وجهة نظر: على الحكومة الألمانية مساعدة الصحفيين في أفغانستان
١٧ أغسطس ٢٠٢١
الأخبار القادمة من أفغانستان مفجعة للغاية. بعد أن سيطرت حركة طالبان خلال الأيام القليلة الماضية على مزيد من المناطق، هاي هي تتقدم الآن نحو العاصمة كابول وتعلن انتصارها هناك. المشاهد التلفزيونية أظهرت مقاتلي طالبان وهم يتجولون في القصر الرئاسي. المجموعة المتشددة واحدة من أشد أعداء حرية الصحافة في العالم. ونفذت خلال السنوات الماضية عدة هجمات، راح ضحيتها إعلاميون.
كما حدث في 2017 في الهجوم المزدوج على البرلمان في كابول، حيث قتل مصور وعاملة في التلفزيون الخاص بالبرلمان، وجرح عاملان آخران من نفس القناة، إضافة إلى صحفي من صحيفة "كيراد".
تنظيم "الدولة الإسلامية" نفذ أيضا هجمات متكررة في البلاد: كالهجوم المزدوج في كابول عام 2018، الذي استهدف صحفيات وصحفيين، وفيه قتل تسعة إعلاميين.
النساء خصوصا
في كل عام تقريبا تحتل أفغانستان إحدى المراتب الخمس الأخيرة في مؤشر حرية الصحافة، لأكثر البلدان يموت فيها صحفيون بسبب عملهم. ومع انتصار طالبان هناك خشية كبيرة من أن يسوء الوضع بشكل دراماتيكي.
الخطورة الأكبر موجهة خصوصا ضد النساء. في هذا البلد الذي تستهدف النساء فيه بالبروباغاندا الأصولية، قُتلت في شهر مارس/آذار لوحده ثلاث صحفيات: مرسال وحيدي، سعيدة سادات وشاهناز روافي. وفي ديسمبر/كانون الأول 2020 أطلق رجلان النار على سيارة الصحفية ملالا مايواند، عندما كانت في طريقهالا للعمل، فلقيت حتفها مع مساعدها.
مع انتصار طالبان، يلوح خطر إضافي. فإلى جانب الخطر على الحياة، هناك خطر عدم تزويد المواطنين بالمعلومات. في غضون ذلك اضطرت أكثر من خمسين وسيلة إعلام، أغلبها محطات إذاعية وتلفزيونية محلية في المناطق التي سيطرت عليها طالبان، إلى إيقاف عملها.
ووسائل الإعلام التي لم توقف عملها، تبث فقط محتويات دينية ومحتويات تشرف عليها المجموعة المتطرفة. حوالي 100 من الصحفيات والصحفيين فقدوا عملهم، لأنهم اضطروا للفرار من سيطرة طالبان إلى المدن الكبيرة.
ليس العاملون مع وسائل الإعلام الألمانية فقط من يحتاجون مساعدة
يفرون خصوصا إلى كابول. هناك توجه الصحفيون والصحفيات، حيث تقدموا بطلبات للسفارات من أجل الحصول على تأشيرات. وكثير منهم يخشى أن يتم تفضيل من عملوا لصالح وسائل إعلام أجنبية.
ويجب هنا على الحكومة الألمانية أن تبادر على وجه السرعة لتقديم تاشيرات استثنائية وبدون إجراءات بيروقراطية، للصحفيات والصحفيين الأفغان وأيضا المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين لم يعد لديهم أي مكان آمن في البلاد.
منظمة صحفيون بلا حدود توجهت برسالة مشتركة مع مؤسسة دويتشه فيله (DW) ووسائل إعلام ألمانية أخرى، إلى المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الخارجية هايكو ماس من أجل مساعدة مراسلي وسائل الإعلام الألمانية في أفغانستان. ولكن هذه المساعدة يجب أن لا تقتصر على العاملين مع وسائل الإعلام الألمانية.
ففي هذا العام لوحده مات هناك خمسة إعلاميين. وبدون تحرك سريع سيكون هناك خطر موت المزيد. الصحفيات والصحفيون في أفغانستان في خطر شديد.
الكاتبة: أنّه رينتسينبرينك