ألمانيا - مبادرات ثقافية وفنية لتعزيز اندماج اللاجئين
٢٠ سبتمبر ٢٠١٥يصل إلى ألمانيا يوميا آلاف اللاجئين الباحثين عن حياة أفضل، ويتم استقبالهم من غالبية المواطنين بشكل لطيف ، حيث انتشرت بين أوساط السكان ما يسمى بثقافة الترحيب. فمنهم من يتبرع بالملابس أو بالمواد الغذائية. كما يساهم البعض في في أعمال تجهيز وتأثيث مراكز إيواء اللاجئين الأولية بالمدن المختلفة. وتبرع آخرون بجزء من وقتهم لمرافقة اللاجئين إلى الدوائر الحكومية ومساعدتهم في قضاء المهمات. المؤسسات التي تعنى باللاجئين مثل منظمة (برو أزيل) تتحدث عن وجود مئات المبادرات المختلفة، التي تستقطب المزيد من المتطوعين الألمان على صعيد ألمانيا بهدف المساهمة في أعمال المساعدة.
معرفة المزيد عن ألمانيا
يانكا كهيندا التي تدير أحد المشاريع الاندماجية، بدأت منذ كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي في التطوع من اجل اللاجئين. فهي تنظم لقاءات شهرية للطبخ المشترك للاجئين في أحد المراكز التابعة للكنيسة البروتستانتية في مدينة كولونيا. اللاجؤون القادمون من أرتيريا وغينيا هم من الرجال في الغالب. ويشارك أفراد المجموعة في الطبخ وتحضير الطعام. وأثناء تناول الطعام يتبادلون أطراف الحديث. وتسعى كهيندا بذلك إلى التعرف عما يدور بخلد المشاركين من أفكار، وعما إذا كانت هنالك أنشطة جماعية يتشوقون للقيام بها. وتقول مديرة المشروع: " لاحظت أنهم يريدون معرفة المزيد من المعلومات عن ألمانيا، لذلك قررنا زيارة متحف التاريخ في بون، بالإضافة إلى تنظيم سباق رالي في مدينة كولونيا".
مسرحيات موسيقية بشراكة مع اللاجئين
فكرة العمل المشترك مع اللاجئين ومساعدتهم على الإندماج في ألمانيا شغل بال المخرجة المسرحية يوليا هيوبنر ايضا. فهي أشرفت على إخراج عمل مسرحي موسيقي مشترك بعنوان "زايدة"، وهو عبارة عن عمل موسيقي يتم يعرض حاليا على مسرح مدينة أوغسبورغ، حيث يساهم فيه موسيقيون من ألمانيا ومن بين اللاجئين من سوريا والعراق ونيجيريا. وتدور أحداث القصة عن جارية أسمها "زايدة" تعيش في قصر السلطان ولا يسمح لها بالارتباط بمن تحب، لذلك يقرر الحبيبان مغادرة البلد والهرب إلى بلد آخر للعيش بحرية دون قيود. وتتوالى أحداث القصة وتظهر المسرحية عملية هروب الحبيبين .
المشاركة في الحياة الثقافية
من بين الأمور المهمة أيضا لتحقيق اندماج اكبر في المجتمع وضمان حياة كريمة للاجئين، هي ضرورة وجود شراكة في الحياة الاجتماعية والثقافية بين اللاجئين والألمان. أنديكا كريتسانوفيتش من منظمة "برو أزيل" تشير إلى أن المحكمة الدستورية وضحت هذا الحق الخاص بالمشاركة الثقافية، ووصفته بأنه "حق أساسي للإنسان، من أجل ضمان حياة كريمة". وتضيف كريتسانوفيتش أن ما يتقاضاه اللاجؤون من مساعدات مالية لا يتعدى 4 إلى 5 يورو يوميا، وقد يغطي هذا المبلغ بالكاد رسوم مكالمة هاتفية أو سفرة قصيرة بالقطار، أو الجلوس لفترة في مقهى إنترنت. ولذلك فهي تؤكد على أهمية المبادرات التطوعية التي يقوم بها المواطنون في ألمانيا من أجل مساعدة اللاجئين على الاندماج بالمجتمع، حيث تضمن لهم مشاركة ثقافية اكبر في البلد المضياف.