أوباما يعلن استراتيجية أمنية جديدة تركز على الاقتصاد والدبلوماسية
٢٨ مايو ٢٠١٠كشفت الإدارة الأمريكية ليلة الخميس (27 مايو/آيار) النقاب عن إستراتيجية جديدة للأمن القومي تقرن التواصل الدبلوماسي والإجراءات الاقتصادية بالقوة العسكرية لتعزيز وضع الولايات المتحدة في العالم. وتدعو إستراتيجية الرئيس باراك أوباما لتوسيع الشراكات، بحيث لا تقتصر على حلفاء الولايات المتحدة التقليديين بهدف دفع قوى صاعدة مثل الصين والهند للمشاركة في تحمل الأعباء الدولية.
وتخلى أول إعلان رسمي لأوباما بشأن أهداف الأمن القومي بوضوح عن سياسة الحرب الوقائية التي انتهجها سلفه جورج بوش. وأضافت الوثيقة التي تطرح رؤية للحفاظ على أمن الولايات المتحدة إطارا رسميا على اعتزام اوباما التأكيد على إعطاء الأولوية للدبلوماسية متعددة الأطراف وليس القوة العسكرية في محاولته لإعادة صياغة النظام العالمي.
تحذيرات وشراكات
وأكدت خطة الإدارة الأمريكية عزم اوباما على محاولة التواصل حتى مع "الدول العدائية"، لكنها حذرت إيران وكوريا الشمالية اللتين تنتهجان سياسة التحدي النووي بأنها تمتلك "وسائل متعددة" لعزلهما إذا تجاهلتا الأعراف الدولية. وعادة ما تعتبر وثيقة إستراتيجية الأمن القومي المطلوبة من كل رئيس أمريكي بمقتضى القانون تأكيدا للسياسات المتبعة والقائمة، لكنها تمثل أهمية خاصة نظرا لتأثيرها المحتمل على الموازنات والتشريعات وتحظى بمتابعة وثيقة على مستوى العالم.
كما تطرقت وثيقة خطة الإدارة الأمريكية إلى علاقة واشنطن مع بكين، إذ أشادت بها لقيامها بدور أكثر نشاطا في الشؤون الدولية، غير أنها شددت على ضرورة أن تقوم بذلك بشكل مسئول. وركزت الوثيقة على القلق بشأن تنامي القوة العسكرية للصين قائلة إن الولايات المتحدة سوف "تستعد طبقا لذلك" لضمان حماية مصالحها ومصالح حلفائها. وكان الرئيس السابق جورج بوش قد استغل بيان سياسته الأول عام 2002 لتأكيد الحق في اتخاذ إجراء عسكري وقائي منفرد ضد دول وجماعات إرهابية، اعتبر أنها تمثل تهديدا للولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 .
مخاوف من "القوة الناعمة"
وأعادت الإستراتيجية التي أعلنت أمس الخميس التأكيد على تعهدات الرؤساء السابقين بالحفاظ على التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة. كما شكلت ابتعادا رسميا لإدارة الرئيس اوباما عما وصفه منتقدو بوش "بدبلوماسية رعاة البقر". وجاء في الوثيقة "بدلا من ذلك لابد وأن يركز التعامل الأمريكي على تعزيز المؤسسات الدولية وبلورة العمل الجماعي الذي يخدم المصالح المشتركة مثل محاربة التطرف المتصل بالعنف ووقف انتشار الأسلحة النووية وتأمين المواد النووية وتحقيق نمو اقتصادي متوازن ومستدام وإيجاد حلول تعاونية لخطر التغير المناخي."
ويقول منتقدون إن بعضا من جهود اوباما للتواصل الدبلوماسي تعكس ضعف الولايات المتحدة وقد يعرض المصالح الأمريكية للخطر بالاعتماد الزائد عن الحد على "القوة الناعمة". وأكدت إستراتيجية اوباما مجددا هدفه "بتعطيل تنظيم القاعدة وتفكيكه وهزيمته" مع مراعاة الولايات المتحدة لحقوق الإنسان وتعزيزها. كما رفضت اللجوء إلى التعذيب كأداة لتحقيق أمن الولايات المتحدة. كما جاء القضاء على تهديد الإرهاب "النابع من الداخل" على رأس الأولويات في إستراتيجية الأمن القومي لأوباما .
ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في كلمة في معهد بروكينغز في واشنطن إن الإستراتيجية الجديدة تدعو إلى التواصل مع كل الدول وتشجيع التنمية الاقتصادية. وقالت كلينتون "يجب أن يكون لنا وجود قوي في المجالين الدبلوماسي والتنموي".
(هـ.إ./د.ب.أ/ رويترز)
مراجعة: هشام العدم