أوباما يتعهد بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط
١٣ فبراير ٢٠١٣
في خطابه السنوي أمام الكونغرس الأمريكي حول حالة الاتحاد والذي تناول فيه عددا من القضايا الداخلية والخارجية، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء الثلاثاء (12 شباط/فبراير) إن الولايات المتحدة الأمريكية ستقف في الشرق الأوسط مع المواطنين الذين يطالبون بحقوقهم "وسندعم انتقالا مستقرا نحو الديمقراطية"، معترفا بأن "العملية ستكون حرجة ولا يمكننا افتراض أن نملي مسار التغير في دول مثل مصر، لكننا سنصر على احترام الحقوق الأساسية لجميع الناس".
وبالرغم من الانتقادات التي يواجهها بعدم التحرك حيال النزاع في سوريا، تعهد أوباما بمواصلة الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد. وقال: "سنواصل الضغط على النظام السوري الذي يقتل شعبه وسندعم زعماء المعارضة الذين يحترمون حقوق كل السوريين."
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني قال الرئيس الأمريكي إن "على إيران أن تدرك أن الوقت الآن هو لحل دبلوماسي" للنزاع حول ملفها النووي، في وقت من المقرر أن يتم فيه إجراء جولة مفاوضات جديدة بين طهران ومجموعة 5+1 هذا الشهر. وتعهد أوباما "بالقيام بكل الخطوات الضرورية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي". وأكد أنه ملتزم بالدفاع بقوة عن أمن إسرائيل التي يزورها الشهر المقبل. وقال "نحن بكل حزم مع إسرائيل في مطالبتها بأمنها وبسلام دائم. هذه هي الرسائل التي سأوجهها الشهر المقبل عندما أتوجه إلى الشرق الأوسط".
وتطرق الرئيس الأمريكي إلى موضوع الإرهاب والتطرف معتبرا أن تهديد "الإرهاب" حاليا يتطلب استراتيجية مختلفة عن الحرب التقليدية، وذلك عن طريق مساعدة دول مثل اليمن وليبيا والصومال في جهودها لمحاربة التطرف، بدلا من "إرسال عشرات الآلاف من أبنائنا وبناتنا إلي الخارج أو احتلال دول أخرى". لكنه استدرك بالقول "وحيثما يكون ضروريا فإننا من خلال مجموعة من القدرات سنواصل اتخاذ إجراءات مباشرة ضد أولئك الإرهابيين الذين يشكلون أخطر تهديد للأمريكيين."
وأعلن الرئيس الأمريكي أن 34 ألف جندي أمريكي إضافي سيغادرون أفغانستان خلال العام المقبل، بما يقلص التواجد العسكري الأمريكي فيها إلى النصف، لكنه تعهد بأن تظل الولايات المتحدة محافظة على التزاماتها تجاه أفغانستان بعد انتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في 2014، بينما لم يقدم مزيدا من التفاصيل حول الشكل الذي سيكون عليه ذلك التعاون.
وعلى صعيد العلاقات عبر الأطلسي قال أوباما إن بلاد ستطلق محادثات من أجل عقد اتفاق شامل للشراكة التجارية والاستثمارية مع الاتحاد الأوروبي. كما أكد العمل مع روسيا على مزيد من التخفيضات في "ترساناتنا النووية وسنواصل قيادة المسعى العالمي لتأمين المواد النووية التي قد تسقط في الأيدي الخاطئة".
وعلى الصعيد الداخلي، استند الرئيس الأمريكي إلى رصيد سياسي قوي تجدد مع إعادة انتخابه ليدعو الكونغرس إلى التحرك حول عدد من الملفات الداخلية وفي طليعتها ضبط انتشار الأسلحة الفردية وإصلاح نظام الهجرة وخصوصا إنعاش الاقتصاد. وبعد أقل من شهر على أدائه اليمين الدستورية لولاية ثانية، عرض أوباما بنبرة واثقة في خطابه خارطة طريق على أعضاء الكونغرس الذين يحتاج إلى موافقتهم لتطبيق برنامجه الحكومي، غير أن قسما منهم معارض له بشدة.
ع.ج.م/ ش.ع (أ.ف.ب، د.ب.أ، رويترز)