ألمانيا في طريقها إلى تبوء صدارة قطاع الطاقات المتجددة
الشركة الألمانية " Q-Cell " التي أعلنت مؤخرا أنها ستدخل البورصة تعتبر ثالث شركة ألمانية مختصة في توليد الخلايا الشمسية. ورافق إعلان الشركة التي تتخذ من ولاية ساكسونيا أنهالت مقرا لها عن نيتها في دخول البورصة تساؤل المختصين عما إذا كانت الشركات المختصة في توليد هذه الطاقات ستستطيع في المستقبل إثبات جدارتها في أسواق الطاقة.
مصادر طاقة جذابة
إلى ذلك، يلاحظ المراقبون في ظل ارتفاع أسعار النفط المتواصل ازديادا ملحوظا في اهتمام الممولين في الطاقات المتجددة. فقد استطاعت الشركة المساهمة "سولار وورد" التي تتخذ من مدينة بون مقرا لها زيادة قيمة سلة أسهمها في بورصة فرانكفورت إلى 1،4 مليار يورو لتصبح بذلك أكبر شركة ألمانية مختصة في توليد الطاقات المتجددة. ولا يقتصر ذلك على الشركة المذكورة، بل أن شركة "Q-cell" استطاعت كذلك رفع حجم مبيعاتها في النصف الأول من العام الجاري إلى 177 مليون يورو.
وفي هذا الخصوص، قال عضو المجلس الإداري في شركة "Q-Cell" كريستيان رايتبرغر في حديث خص به موقعنا إن الاهتمام بالطاقات المتجددة "لا يقتصر على المؤيدين التقليديين لهذه الطاقات، بل يشمل أيضا شركات وممولين يريدون جني الأرباح من هذا القطاع." وأضاف أن كون هذه الطاقات تراعي مصالح الحفاظ على البيئية، فإن ذلك "يزيد من جاذبيتها."
مساعدات حكومية
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تعتبر من أكثر دول العالم المهتمة بتطوير تقنيات توليد الطاقات المتجددة. ولا يعود ذلك فقط إلى المساعدات الحكومية التي يحصل عليها هذا القطاع، فقد أفادت مصادر المكتب الاتحادي للإحصاءات التابع للحكومة الألمانية بأن قسط الطاقات المتجددة في توفير الطاقة سيتضاعف مع حلول عام 2010. وبالطبع يتساءل الممولون عما إذا كانت الحكومة ستواصل تقديم المساعدات الحكومية لهذا القطاع، إذ أن حدوث تغيرات على تشكيلة الحكومة الألمانية الجديدة قد يعمل على تقليص أو إلغاء قوانين هذه المساعدات. في هذا الخصوص، أعلن الاتحاد المسيحي الديمقراطي أنه سيتراجع عن الخطوات التي اتخذتها حكومة شرودر ـ فيشر في السنوات السبع الماضية وهي تقليل الاعتماد على المفاعلات النووية كمصدر للطاقة.
... ولكن ليس فقط
وعلى الرغم من أن المحللين يعتبرون أن ارتفاع قيمة سلال أسهم هذه الشركات يتم بطريقة اصطناعية، إلا أن دخول هذه الشركات بنجاح إلى البورصة لم يأت فقط بفضل المساعدات الحكومية التي تحصل عليها، بل بفضل البحوث المبتكرة وبرامج التطوير التي يتبناها هذا القطاع. وهذا يعني أن ألمانيا ستستطيع في المستقبل تبوء مراكز قيادية في مجال تطوير وتوليد تقنيات الطاقات المتجددة. في غضون ذلك، تخطط شركات مثل "سن لاين" و"إيرسول" و"سولارفات" بجانب الشركتين المذكورتين لدخول البورصة.
دويتشه فيله