أولاند: الاستعمار الفرنسي للجزائر كان "ظالما ووحشيا"
٢٠ ديسمبر ٢٠١٢قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الخميس (20 ديسمبر/ كانون الأول 2012) في كلمة أمام البرلمان الجزائري إن الحكم الاستعماري الفرنسي للجزائر على مدار 132 عاما كان "نظاما ظالما ووحشيا إلى حد عميق". وأضاف أولاند، الذي يؤدي زيارة رسمية للجزائر تستغرق يومين، أن الاستعمار الفرنسي جلب المزيد من المعاناة للشعب الجزائري، الذي نال الاستقلال عام 1962 بعد ثورة استمرت ثمانية أعوام، وخلفت مئات الآلاف من القتلى.
ووسط تصفيق البرلمانيين الجزائريين، قال أولاند إنه "في الثامن من أيار/ مايو 1945 في بلدة سطيف (300 كلم شرق الجزائر)، وعندما كان العالم ينتصر على البربرية تخلت فرنسا عن مبادئها العالمية". وأضاف "يجب أن نقول هذه الحقيقة لكل من يريد وخاصة الشباب"، الذين يشكلون نصف عدد السكان الجزائريين، "لتعيش الصداقة بين البلدين". وقال الرئيس الفرنسي إنه "مهما كانت الأحداث مؤلمة لا بد أن نفصح عنها" ولا يجب أن نبني علاقاتنا "على نسيان ما حدث".
وأكد الرئيس الفرنسي أنه "يجب قول الحقيقة أيضا حول الظروف التي تخلصت فيها الجزائر من النظام الاستعماري، حول هذه الحرب التي لم تسم باسمها في فرنسا، أي حرب الجزائر". وتابع "نحن نحترم الذاكرة، كل الذاكرة (...) ومن واجبنا أن نقول الحقيقة حول العنف والظلم والمجازر والتعذيب".
ورفض الرئيس الفرنسي أمس الأربعاء الاعتذار عن ماضي بلاده الاستعماري، وذلك في زيارته الأولى للجزائر. وقال أولاند للصحفيين بالجزائر العاصمة أمس، عقب محادثات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة،: "لم آت إلى هنا لأبدي ندما أو أعذارا".
وكان العديد من الجزائريين قد طالبوا باعتذار فرنسا عن الجرائم التي ارتكبتها إبان حقبة الاستعمار الطويلة، ولكن لم يفعل أي رئيس فرنسي ذلك. ووقّع أولاند وبوتفليقة إعلانا للصداقة والتعاون، وأكدا ضرورة طي صفحة الماضي بصراعاته ونزاعاته.
وسادت حالة من الترقب والتوتر الساحة قبيل زيارة أولاند التي بدأت أمس الأربعاء وتختتم اليوم، حيث انتشر التساؤل في العديد من التقارير الإعلامية حول اعتذار محتمل من الرئيس الفرنسي عن ماضي بلاده الاستعماري هناك.
ع.ش/ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب)