أوباما يدين "هجوم بنغازي" وليبيا تتهم "فلول القذافي" بالمسؤولية
١٢ سبتمبر ٢٠١٢قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، في كلمة أدلى بها في حديقة البيت الأبيض وإلى جانبه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون "إن الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات هذا الهجوم المشين والمروع. إننا نعمل مع الحكومة الليبية لتوفير أمن دبلوماسيينا". وأضاف "سنعمل مع الحكومة الليبية لمحاسبة القتلة الذين هاجموا رعايانا". لكنه حرص أيضا على التمييز بين المهاجمين والليبيين، مشيرا إلى أن عددا منهم سعى إلى مساعدة الأميركيين أثناء الهجوم، ونقلوا جثة السفير إلى المستشفى. وأكد أن الهجوم لن يتسبب بـ "قطع العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيا".
وشن الهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي متظاهرون كانوا يحتجون على فيلم قام باخراجه رجل يحمل الجنسيتين الاسرائيلية والأميركية ويصف الإسلام بـ"السرطان". وتسبب الفيلم أيضا الثلاثاء بتظاهرات عنيفة ضد السفارة الاميركية في القاهرة. وذكر الرئيس الأميركي بأن الولايات المتحدة كانت منذ استقلالها "بلدا يحترم جميع المعتقدات. ونرفض جميع المحاولات للإساءة إلى المعتقد الديني للآخرين. لكن لا يوجد قطعا أي تبرير لهذا النوع من العنف المجنون".
وقبيل كلمة أوباما، كانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أكدت "أن هذا الهجوم يجب أن يهز ضمائر الناس من جميع المعتقدات في جميع أنحاء العالم". وأضافت "ندين بأشد العبارات عمل العنف المجنون هذا ونبعث بصلواتنا إلى عائلات وأصدقاء وزملاء الأشخاص الذين فقدناهم". وأشادت بالعمل الذي قام به ستيفنز الذي عين سفيرا في ليبيا في أيار/ مايو الماضي، بعد الإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
طرابلس تعتذر من واشنطن
وكان رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف قد قدم اليوم الأربعاء اعتذارا "للولايات المتحدة والشعب الأميركي". ووجهت السلطات اللليبية أصابع الاتهام إلى أنصارنظام العقيد معمر القذافي وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف مساء الثلاثاء القنصلية الاميركية في بنغازي. وقال رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف في مؤتمر صحافي في طرابلس "ما حدث بالأمس يتزامن مع 11 أيلول/ سبتمبر وله مدلول واضح". ولم يذكر المقريف القاعدة بالاسم، ولكن هذا التنظيم هو الذي كان قد تبنى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
ولفت مساعد مندوب ليبيا الدائم في الأمم المتحدة ابراهيم دباشي إلى أن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي أوقع نحو 10 ضحايا، بين قتيل وجريح، في صفوف عناصر قوات الأمن الليبية الذين كانوا يقومون بحراسة المبنى. وقال دباشي للصحافيين "هناك ربما نحو عشر ضحايا في صفوف قوات الأمن"، مضيفا أن "البعض قتلوا فور بدء الهجوم".
إدانة ألمانية
وبدوره أدان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الهجوم الذي أسفر عن مصرع السفير الأمريكي لدى ليبيا، قائلا إنه "لايمكن تبرير العنف بأي حال"، داعيا الحكومتين الليبية والمصرية إلى تشديد الحماية على البعثات الأجنبية والعاملين فيها. وتعليقا على الفيلم الذي تسبب بكل تلك الاحتجاجات، عبر فيسترفيله عن رفض الحكومة الألمانية لأي محاولة تستهدف جرح مشاعر الآخرين، لكنه أكد رفض بلاده للعنف كرد على مثل تلك الاستفزازات.
وعلى خلفية هذه التطورات أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء أن واشنطن سترسل فريقا لمكافحة الإرهاب من قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) إلى ليبيا لتعزيز الحماية بعد الهجوم الدموي على القنصلية الأميركية في بنغازي. وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن "قوات المارينز سترسل فريقا لمكافحة الإرهاب إلى ليبيا"، وتضاربت الأنباء حول عدد الجنود الأمريكيين الذي سيتوجهون إلى ليبيا، إذ كرت بعض المصادر أنهم سيكونون خمسين، بينما ذكرت قناة العربية أن عددهم حوالي 200 جندي.
ف. ي/ أ. ح (أ ف ب، رويترز، د ب ا)