ألمانيا تقضي على الحلم الأرجنتيني وتواجه ايطاليا في المربع الذهبي
١ يوليو ٢٠٠٦خرج ملايين المشجعين الألمان الى الشوارع في شتى مدن البلاد أمس الجمعة وهم يلوحون بأعلام البلاد وسط إطلاق أبواق السيارات وترديد هتافات باسم البلاد احتفالا بصعود البلاد الى الدور قبل النهائي للنهائيات التي تستضيفها البلاد. وردد معظم المحتفلين الذين تزينوا بألوان العلم الألماني هتافا موحدا هو : "برلين، برلين ... سوف نسافر الى برلين" وذلك في إشارة الى أن المنتخب الألماني سيصل المباراة النهائية التي ستقام في برلين في التاسع من الشهر القادم. وكان ينز ليمان، حارس مرمى "المانشفت" هو اللاعب الذي استحوذ على هتافات الجماهير بالإضافة طبعا إلى الهداف كلوزه الذي احتاج إلى نصف فرصة ليصنع منها هدفا ويحول بلاده إلى مسرح للاحتفالات استمرت طيلة الليل. وفي حالة هي مزيج من الفرحة الطاغية وعدم التصديق قال انجولف كول وهو مزارع من برادنبرورغ الذي قطع المسافة الى العاصمة برلين لمشاهدة اللقاء "ليس بمقدور احد ان يوقفنا الان. سنقطع الشوط كله." واضاف "واجهت مشكلة أثناء متابعة ركلات الترجيح والآن فقد تغلبنا على الأرجنتين أفضل فريق في المونديال."
واشارت تقديرات الشرطة الى ان نحو 750 الف الماني تجمعوا عند بوابة براندنبورغ الشهيرة وهو ما يعادل نحو ربع سكان العاصمة برلين. وقام المشجعون الذين كانوا يتابعون المباراة على الشاشات العملاقة برفع علم البلاد كما رسموه على شارات الساعد وعلى القبعات مما حول المنطقة المترامية الاطراف الى بحر متلاطم من الالوان السوداء والحمراء والذهبية. وقال الوكيل السياحي جيرد فيندايزين وهو من منطقة قرب هانوفر ويبلغ من العمر 48 عاما "انه لامر عظيم ان نحقق ذلك على ارضنا. يعجز المرء عن وصف المشاعر." وقال "والشيء المبهج حقيقة هو هذه المشاعر الجديدة من الوطنية الجياشة." وفي فرانكفورت ذاتها شاهد نحو 80 الف مشاهد من على ضفاف نهر الماين المباراة على شاشات عملاقة مركبة على مدخل النهر. وتجمع الالاف في مناطق معدة خصيصا للمشاهدة في هامبورج في الشمال وفي كولونيا في الغرب وفي ميونيخ في جنوب البلاد. ولم تبلغ الشرطة عن وقوع أحداث عنف تذكر في اي من هذه المدن. ووسط هذه المشاعر الوطنية الفياضة قال الرئيس الالماني هورست كولر بعد ان شاهد المباراة في استاد برلين الاولمبي "لا اعتقد ان قلبي خفق من قبل مثلما خفق اليوم. انه شيء لا يصدق. سنقطع الشوط كله حتى النهائي. اعتقد اننا سنفوز بكاس العالم.."
ليمان ...ولغز الورقة البيضاء
نجح حارس المنتخب الألماني وأرسنل لندن ينز ليمان أخيرا في الخروج من ظل سلفه العملاق أوليفر كان. ونجح ليمان في الإمساك بركلتين ليمنح فريقه فوزا بنتيجة 4-2 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة. وقد بث التلفزيون الألماني يوم أمس صورا للحارس ليمان وهو يخرج قبل ضربة الجزاء الأخيرة ورقة صغيرة خبأها في جرابه. وأشار المحللون الرياضيون إلى أن طاقم تدريب حراس المرمى بقيادة الحارس السابق اندرياس كوبكه قام بدراسة تاريخ اللاعبين الأرجنتينيين الذي قاموا بتسديد ضربات جزاء في السنوات الأخيرة وحددوا الجهة التي سيسدد اليها اللاعب على الأغلب. وعندما أخرج ليمان الورقة البيضاء من جرابه وجد الملاحظة التي تقول أن كامبياسو سيسدد على الأعغلب في الجهة اليسرى فقرر الارتماء الى هذه الجهة. وبالفعل حصل ما حصل وأنقذ ليمان مرماه من جديد ليخرج من المباراة وهو غير مصدق الذي حدث، لايما لانه لم يختبر حتى الآن بشكل جدي في المباريات السابقة لكي يثبت ان اختياره على حساب المخضرم كان كان قرارا صحيحا.
