أوروبا تتابع الانتخابات الأمريكية وواشنطن تدرك أهمية الشريك الأوروبي
٣ نوفمبر ٢٠١٢يمكن للرئيس الأمريكي باراك أوباما أن ينعم بنوم هادئ وهو مطمئن لفوزه بفترة ثانية في الانتخابات المقرر عقدها في السادس من تشرين ثان/نوفمبر المقبل ، حال حظي بدعم من الشعب الأمريكي يماثل دعم الأوروبيين له.
فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه صندوق جيرمان مارشال هذا الصيف أن 75% من الأوروبيين يدعمون أوباما مقابل ثمانية بالمئة فقط لمنافسه ميت رومني.
لكن الآراء في أمريكا تختلف بشكل كبير فأوباما لا يقف حاليا على أرض ثابتة خاصة وأن دلائل كثيرة تشير إلى تحسن فرص وصول رومني للبيت الأبيض. ويتابع الأوروبيون باهتمام كبير الانتخابات الأمريكية لاسيما وأن تغيير السلطة في البيت الأبيض من شأنه التأثير على العلاقات عبر الأطلسي بشكل كبير.
وتقول البارونة سارة لودفورد عضو البرلمان الأوروبي ونائبة رئيس وفد العلاقات مع الولايات المتحدة في البرلمان الأوروبي:"العلاقة مع الولايات المتحدة هي الأهم على جدول العلاقات الخارجية كلها وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على الطرف الآخر".
وتضيف السياسية الأوروبية:"لسنا (أوروبا والولايات المتحدة) بغرباء عن بعضنا".
أوروبا لا تحصد الأصوات الانتخابية
الوضع الاقتصادي الصعب من القضايا التي ستهيمن بالطبع على العلاقات الأمريكية المقبلة خلال الفترة المقبلة. وقد ساهم تدخل البنك المركزي الأوروبي لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية في تهدئة مؤقتة للوضع لكن هذا لا يعني أن أوروبا وأوضاعها الاقتصادية ستلعب دورا رئيسيا في الانتخابات الأمريكية.
ويقول أيان ليزر، رئيس فرع صندوق جيرمان مارشال في بروكسل:"السياسة الداخلية تأتي في المقام الأول لهذه الانتخابات..لدي انطباع بأن المرشحين الاثنين يتخذان مسافة واضحة بينهمما وبين الوضع في أوروبا وهذا لا يقلل بالطبع من أهمية أوروبا في عالم السياسة ولكني لا أعتقد أن الأسابيع المقبلة ستشهد الكثير من المناقشات حول ما يحدث في أوروبا".
وحول نفس الموضوع يقول جيمس إلس ، النائب المحافظ في البرلمان البريطاني ومؤسس شبكة السياسة عبر الأطلسي ، التي تهدف لتحسين العلاقات الأمريكية الأوروبية :"موضوع أوروبا لا يصلح لحصد الأصوات لذا لا يفضل الناس الحديث كثيرا عنه".
ويضيف السياسي قائلا:"لكن مع هذا يدرك أعضاء الحكومة سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين ، كم الاستثمارات الضخم للأوربيين في الولايات المتحدة وتأثيره الإيجابي على النمو الاقتصادي وسوق العمل وكل هذا سيكون له بالطبع أولوية بارزة للرئيس المقبل".
اهتمام متزايد بآسيا
لا يمكن لأي من المرشحين إغفال أهمية العلاقات الأمريكية الأوروبية على الرغم من أن بعض المراقبيين الأوروبيين يشعرون بالقلق تجاه الاهتمام المتزايد بالعلاقات مع القارة الآسيوية.
وترى البارونة لودفورد في تصريحات لـ DW أن أوروبا لا يجب أن تسمح بـتعكير صفو العلاقات الأمريكية الأوروبية بسبب التوجه الأمريكي المتزايد ناحية آسيا وتوضح الأمر قائلة:"لا يمكن نفي الأهمية المتزايدة لآسيا وخاصة الصين ، بالنسبة للولايات المتحدة. الصين مهمة للاتحاد الأوروبي أيضا لكننا لا يجب أن نسمح بأي حال من الأحوال أن تتدخل الصين وفقا لمبدأ /فرق تسد/ بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وحذرت لودفورد من الأمر قائلة:" إذا لم ننجح في تنظيم العلاقات العابرة للأطلسي بشكل مشترك فإن الصين هي التي ستسفيد من هذا الأمر.
علاقات متينة
ربما لا تتمتع قضية العلاقات مع أوروبا بأهمية كبيرة في الولايات المتحدة حاليا بسبب الاعتقاد القوي في واشنطن بأن هذه العلاقات قوية بالقدر الكافي وأن بوسع أمريكا الاعتماد على الشريك الأوروبي في كل وقت.
ويضيف ليزر قائلا:"لا يمكن لأي من المرشحين التغاضي عن أهمية العلاقات عبر الأطلسي سواء فيما يتعلق بالاقتصاد أو التجارة أو سوق المال وحتى السياسة الأمنية أيضا..عندما يبحث المرء عن دول شريكة حال وجود أزمة جديدة ، فإن أوروبا ستكون الخيار رقم 1".
وفي الوقت الذي تبدو فيه واضحة رغبة الأوروبيين في فوز أوباما على رومني ، يتعامل ساسة أوروبا مع الأمر بحذر ويرفضون اتخاذ موقف من طرف على حساب الآخر فهم يدركون جيدا أن عليهم التعامل مع الحكومة الجديدة التي ستنتخب هذا الشهر.