ألمانيا تدعو زعماء العالم إلى دعم تغيير النظام في سوريا
٢٣ سبتمبر ٢٠١٢حث وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله زعماء العالم على إبداء الدعم لتغيير النظام في سوريا خلال اجتماعهم السنوي هذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتزامنت الدعوة مع عقد اجتماع نادر للمعارضة الداخلية السورية بدمشق. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الأحد (23 سبتمبر/أيلول) قبل اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "أتمنى أن يبعث المجتمع الدولي إشارة واضحة لإنهاء العنف في سوريا ولبداية جديدة". يذكر أنه بالرغم من أن ألمانيا تترأس مجلس الأمن حاليا، إلا أنها ليست عضوا دائما. ولم يتمكن المجلس من اتخاذ إجراءات قوية لإنهاء العنف في سوريا بسبب استخدام الفيتو من جانب العضوين الدائمين في المجلس روسيا والصين.
وقال الوزير فيسترفيله إن ألمانيا ستواصل الدفع نحو الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن "عملية الإصلاح يجب تمضي في الأمم المتحدة". وقال: "إذا لم تمثل الأمم المتحدة العالم في القرن الحادي والعشرين، فإنها ستضعف وضعها وشرعيتها على المدى البعيد". وتُفتتح أعمال الدورة الـ 67 في الجمعية بعد غد الثلاثاء بحضور 123 رئيسا ورئيس حكومة وعدد من وزراء الخارجية.
اجتماع المعارضة الداخلية بمباركة السلطات السورية
وتزامنت دعوة الوزير الألماني مع كشف وسائل إعلام سورية عن أن أعضاء بالمعارضة الداخلية السورية عقدوا اجتماعا نادرا في دمشق اليوم الأحد للدعوة إلى "إسقاط النظام (السوري) بكافة رموزه ومرتكزاته" بعد شهور من القتال أدت إلى سقوط آلاف القتلى. وانعقد الاجتماع بمباركة من السلطات السورية على الرغم من اعتقال العديد من شخصيات المعارضة في الأيام الأخيرة واتهامات المعارضين بأنهم يعطون انطباعا خاطئا بأن الرئيس السوري بشار الأسد يسعى للوصول إلى حل سياسي للازمة السورية. وجاء في المبادئ الأساسية لمؤتمر إنقاذ سوريا "إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بما يعني ويضمن بناء الدولة الديمقراطية المدنية... والتأكيد على النضال السلمي كاستراتيجيه ناجعة لتحقيق أهداف الثورة."
ودعا رجاء الناصر، أمين سر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وأحد منظمي المؤتمر، إلى "الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف القصف الوحشي الهمجي لتكن هدنة واستراحة محاربين تفتح الطريق أمام عملية سياسية عندما تتوفر شروطها ومستلزماتها. عملية تكفل التغيير الجذري الديمقراطي وتكفل الانتهاء من النظام الراهن لصالح ديمقراطية جدية وحقيقية".
ويقول نشطاء إن أكثر من 27 ألف شخص أغلبهم من المدنيين قتلوا خلال الانتفاضة التي اندلعت منذ 18 شهراً معظمهم في الأشهر القليلة الماضية حين تحولت المعارضة إلى مواجهات مسلحة. وتنظم مؤتمر المعارضة في دمشق جماعة المعارضة الرئيسية في الداخل وهي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي.
"هذه ليست معارضة حقيقية"
واتهمت المعارضة المسلحة شخصيات المعارضة الداخلية التي تضم معارضين بارزين قضى بعضهم سنوات في سجون الأسد بأنها سلبية. ورفض متحدث باسم الجيش السوري الحر المؤتمر قائلاً إن نظام الأسد "يحاول دائما التفاوض مع نفسه". وقال المتحدث لوكالة لرويترز للأنباء "هذه ليست معارضة حقيقية في سوريا. هذه المعارضة ليست سوى الوجه الآخر لنفس العملة. الجيش السوري الحر لن تكون له علاقة بهذه الجماعات". وأضاف "إنها مجرد خطة سخيفة لتضليل المجتمع الدولي ليظن أن هناك مفاوضات جارية. لا يمكنهم أن ينجحوا في إنهاء الحرب الأهلية".
استمرار المواجهات المسلحة
وتستمر أعمال العنف في سوريا حيث قصف الطيران العسكري السوري الأحد مواقع عدة للمقاتلين المعارضين خصوصاً في حمص ودير الزور، حسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأضاف المرصد أن الطائرات العسكرية قصفت مواقع في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور تزامنت مع نشوب معارك في عدد من أحياء المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المقاتلين المعارضين يحاولون السيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وكذلك على مطار حمدان العسكري القريب"، معتبراً أن "سيطرتهم على هذه المدينة سيوجه ضربة قاسية للنظام". وفي حمص ثالث مدن البلاد قصف الجيش السوري بالطائرات والمدفعية الثقيلة المناطق المحيطة بأحياء جوبر والسلطانية وبابا عمرو. كما قصفت الطائرات العسكرية جبل الأكراد في محافظة اللاذقية، حسب المرصد.
وأضاف المرصد أن القصف أدى إلى انهيار عدد من المباني خصوصاً في محافظات ادلب وحماه ودرعا. وفي حلب اندلعت معارك في العديد من أحياء هذه المدينة إلا أنها كانت أقل عنفاً من الأيام السابقة. وأطلق المعارضون قذائف هاون من حي بستان القصر في حلب على حي الجميلية الواقع تحت سيطرة القوات النظامية.
وأعلن العقيد احمد عبد الوهاب من الجيش السوري الحر لوكالة فرانس برس أن المعارضين المسلحين دمروا مقاتلتين لسلاح الجو السوري كانتا على أرض المطار في بلدة اورم غرب محافظة حلب. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وفي ريف دمشق أصيب عدد من الأشخاص، بينهم نساء نتيجة تعرض بلدات عدة لقصف من القوات النظامية السورية. وأفاد المرصد أن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا الأحد في أعمال العنف في كافة أنحاء البلاد.