ألمانيا وأمريكا تجريان حوارات مع طالبان لإجلاء معاوني الجيش

تعتزم الحكومة الألمانية إجراء محادثات مع حركة طالبان حول إجلاء معاوني الجيش الألماني والوزارات الألمانية في أفغانستان. فقدأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء (17 أغسطس/ آب) عن إرسال السفير ماركوس بوتسل إلى العاصمة القطرية الدوحة. وكان قد تم تعيين بوتسل سفيرا جديدا لألمانيا في كابول منذ فترة طويلة وكان من المنتظر إرساله إلى هناك في الشهر الجاري لكن زحف قوات طالبان كان قد بدأ.

وقال ماس إن الأمريكيين يجرون أيضا إجراء محادثات مع طالبان حول إجلاء المعاونين الأفغانالسابقين والحاليين. وأوضح أن بوتسل سيعمل في محادثاته في الدوحة "على خلق الفرصة من أجل تمكين الموظفين المحليين أيضا من الذهاب إلى المطار".

وأفاد ماس بأن طالبان أنشأت نقاط تفتيش بالقرب من مطار كابول وقصرت المرور إلى المطار على الأجانب فقط. وذكر ماس أن هناك في الوقت الحالي 180 شخصا في المطار يُنْتظَر إجلاؤهم على متن طائرات تابعة للجيش الألماني.

وقال وزير الخارجية الألماني إن 129 شخصا من 15 دولة توجهوا على متن رحلتي إجلاء إلى أوزبكستان المجاورة. ووعدت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارنباور بالعمل لأطول فترة ممكنة في إجلاء أشخاص من أفغانستان.

ومن جانبه قال، جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن إن طالبان كانت قد وعدت بمنح المدنيين "ممرا آمنا" إلى مطار كابول. ووفقًا لسوليفان، يبدو أن بإمكان الناس القدوم إلى المطار. لكن في الواقع، هناك تقارير تفيد بأن طالبان ترفض دخول الناس المطار بل وضربتهم. وبحسب سوليفان، فإن محادثات المندوبين الأمريكيين المتواجدين في الدوحة مع طالبان تدور أيضًا حول جدول زمني لمغادرة آلاف المواطنين الأمريكيين والمعاونين الأفغان.

متظاهرون ألمان: لدينا مكان

وتظاهر آلاف الأشخاص في عدة مدن ألمانية الثلاثاء للمطالبة بإجلاء الأشخاص المهددين من أفغانستان بسرعة وبشكل خال من البيروقراطية. وحسب المنظمين، فإن أكبر هذه المظاهرات كانت في العاصمة برلين، وحمل المتظاهرون أمام مقر البرلمان الألماني لافتات مكتوب عليها "الجسر الجوي الآن" و"لدينا مكان".

وأفادت الشرطة بأن عدد المشاركين في هذه المظاهرة تجاوز بعد ظهر اليوم العدد المسجل (500 شخص) على نحو ملحوظ حيث وصل إلى 2100 شخص، ولم ترد بعد بيانات نهائية لأعداد المشاركين. وكان تحالف كبير ضم مبادرة "زيه بروكه" (الجسر البحري) قد دعا إلى تنظيم هذه الاحتجاجات في ثماني مدن ألمانية، وذكر المنظمون أن نحو ألف شخص شاركوا في مظاهرة في مدينة كولونيا، مشيرين إلى أن العدد تجاوز التوقعات بصورة ملحوظة.

مرشحة الخضر تنتقد حكومة بلادها

ومن جانبها اتهمت مرشحة حزب الخضر الألماني لمنصب المستشار الحكومة الألمانية، أنالينا بيربوك، بالتراجع عن وعدها للأفغان وقالت زعيمة حزب الخضر الثلاثاء إن ألمانيا كانت وعدت الأشخاص في أفغانستان الذين عملوا لصالح جمهورية ألمانيا ومؤسساتها،بالعمل على تأمينهم في حال انسحاب القوات الدولية. وأضافت أنالينا بيربوك:" بالنسبة لي، لا أكاد أتحمل أن أشهد الحكومة الألمانية وقد أخلفت وعدها".

ورأت بيربوك أن ادعاء الحكومة الألمانية بأن الموقف لا يمكن التنبؤ به، ليس صحيحا، وطالبت باستخدام "كل مكان في كل طائرة" لنقل الأشخاص إلى مكان آمن " فالمسألة متعلقة بالحياة والموت في أفغانستان".

ص.ش/هـ.د (د ب أ، أ ف ب)