أنباء عن دخول الجيش السوري إلى حمص وارتفاع حصيلة قتلى اللاذقية
١٥ أغسطس ٢٠١١أفاد ناشطون حقوقيون سوريون لوكالة فرانس برس أن دبابات اقتحمت بلدة الحولة في محافظة حمص في عملية عسكرية تترافق مع إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه "تمت محاصرة بلدة الحولة بشكل أمني كثيف جدا صباح اليوم الاثنين (15 آب / أغسطس) من جميع المداخل ومن جميع الطرق الوعرة والفرعية" مشيرا إلى "إطلاق نار كثيف جدا الآن لترهيب الأهالي". وذكر المصدر نفسه أن "الجيش يقوم بحملة تفتيش واعتقالات وأن هناك انتشار للشبيحة والأمن على جميع الطرق". كما أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان تلقته فرانس برس عن "دخول دبابات بأعداد كبيرة الآن إلى الحولة يترافق مع إطلاق نار من الرشاشات المثبتة عليها".
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد ارتفعت حصيلة الأشخاص الذين قتلوا برصاص الأمن السوري أمس الأحد إلى 30 شخصا على الأقل، بينهم قتيلان في حمص و26 في مدينة اللاذقية الساحلية.
وكان سكان قالوا أمس الأحد إن البحرية السورية قصفت مدينة اللاذقية الساحلية. ونقلت وكالة فرانس بريس عن ناشط حقوقي قوله إن 23 شخصاً على الأقل قتلوا وحرج آخرون الأحد (14 آب/ أغسطس 2011) في عملية عسكرية على بعض أحياء مدينة اللاذقية، شملت بعضها لأول مرة إطلاق نار من زوارق حربية سورية برشاشات ثقيلة، فيما اقتحمت قوات أمنية وعسكرية ضاحيتين في ريف دمشق وشنت حملة اعتقالات واسعة رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للوكالة إن "21 شخصاً على الأقل قتلوا الأحد وجرح آخرون في عملية عسكرية على حي الرمل الجنوبي في اللاذقية جرت من عدة محاور وشملت قصفاً من زوارق حربية سورية". وأشار مدير المرصد إلى "إصابة العشرات جروح الكثير منهم خطرة في حي الرمل الجنوبي ومخيم الرمل". وأضاف عبد الرحمن "كما قُتل شخصان في حي قنينص في اللاذقية" الذي شهد إطلاقاً كثيفاً للرصاص.
وذكر المرصد أنه "يتم قصف حي الرمل من زوارق حربية واقتحام الحي يتم من عدة محاور"، موضحاً أنه "يصعب التحقق من عدد الشهداء والجرحى بسبب استمرار إطلاق النار الكثيف". وأشار مدير المرصد إلى "نزوح عدد كبير من الأحياء التي تشهد عمليات أمنية وعسكرية وبشكل خاص للنساء والأطفال باتجاه جبلة (35 كلم جنوب اللاذقية) ومدن مجاورة لها". وأضاف المرصد أنه "يتم إطلاق نار كثيف جداً من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة" في الحي نفسه، مشيراً إلى "وجود للقناصة على الأبنية المحيطة".
بالمقابل أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "قوات حفظ النظام تتعقب مسلحين في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، الذين يستخدمون أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وعبوات ناسفة". وتحدث الوكالة عن مقتل شخصين من قوات الأمن وجرح 41 شخصاً من قوات حفظ النظام، "إضافة إلى أربعة قتلى مجهولي الهوية من المسلحين".
حركة نزوح من حي الرمل
وفي الوقت نفسه تحدث المرصد عن "إطلاق نار كثيف عند مداخل الأحياء المحاصرة والمتاخمة للرمل مثل عين التمرة وبستان السمكة وبستان الحميمي". وأضاف أن "حي بستان الصيداوي الذي يقع بين سكنتوري والأشرفية يشهد إطلاق نار كثيف جداً وسمعت انفجارات شديدة وتحدثت أنباء عن إصابة طفل حتى الآن"، بحسب المرصد.
من جهته أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى "إطلاق نار في حي القلعة وكذلك إطلاق نار متقطع في الصليبة"، مضيفاً أن "الأحرار يتجمعون في الأشرفية ويسدون أحد المنافذ بحاويات القمامة لمنع الأمن من الوصول إلى الصليبة". كما أعلن الاتحاد أنه "تم إيقاف حركة القطارات من وإلى اللاذقية". ويأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق فجر اليوم الأحد، حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات.
وكانت عشرون آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند تمركزت السبت بالقرب من حي الرمل الجنوبي الذي يشهد تظاهرات كبيرة مطالبة بإسقاط النظام مستمرة منذ انطلاق الثورة السورية منتصف آذار/ مارس. وشهد حي الرمل الجنوبي السبت حركة نزوح كبيرة وخصوصاً من النساء والأطفال باتجاه أحياء أخرى من المدينة، خوفاً من عملية عسكرية مرتقبة بعد تمركز آليات عسكرية مدرعة قربه. وتأتي هذه التحركات غداة مقتل ثلاثة مدنيين السبت برصاص قوات الأمن السورية، اثنان في مدينة اللاذقية وثالث في منطقة حمص حسب المرصد. ولم يتسنى التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر مستقلة كون السلطات السورية تمنع مراسلي وسائل الإعلام المستقلة والمنظمات الحقوقية من الوصول إلى مواقع الأحداث.
ضغوطات دولية
وتتعرض دمشق لضغوط دولية متزايدة لوقف الاحتجاجات كان آخرها دعوات وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والعاهل السعودي الملك عبد الله إلى "وقف العنف فوراً". وعززت كندا السبت عقوباتها على السلطات السورية وقامت بتجميد أصول وممتلكات عدد إضافي من كبار الشخصيات المرتبطة بالنظام السوري. ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً جديداً لمناقشة الأزمة السورية الخميس المقبل.
من جهتها دعت منظمة التعاون الإسلامي في بيان السبت السلطات السورية إلى "الوقف الفوري" لاستخدام القوة ضد حركة الاحتجاج عارضة في الوقت نفسه "القيام بدور" في أي حوار محتمل بين السلطات والمعارضة.
وسقط أكثر من ألفي قتيل في عمليات القمع التي تقوم بها قوات الأمن السورية ضد حركة الاحتجاج المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد منذ الخامس عشر من آذار/ مارس الماضي حسب منظمات حقوقية. وتؤكد السلطات السورية أنها تتصدى في عملياتها "لعصابات إرهابية مسلحة".
(ع.غ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي