ألمانيا تطالب مصر بإلغاء الطوارئ وتنفي دعوتها مبارك للعلاج
٩ فبراير ٢٠١١بحث البرلمان الألماني ـ البوندستاغ ـ اليوم (9 فبراير/ شباط 2011) وللمرة الثانية خلال أسبوعين التطورات الحاصلة في مصر والمنطقة العربية بعد الانتفاضة الشعبية الناجحة التي حصلت في تونس. وتعرضت الحكومة الألمانية إلى انتقادات عديدة من جانب أحزاب المعارضة، خاصة من جانب حزبي الخضر واليسار، بسبب ترددها في دعم المتظاهرين المصريين ومطالبة الرئيس حسني مبارك بالاستقالة نزولا عند رغبة شعبه.
فيسترفيله: الكلام وحده لا يكفي ولا بد من التنفيذ
ورفع وزير الخارجية الألماني فيسترفيله من وتيرة تحذيره للحكومة المصرية فقال أمام النواب: "إن التصريحات لا تكفي وحدها، ولا بد من وضع الكلام موضع التطبيق". وفسّر ذلك بالقول إن المطلوب بصورة أكثر تحديدا "رفع حالة الطوارئ ووضع حد نهائي لترهيب المتظاهرين والصحافيين بصورة واضحة أو مستترة". وتابع أن المطلوب أيضا إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين والعمل بأسرع وقت ممكن على تنفيذ الإصلاحات في الدستور.
وجدد الوزير فيسترفيله عرض حكومته بمساعدة مصر على إعادة بناء بناها الديمقراطية، لكنه حذّر في الوقت ذاته من إسقاط سريع للرئيس مبارك. وقال: "كل تحول يحتاج إلى هياكل منتظمة للتمكن من إجراء انتخابات حرة وعادلة".
وتحدث ممثلون عن أحزاب الحكومة والمعارضة فدافع نواب الاتحاد المسيحي والحزب الليبرالي عن نهج حكومتهم تجاه مصر ووصفوه بأنه "مسؤول". وقال نائب رئيس كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي أندرياس شوكينهوف إن كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم في ألمانيا تعاملت مع الرئيس مبارك ونظامه "على أنهما عاملا استقرار في المنطقة".
وزاد النائب الليبرالي راينر ستينّر "أن على المرء أن يتفهم قلق إسرائيل من زعزعة الاستقرار على حدودها الجنوبية مع مصر"، ومدى انعكاسه على أمنها المضمون بمعاهدة السلام معها في حال انتهى حكم مبارك، لكنه أضاف أن على ألمانيا أن تقول لإسرائيل بصراحة أنها تتحمل مسؤولية عدم الوصول إلى حل سلمي مع الفلسطينيين يؤمن ما تطلبه.
وانتقدت النائبة عن حزب الخضر المعارض كيرستن موللر موقف حكومة ميركل "المتردد والحذر" من دعم المتظاهرين المصريين بصورة واضحة ودعوة مبارك إلى التنحي عن الحكم. وفيما كان موقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، مماثلا تقريبا لموقف الحكومة اتهم حزب اليسار المعارض الحكومة الألمانية باللاوضوح واللاأخلاقية في نهجها.
برلين تنفي كلام سليمان
إلى ذلك نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، ردا على سؤال اليوم، أن تكون برلين عرضت على الرئيس مبارك القدوم إلى ألمانيا للعلاج كمخرج مشرف له من المطالبات باستقالته. وجاء نفي برلين ردا على قول نائب الرئيس عمر سليمان في القاهرة: "نشكر ألمانيا على عرضها، لكن الرئيس لا يحتاج أي معالجة طبية".
وأضاف متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن لا صحة أيضا لما قيل حول اتصالات جرت مع مستشفيات ألمانية لعلاج الرئيس المصري.
اسكندر الديك ـ برلين
مراجعة: أحمد حسو