"أوميكرون" يخيم على احتفالات عيد الميلاد وإلغاء آلاف الرحلات
٢٥ ديسمبر ٢٠٢١ألقى تفشي متحور أوميكرون بظله على احتفالات عيد الميلاد بالنسبة إلى مئات ملايين الأشخاص. و للعام الثاني تواليا أدى ارتفاع عدد الإصابات إلى تعطيل الاحتفالات عبر العالم وإن كانت التجمعات عمومًا أسهل مما كانت عليه في عام 2020. وقد أعادت دول فرض وضع الكمامة في الأماكن العامة، وألغت دول أخرى عروض عيد الميلاد أو فرضت الحجر الصحي.
وتخطّت فرنسا السبت عتبة مائة ألف إصابة بكوفيد-19، حيث سجلت 104 آلاف و611 إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في حصيلة غير مسبوقة في البلاد منذ بدء تفشي الجائحة على أراضيها في آذار/مارس 2020، وفق أرقام نشرتها السبت مديرية الصحة العامة الفرنسية. وبذلك تضاعفت الحصيلة خلال ثلاثة أسابيع، وفق معطيات الهيئة الصحية. وتسعى الحكومة الفرنسية إلى التصدي لتفشي المتحوّر أوميكرون في البلاد. ويفترض أن يتبنى مجلس الوزراء الفرنسي الاثنين مشروع قانون ينص على إلزامية شهادة التلقيح.
وأبلغت الصين السبت عن تسجيل 140 إصابة جديدة بكورونا في أكبر عدد من الحالات التي ترصدها منذ أربعة أشهر بينما تسعى السلطات قبل استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/فبراير لاحتواء الوباء في العديد من المناطق بما في ذلك مدينة شيآن حيث فرضت إجراءات حجر على سكانها البالغ عددهم 13 مليون نسمة.
وصار المتحور أوميكرون مهيمنا في البرتغال مع أكثر من 61 في المائة من الإصابات بكوفيد ويسجل هذا البلد أكبر عدد من الإصابات اليومية منذ كانون الثاني/يناير، على الرغم من أن نسبة التطعيم لديه من بين أعلى المعدلات في العالم. ويتعين على الحكومة الاثنين اعتماد مشروع قانون يجعل شهادة التطعيم إلزامية.
وسجلت المملكة المتحدة بدورها الجمعة أكثر من 122 ألف إصابة إضافية، وهو رقم قياسي جديد. وفي مواجهة الانتشار السريع للمتحور أوميكرون في البلاد، تواصلت حملة التطعيم بجرعة معززة بوتيرة غير مسبوقة وبلا توقف في عيد الميلاد. وذكرت الصحافة البريطانية أنه قد يتم اتخاذ قرار بتشديد التدابير الاثنين.
وفي ألمانيا سجل المعدل الأسبوعي لإصابات كورونا الجديدة انخفاضا جديدا اليوم السبت مقارنة بأمس الجمعة، حيث بلغ ـ حسب معهد روبرت كوخ ـ 242.2 لكل مائة ألف نسمة خلال سبعة أيام، مقابل 265.7 أمس الجمعة، ومقابل 419.7 قبل شهر. وسجلت مكاتب الصحة في ألمانيا في غضون 24 ساعة 22 ألفا و214 حالة إصابة جديدة.
وقرن وزير الصحة كارل لاوترباخ تهنئته بعيد الميلاد (الكريسماس) بالدعوة إلى إجراء اختبارات كورونا وتوجيه الشكر للقائمين على التطعيم والراغبين في أخذه. وقال على تويتر اليوم أن جميع من عنده "سيجرون اختبارا في الاحتفال العائلي بعيد الميلاد، وأنتم أيضا افعلوا هذا من فضلكم، إذ يمكن لهذا أن ينقذ الحياة".
ورغم عطلات عيد الميلاد واصلت ألمانيا حملات التطعيم ضد كورونا. وبحسب البيانات، تم حتى الآن تطعيم 9ر58 مليون شخص بجرعتين من أو بجرعة واحدة من لقاح "جونسون". ويعادل ذلك 70.8 في المائة من السكان. وحصل حتى الآن 29.9 مليون شخص، على الأقل، على جرعة معززة. ولا يزال هناك 21.1 مليون شخص في ألمانيا لم يتلقوا اللقاح حتى الآن، وهو ما يعادل 26.2 في المائة.
إلغاء وتأخير آلاف الرحلات الجوية
واضطرت شركات الطيران إلى إلغاء أكثر من 5600 رحلة جوية في العالم خلال نهاية الأسبوع وتأخير آلاف الرحلات الأخرى خصوصا بسبب موجة أوميكرون التي تعرقل السفر خلال عطلة الأعياد، حسب موقع تتبع الملاحة الجوية "فلايت-اوير". وقال الموقع إنه في يوم السبت وحده ألغيت حتى الظهر 2500 رحلة بينها أكثر من 850 رحلة قادمة من أو متوجهة إلى المطارات الأمريكية. وتأخرت أكثر من 3500 رحلة حول العالم عن مواعيدها.
وبسبب مرض طيارين ومضيفين وموظفين آخرين واضطرارهم للخضوع لحجر صحي بعد إصابتهم بكوفيد أو تعرضهم للفيروس اضطرت شركات "لوفتهانزا" و"دلتا" و"يونايتد إيرلاينز" والعديد من شركات الطيران الأخرى لإلغاء العديد من الرحلات الجوية خلال إحدى فترات ذروة السفر في العام.
لكن مع ذلك، سافر ملايين الأمريكيين إلى بلادهم على الرغم من أن موجة أوميكرون تجاوزت فعليا ذروة متغير دلتا إذ بلغ عدد الإصابات اليومية 171 ألفا في المتوسط على مدى سبعة أيام، وامتلأت المستشفيات. كما استطاع معظم الأستراليين السفر إلى بلدهم مجددا للمرة الأولى منذ بداية الوباء، ما يحيي روح عيد الميلاد في بلد يعاني حتى الآن من عدد قياسي في الإصابات.
وتسبب الوباء في وفاة حوالي 5,4 ملايين شخص في العالم منذ نهاية 2019، حسب أرقام جمعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية الجمعة. لكن منظمة الصحة العالمية تقدر أن الخسائر الحقيقية قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث مرات.
ع.ج.م/م.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)