سير المباراة
بدأت المباراة خشنة وبدا التوتر واضحاً على لاعبي الفريقين الذين لم تتح لهم فرص كثيرة للتسجيل، لكن الأرجنتين كانت أفضل وصنعت لنفسها فرصاً قوية. وسيطر الفريق الأرجنتيني على معظم مجريات اللعب. وكانت تمريراته أكثر دقة لكن كل ذلك لم يكف أبطال العالم في عامي 1978 و1986 لإحراز هدف التقدم ويعود ذلك أيضاً إلى تركيز المنتخب الألماني على خطوط الدفاع. ويبدو أن الفريق الالماني دخل المباراة بتكتيك معين التزم به تماما، لكن المفاجأة كانت في بداية الشوط الثاني عندما سجل الأرجنتينيون هدف التقدم بضربة رأسية للمدافع أيالا بعد ضربة زاوية نفذها ريكيلمه، ولكن الألمان لم يستسلموا للتقدم الأرجنتيني وهاجموا بقوة مرمى الخصم وضغطوا لدقائق طويلة وأثمرت هجماتهم عن هدف التعادل في الدقيقة ال80 عن طريق المهاجم كلوزه الذي أدخل كرته الرأسية في شباك الحارس المستبدل فرانكو. وبذلك انتهى الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل بهدف لهدف، وتم تمديد المباراة شوطين إضافيين لم يغيرا من نتيجة المباراة.
وبعد خسارة فريقه امام ألمانيا أعلن المدرب الأرجنتيني استقالته من منصبه. وقال بيكرمان عقب انتهاء المباراة: "انتهى الأمر واسدل الستار ولن أواصل مهمتي." وتابع قائلاً أنا مرتاح البال لطالما وثقت بهذا الفريق." من جهته أكد المدرب الألماني أن هدفه لا يزال الفوز بالبطولة وقال "إنه سعيد اليوم لأن الآخرين بدأوا يصدقون ما كان يقوله دائماً."
ايطاليا تثبيت جاهزيتها للقب
وفي المباراة الثانية للدور ربع النهائي تمكن المنتخب الايطالي من الحاق هزيمة ثقيلة بالمنتخب الاوكراني. وقبل بدء المباراة كان المشجعون يخشون أن يلجأ كلا الفريقين إلى تعزيز خطي الدفاع وإهمال الهجوم. لكن ذلك لم يحدث، وأكبر دليل على ذلك كانت تشكيلة كل من الفريقين التي وضعها مدربا المنتخبين، أوليغ بلوخين المدرب الأوكراني وزميله ماريسلو ليبي مدرب الفريق الإيطالي. إذ قام كلا المدربين بتعزيز خطي الوسط والهجوم. وهذا ما أتى بثماره بعد دقائق قليلة من صافرة البداية، إذ تقدم الفريق الإيطالي في الدقيقة الخامسة بهدف حمل توقيع جيانلوكا تسامبروتا الذي سدد كرة قوية من مسافة 20 متراً سكنت شباك الحارس الأوكراني شوفكوفسكيي. وبعد ذلك تراجع أداء الفريقين ولم تتوفر أي فُرص حقيقية للتجسيل على كلا الجانبين.
لوكا توني يُحرز ثنائية في المرمى الأوكراني
وفي الوقت الذي كان فيه الأوكرانيون قريبون من إدراك التعادل، أضاف لوكا توني الهدف الثاني لإيطاليا بعد أن تلقى تمريرة رائعة من صانع الألعاب فرانشيسكو توتي في الدقيقة الـ 62. ولم يتأخر الفريق الأوكراني في الرد، لكن الكرة الرأسية التي نفذها غوسين ارتطمت بالعارضة الإيطالية التي حرمت الأوكرانيين مجدداً من تقليص الفارق. وقبل 20 دقيقة على نهاية المباراة مرر اللاعب المتألق تسامبروتا كرة متقنة للوكا توني الذي عاد ليُحرز الهدف الثاني له والثالث لفريقه ممهداً بذلك الطريق أمام إيطاليا للخروج منتصرة من المباراة لتلحق بالفريق الألماني إلى المربع الذهبي. أما الفريق الأوكراني فيُمكنه مغادرة البطولة مرفوع الرأس، على الرغم من هذه الهزيمة الكبيرة. فهذه أول مشاركة للأوكرانيين في نهائيات كأس العالم التي قدّموا فيها عروضاً جيدة قادتهم إلى الدجور ربع النهائي. وهذا ما يُعتبر نجاحاً كبيراً للفريق الأوكراني الجديد على المونديال.
وبهذا الفوز الكبير يكون الإيطاليون على موعد مع المنتخب الألماني المُضيف في الدور نصف النهائي، وذلك يوم الثلاثاء القادم ( الرابع من يوليو ) في مدينة دورتموند.