أمهات ألمانيات يؤجلن موعد ولادتهن للانتفاع من برنامج مساعدات جديدة

قامت الحكومة الألمانية بسن قانون من شأنه أن يدعم الأسرة العاملة التي تنجب أطفالا، وذلك في إطار مبادرة منها لتشجيع إنجاب الأطفال في ألمانيا. غير أن القانون الذي سيتم العمل به ابتداءً من أول يناير / كانون الثاني 2007 لن يشمل الأطفال المولودين من قبل هذا التاريخ، لذلك تحاول الحوامل اللاتي أشرفن على الولادة تأجيل الموعد إلى ما بعد شهر ديسمبر/ كانون الأول2006. وقد حفلت وسائل الإعلام الألمانية بمعلومات يحذر فيها الأطباء من أضرار صحية قد تترتب على هذا التأجيل. ورغم أن الخبراء حذروا النساء من التدخل لتأجيل الولادة إلا أنهم أقروا بإغرائهن بمحاولة الاستفادة من ثمرة تلك الحوافز المالية التي قد تصل قيمتها إلى 25 ألف يورو /33 ألف دولار. وهذا التحفظ على المولود إلى أجل مسمى - إن صح التعبير - يعلن مسبقاً عن ازدحام مستشفيات الولادة في اليوم الموعود؛ حيث يقول كلاوس فيتر كبير الأطباء بمستشفى فيفانتس ببرلين: "نحن نعد أنفسنا لاستقبال عدد كبير من حالات الولادة يوم رأس السنة الميلادية، وسيكون عدد العاملين بالمستشفى كاملا."

وحرصاً من الأطباء على أن يساعدوا الحوامل في تأخير وقت ولادتهن فإنهم ينصحونهن باتخاذ بعض الخطوات الطبيعية المتمثلة في تجنب النبيذ الأحمر وتفادي التوتر. ومما تُنصَح به الحامل في هذه الحالة أيضاً أن تكثر من الاستلقاء على ظهرها، وتتجنب الأعمال الشاقة، وتتفادى الأنشطة الجنسية؛ كما أنها عليها أن تبتعد عن القرفة والقرنفل والمأكولات الناعمة التي تكثر في أعياد الميلاد.

مضمون القانون الجديد

وكانت الحكومة الألمانية قد وافقت في سبتمبر أيلول الماضي على قانون يدعم العاملين الذين يرزقون أطفالاً، عملاً منها على طمأنة قلوبهم على وظائفهم ورواتبهم خلال فترة الحضانة. ويأتي ذلك في ظل قلق الحكومة المتواصل من تراجع عدد السكان، حيث انخفض معدل الإنجاب في عام 2005 لأقل من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وبموجب هذا القانون يحق للأطفال المولودين في الأول من يناير كانون / الثاني أو بعد ذلك الحصول على المزايا الجديدة، أهمها أنه يحق لأحد الوالدين أن يحصل على إجازة عمل لرعاية الطفل مع الاحتفاظ بثلثي صافي المرتب الشهري بحد أقصى يصل إلى 1800 يورو لمدة 12 شهراً، إضافة إلى شهرين آخرين هي من حق الطرف الآخر - وغالباً ما يكون الأب - لتصل مدة الإعانة إلى 14 شهرا. وجدير بالذكر أن قبل هذا القانون كانت الأم من حقها أن تأخذ إجازة لحضانة الطفل تصل إلى ثلاث سنوات، تحصل فيها من خزينة التأمينات الصحية على 80 بالمائة من صافي راتبها ولمدة شهرين فقط، دون أي اعتبارات مالية لصالح الأب.

القانون الجديد يؤكد على أهمية دور الأب

ونقل موقع صحيفة "دير تاجشبيجل" الألمانية على الانترنت عن وزيرة الأسرة أورسولا فون ديرلين القول بأنه يجب أن يبعث ذلك بمؤشر في مجتمعنا بأننا نحاول تعويض الوالدين عن بعض الخسائر المالية التي تصيب الأسرة بسبب إنجاب الأولاد، كما أنه في نفس الوقت يمكن بذلك خلق التوازن بين العمل والأسرة. كما أشارت الوزيرة إلى نظرة هذا القانون إلى الأب باعتباره طرفا لا غنى عنه في حياة الطفل، حيث قالت: "لأول مرة يصبح للآباء فرصة حقيقية أن يكونوا لديهم الوقت للقيام بدورهم تجاه أطفالهم، ذلك الدور الذي لا يمكن أن يعوضه شيء".