ألمانيا تستعد لعملية التلقيح وثلث الألمان "سينتظرون مفعوله"
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠رغم أن أحد أهم اللقاحات المطروحة في العالم طوِّر على أراضيها، إلا أن ألمانيا ستبدأ حملة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد بعد غد الأحد، بينما أعلنت وسائل إعلام أمريكية بأن أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة، وإلى غاية صباح اليوم الجمعة (25 ديسمبر/ كانون الأول)، قد تلقوا الجرعة الأولى من لقاح بيونتيك-فايزر المضاد لفيروس كورونا.
وتواجهألمانيا تحديات كبيرة في الحصول على عدد كافٍّ من هذا اللقاح، ما أدى إلى اعتماد جدولة من أربعة مراحل تخضع لتحديد أولويات الضرورة لتوزيع اللقاح، بدءًا من الفئة العمرية من 80 عاما فما فوق، وأولئك الذين يعيشون ويعملون في دور رعاية المسنين، إلى جانب موظفي الرعاية الصحية المعرضين لخطر العدوى، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في غرف الطوارئ ووحدات العناية المركزة. على أن يلتحق بهم الباقي الموزعّين بدورهم إلى ثلاث مراحل.
وبحسب تقديرات طبيب العدوى الألماني، البروفيسور هيلموت فيكنشر، فإن بداية التطعيم "لن تؤثر على الوباء في الوقت الحالي". وأوضح مدير معهد طب العدوى في المستشفى الجامعي شليزفيغ-هولشتاين ورئيس الجمعية الألمانية لمكافحة الأمراض الفيروسية في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" إلى أن ذلك يعود إلى أن "هذا لأن لدينا عددا كبيرا جدا من الأشخاص الذين يتعيّن تطعيمهم ولن يكون لدينا لقاح كافٍ لفترة طويلة".
ووفقا لفيكنشر، يعتمد التطور الإيجابي للجائحة في عام 2021 على مدى تعميم التطعيم - سواء كان بنسبة 60 أو 80 في المائة – وذلك قبل الشتاء القادم.
ولا يتوقع فيكنشر أيّ تخفيف كبير لقيود احتواء الوباء، موضحا أن التخفيف ربما يقتصر على إعادة فتح بعض القطاعات، أمام التخفيف العام فلن يحدث قبل أن يصبح الطقس أكثر دفئا وبشكل ملحوظ، على حدّ قوله، معربا عن تمنياته بربيع دافئ وعلى نحو مبكر.
آراء الألمان متباينة إزاء اللقاح
موازاة لذلك، أظهر استطلاع حديث للرأي أن ثلثي المواطنين في ألمانيا مستعدون للتطعيم ضد كوفيد 19-، المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن حوالي 32 في المائة من الألمان يريدون تلقي اللقاح في أسرع وقت ممكن. وقال 33 في المائة آخرون إنهم على استعداد لتلقي اللقاح لكنهم يريدون الانتظار ليروا كيف أثر ذلك على الناس.
في المقابل، أعرب حوالي 19 في المائة عن رفضهم لتلقي اللقاح، بينما لم تحدد نسبة 16 في المائة موقفها. وقال أكثر من نصف المستطلع أراءهم (57 في المائة) إنهم قلقون بشأن الآثار الجانبية المحتملة للقاح، وذكر ثلثهم فقط إنهم غير قلقين.
ووجد الاستطلاع أن الأشخاص الأكبر سنّا هم الأكثر حماسا لتلقي اللقاح، حيث أعرب 71 بالمائة ممن تزيد أعمارهم عن 55 عامًا عن رغبتهم في ذلك، مقابل 54 بالمائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.
ومن النقاط اللافتة التي احتوت عليها الدراسة، أن 51 في المائة أي ما يفوق نصف الناخبين في حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، مستعدين لتلقي اللقاح، وهي نسبة أقل بكثير من المتوسط. ومعروف أن عددا كبيرا من المشككين بوجود فيروس كورونا من أساسه، متعاطفين مع هذا الحزب.
أما أكثر الناخبين حرصا على تلقي اللقاح، فهم ناخبو حزب الخضر (معارضة)، الذين أعرب 82 في المائة منهم عن رغبتهم في ذلك. وشمل الاستطلاع آراء حوالي 2035 شخصا خلال الفترة من 21 حتى 23 ديسمبر/ كانون أول.
و.ب/م.س (د ب أ)