدرك ذلك جيداً فقد قال عن ذلك "لو كان سينا هنا عامي 1994 و1995 لما كنت الأفضل."

مستقبل البطولة بعد شوماخر

تسألت الصحافة الألمانية الصادرة اليوم الاثنين عن مستقبل سباقات الفورملا واحد في ألمانيا بعد إعلان شوماخر عن اعتزاله في نهاية الموسم الحالي. عن هذا كتبت صحيفة "هاندليسبلات" الاقتصادية: "لسنا مجبرين على حب شوماخر لإنجازاته الرياضية، فالكثير من تصرفاته المثيرة للجدل قللت من شعبيته، ولكن من المؤكد ان شوماخر هو قطار فورملا واحد". كما يرى المتابعون الألمان لهذه الرياضة ان شعبية الفورملا واحد ستتضاءل في ألمانيا بالتأكيد بعد ان يخلو مضمار السباق من اسم شوماخر. فالمهتمين بالفوملا واحد في ألمانيا تكتنفهم مخاوف كثيرة من الفراغ الذي سيتركه رحيل شوماخر في حالة عدم بروز سائق ألماني آخر يخلف شوماخر على منصات الفائزين، كما حصل مع كرة المضرب بعد اعتزال بوريس بيكر.