ألمانيا تخطط لإطلاق مسبار فضائي غير مأهول إلى القمر
١٣ مارس ٢٠٠٧أفاد المركز الألماني لبحوث الطيران والفضاء في كولونيا بأن ألمانيا سترسل مسباراً فضائياً غير مأهول للقمر في موعد أقصاه نهاية عام 2013. وأكد مدير المركز فالتر دولنغر أن هذا المسبار سيكون ألمانياً صرفاً، موضحا أن مهمته ستقتصر على الدوران حول القمر على مدى أربعة أعوام بهدف وضع خريطة كاملة لسطح القمر. الجدير بالذكر ان هذه تعد المرة الأولى في تاريخ أبحاث الفضاء، التي سيتم فيها إعداد خارطة كاملة لسطح القمر، إذ لم يتم حتى اليوم استكشاف سوى 18 بالمائة من سطح القمر، خلافاً لكوكب مارس الذي خضع لدراسة دقيقة ومفصلة من قبل العلماء. ويضيف مدير المركز أن هذه الخريطة ستكون ثلاثية الأبعاد وبالألوان. ومن ناحية أخرى فأن هذا المشروع يجسد في نظر دولنغر رغبة ألمانيا في تسخير تقنياتها المتقدمة لخدمة الأبحاث المتعلقة بدراسة بالقمر.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن التقنيات الألمانية في هذا المجال أثبتت تفوقها وقدرتها في خوض مضمار أبحاث الفضاء. فالمسبار الأوروبي "مارس إكسبريس" يعتمد على سبيل المثال على كاميرا هرسك (HRSC) ألمانية دقيقة الصنع لالتقاط صور مفصلة عن كوكب مارس. وهذه الكاميرا تم تطويرها من قبل فريق علمي بإشراف باحث علوم الفضاء الألماني غيرهارد نويكوم. أما المسبار الألماني فسيجهز هو الآخر بهذا النوع من الكاميرات الدقيقة قبل أن يشق طريقه باتجاه القمر في الفضاء الواسع.
تقنيات ألمانية لرسم أول خريطة لسطح القمر
يتوقع خبراء الفضاء أن المهمة الألمانية الأولى على سطح القمر ستدفع بأبحاث الفضاء خطوة إلى الأمام ليس في ألمانيا وحدها، بل وفي بقية الدول المهتمة بأبحاث الفضاء. وفي هذا السياق عبر فريدهيلم كلاسن، الذي يقوم بمهمة الإشراف على البرنامج عن تفاؤله إزاء هذه المهمة التي ينظمها مركز أبحاث الفضاء الألماني، معربا في الوقت ذاته، أن المهمة الألمانية التي تهدف لإرسال مركبة فضاء غير مأهولة إلى القمر، ستكون مفيدة لتوجيه الخطط الأوروبية الرامية للهبوط مرة أخرى على سطح القمر مستقبلا. حيث أنها ستوفر معلومات حول الأماكن التي يكون فيها الهبوط ذات أهمية كبيرة من الناحية العلمية. الجدير بالذكر أن مركز أبحاث الفضاء الألماني يخطط أيضا لإرسال مسبار آخر إلى القمر بحلول عام 2020 للهبوط على سطح القمر والحصول على بعض العينات من الأحجار الموجودة عليه. ويرى الخبراء في المركز أنه لا يوجد حاليا داع للقيام بمهمة هبوط على سطح القمر.
مشروع رائد
وفي سياق حديثه عن برنامج إطلاق المسبار أوضح مدير البرنامج أن المهمة الألمانية الأولى على سطح القمر لا تهدف إلى فحص المواد العضوية والمعدنية على سطح القمر وأنه لن يحدث هبوط فعلي، كما ذكرت بعض التقارير الإخبارية. وأكد كلاسن في الوقت نفسه أن المهمة الأوروبية الثانية للهبوط على سطح القمر تهتم أيضا في المقام الأول بـالجانب العلمي، وأضاف مشيراً إلى وجود عنصر الهليوم 3 على سطح القمر بالقول: "نعرف أن هناك ثروات على سطح القمر". ويعتقد أن الاستفادة من هذا العنصر المهم في عملية الاندماج الذري سوف تكون في حكم الممكن خلال الخمسين أو المائة سنة القادمة. ووفقا لمصادر المركز فإن هذا التكلفة الإجمالية للمشروع ستتراوح بين 300 و 400 مليون يورو.